ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: عندما يفرض التغيير

كتب محمد يونس
إلحاقا بالجو الدراماتيكي المسيطر على المنطقة منذ أيار/ مايو الماضي حيث تشهد سوريا خطوات فك العزلة الدولية عنها بدءاً من فرنسا التي أعادت إدخال الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأسرة الأوروبية والدولية من باب الشانزلزيه العريض ومن تحت قوس النصر الباريسي، تشهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطوة مشابهة قد تكون معالمها أبرز من معالم المشهد الفرنسي.
فمن دون سابق إنذار قررت الولايات المتحدة إيفاد المسؤول الثالث في خارجيتها وليام برنز للمشاركة شخصيا في محادثات دول (6+1) مع إيران حول ملفها النووي بعدما كانت واشنطن ترفض رفضا قاطعا أي لقاءات مباشرة من هذا النوع قبل أن تعلن طهران عن وقف عمليات التخصيب الجارية في مفاعلاتها النووية، وقبل أن يلتقط العالم أنفاسه من آثار هذا الخبر ألحق بخبر آخر مفاده أن واشنطن تبحث في فتح مكتب تمثيلي لرعاية المصالح الأميركية في إيران بشكل مباشر.
إذاً هي خطوات متسارعة لتغيير المشهد الإقليمي تحمل في طياتها علامات تغير في سلوك واشنطن وليس في سلوك إيران، فالمفاوضات بحضور برنز لم تفضِ إلى أي تعديل في موقف المفاوض الإيراني الذي ما زال يصر على عدم بحث وقف عمليات التخصيب بأي شكل من الأشكال، لا بل برزت عروضات ذات دلالة كبيرة في هذا المجال، منها ما صرح به ممثل السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا من أنه يعرض على إيران وقف عمليات تطوير التخصيب والاكتفاء بالمستوى الذي وصلت إليه الجمهورية الإسلامية.
إزاء هذه التطورات سؤال يفرض نفسه عن السبب الكامن وراء التغيير في السلوك الأميركي والأوروبي، وهو هل توصلت واشنطن إلى قناعة مفادها أن طهران باتت تملك قوة وقدرة معينة من الصعب تجاهلها، وبالتالي تحتم على العالم الأول أخذها بعين الاعتبار عندما يريد أن يتكلم مع الإيرانيين؟
الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008
إلحاقا بالجو الدراماتيكي المسيطر على المنطقة منذ أيار/ مايو الماضي حيث تشهد سوريا خطوات فك العزلة الدولية عنها بدءاً من فرنسا التي أعادت إدخال الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأسرة الأوروبية والدولية من باب الشانزلزيه العريض ومن تحت قوس النصر الباريسي، تشهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطوة مشابهة قد تكون معالمها أبرز من معالم المشهد الفرنسي.
فمن دون سابق إنذار قررت الولايات المتحدة إيفاد المسؤول الثالث في خارجيتها وليام برنز للمشاركة شخصيا في محادثات دول (6+1) مع إيران حول ملفها النووي بعدما كانت واشنطن ترفض رفضا قاطعا أي لقاءات مباشرة من هذا النوع قبل أن تعلن طهران عن وقف عمليات التخصيب الجارية في مفاعلاتها النووية، وقبل أن يلتقط العالم أنفاسه من آثار هذا الخبر ألحق بخبر آخر مفاده أن واشنطن تبحث في فتح مكتب تمثيلي لرعاية المصالح الأميركية في إيران بشكل مباشر.
إذاً هي خطوات متسارعة لتغيير المشهد الإقليمي تحمل في طياتها علامات تغير في سلوك واشنطن وليس في سلوك إيران، فالمفاوضات بحضور برنز لم تفضِ إلى أي تعديل في موقف المفاوض الإيراني الذي ما زال يصر على عدم بحث وقف عمليات التخصيب بأي شكل من الأشكال، لا بل برزت عروضات ذات دلالة كبيرة في هذا المجال، منها ما صرح به ممثل السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا من أنه يعرض على إيران وقف عمليات تطوير التخصيب والاكتفاء بالمستوى الذي وصلت إليه الجمهورية الإسلامية.
إزاء هذه التطورات سؤال يفرض نفسه عن السبب الكامن وراء التغيير في السلوك الأميركي والأوروبي، وهو هل توصلت واشنطن إلى قناعة مفادها أن طهران باتت تملك قوة وقدرة معينة من الصعب تجاهلها، وبالتالي تحتم على العالم الأول أخذها بعين الاعتبار عندما يريد أن يتكلم مع الإيرانيين؟
الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008