ارشيف من :أخبار عالمية
خاص الانتقاد.نت: اوروبا "تغرق" في الركود الاقتصادي
صوفيا ـ جورج حداد
أعلنت المؤسسة الوطنية الفرنسية للاحصاء (INSEE) انه خلال الثلاثة الاشهر الاولى من سنة 2009 سجل الدخل الوطني القائم في فرنسا انخفاضا بقيمة 1،2%، بعد ان كان قد تقلص ايضا في الثلاثة الاشهر الاخيرة من سنة 2008 بنسبة 1،5%. وبانخفاض الدخل القومي القائم في فترتي ثلاثة اشهر متتاليين فإن فرنسا دخلت رسميا في حالة الركود. وكانت فرنسا قد سجلت بشكل مفاجئ، في الثلاثة الاشهر الثالثة من سنة 2008، ارتفاعا طفيفا بنسبة 0،1%. وتشير المعطيات ان فرنسا لا تزال تصمد امام الازمة الاقتصادية العالمية اكثر من غيرها من الدول الاوروبية الرئيسية.
وفي الوقت نفسه اشارت المعطيات الرسمية ان الاقتصاد النمساوي دخل في حالة الركود بعد الثلاثة الاشهر الاولى من السنة الحالية. حيث ان الدخل الوطني القائم في النمسا قد انكمش بنسبة 2،8% في فترة كانون الثاني ـ اذار، بالمقارنة مع الثلاثة الاشهر السابقة. وذلك بعد ان كان سجل انخفاضا بقيمة 0،4% خلال الثلاثة الاشهر الاخيرة من سنة 2008، حسبما اعلنت المؤسسة الاقتصادية WIFO. وتقول وكالة الصحافة الفرنسية انه يتم اعلان دخول البلد في حالة الركود اذا ما سجل انخفاض في الدخل الوطني القائم لفترتي ثلاثة اشهر متتاليتين.
والوضع هو صعب ايضا في المانيا. حيث ان الركود قد تعمق في البلاد في الثلاثة الاشهر الاولى من السنة، بعد ان سجل الدخل الوطني القائم انخفاضا حادا بقيمة 3،8%، بالمقارنة مع الثلاثة الاشهر التي سبقتها، كما تشير المعطيات غير النهائية التي قدمتها مؤسسة الاحصاء الالمانية. "لقد انخفض الدخل الوطني القائم للمرة الرابعة بالتتالي، وخلال الثلاثة الاشهر الاولى من السنة الحالية سجل ادنى انخفاض له منذ بداية تسجيل المعطيات عن كل ثلاثة اشهر منذ سنة 1970"، كما جاء في تعليق للمؤسسة الاقتصادية الفيدرالية الالمانية. وبالحساب السنوي، فإن الدخل الوطني القائم في المانيا، التي يعتبر اقتصادها هو الاول في اوروبا، قد انخفض بنسبة 6،9%، بعد ان كان سجل في الثلاثة الاشهر الاخيرة من سنة 2008 انخفاضا بنسبة 1،8%. وان الانهيار في قطاعي التصدير والتوظيفات في الصناعة هو السبب الاساسي لانكماش الدخل الوطني القائم، كما توضح المؤسسة الاقتصادية.
وتأتي الاخبار السيئة من ايطاليا ايضا. اذ ان الركود في الاقتصاد الايطالي قد تعمق ايضا خلال الثلاثة الاشهر الاولى من السنة الجارية، بعد ان انكمش الدخل الوطني القائم بنسبة 2،4% بالقياس الى الثلاثة الاشهر التي سبقتها، كما تشير المعلومات الاولية التي نشرتها المؤسسة الاحصائية الوطنية ISTAT. والانهيار الاقتصادي في ايطاليا، الذي يعتبر الاكبر منذ سنة 1980 الى اليوم، يعود الى "انخفاض المداخيل من الزراعة، الصناعة والخدمات"، كما توضح المؤسسة. وبالحساب السنوي فإن الدخل الوطني القائم قد سجل انخفاضا بنسبة 5،9% خلال الثلاثة الاشهر الاولى من السنة الحالية. وهو اكبر من توقعات المحللين، الذين سبق وتوقعوا انخفاضا بنسبة 1،8% فقط بالمقارنة مع الثلاثة الاشهر السابقة، وبنسبة 5% بالمقارنة مع السنة السابقة. وقد دخلت ايطاليا في الركود في الثلاثة الاشهر الاولى من سنة 2008، وفي فترة الثلاثة الاشهر الرابعة سجل الدخل الوطني القائم انخفاضا بنسبة 2،1% بالمقارنة مع الثلاثة الاشهر التي سبقتها، كما تشير المعطيات المقدمة من ISTAT.
وتشير المعطيات المقدمة من قبل المؤسسة الاحصائية التابعة للاتحاد الاوروبي "يوروستات"، ان الركود في منطقة اليورو قد تعمق خلال الثلاثة الاشهر الاولى من السنة اذ ان الدخل الوطني القائم قد انخفض بنسبة 2،5% بالمقارنة مع الثلاثة الاشهر التي سبقتها، وهو انخفاض لم يسبق له مثيل، وهو يفوق الانخفاض في الاقتصاد الاميركي ذاته. وقد سجلت الدول التي تستخدم العملة الاوروبية الموحدة انخفاضا في فترة الثلاثة الاشهر الرابعة من السنة بالمقارنة مع الثلاثة الاشهر التي سبقتها. وهذا هو اكبر انخفاض للدخل الوطني القائم في منطقة اليورو، يسجل منذ بدأ التسجيل كل ثلاثة اشهر في بداية تسجيل الاحصاء في هذه المنطقة خلال 1995، كما تؤكد مؤسسة "يوروستات". وقد سجلت الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، انخفاضا تاريخيا في اقتصاداتها بنسبة 2،5%، بعد ان كانت سجلت في الثلاثة الاشهر السابقة انخفاضا بنسبة 1،5%. وهذا الانخفاض هو اكبر قليلا من الانخفاض في الولايات المتحدة الاميركية، التي انكمش اقتصادها بنسبة 1،6% في الثلاثة الاشهر الاولى من السنة الحالية، بعد ان كان سجل ايضا انخفاضا بنسبة 1،6% في الثلاثة الاشهر الاخيرة من سنة 2008.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018