ارشيف من :آراء وتحليلات
مواكب النور.. وعرس البوسنة

كتب مصطفى خازم
بالأمس عادت الساعة إلى الوراء إلى سبعينيات وثمانينات القرن الماضي..
يوم كانوا يتدربون على السلاح.. إختلطت ألوانهم.. بين الأبيض والأسمر والأسود والاصفر..
وأختلطت أعراقهم.. من السلافي إلى الفارسي إلى العربي والآري.. وكثيرون..
بالأمس تذكرتهم ولن أقول واحداً واحداً ..في مخيمات التدريب على طريق المطار.. وداخل مخيم برج البراجنة..
كنا نتسلق الحائط.. لنراقبهم يتدربون.. وكان أبو أحمد اليافاوي.. يصرخ علينا.. خوفاً من رصاص طائشة، أو إنزلاقة تودي بنا الى التجبير..
ولكنه أخيراً قرر فتح البوابة والسماح لنا بالدخول اليهم..
هي فلسطين.. بوصلة باتجاه واحد كيفما جئتها كنت تعيد توجيه البوصلة..
"طل سلاحي من جراحي.. يا ثورتنا طل سلاحي"
"فدائية.. فدائية.. ثورة ثورة شعبية.."
"أنا أبن فتح ما آمنت بغيرها.. فهي التي صنعت لشعبي ثورة..وهي التي خطت طريق العودة"..
"بلادي بلادي بلادي.. "
"أحمر أحمر لون الدم .."
كل تلك الاهازيج عادت فجأة لتوقظ النوام.. على أحلام المفاوضات..
كل هذا الدم .. نهر من الشهداء أعاد توجيه البوصلة..
فلسطين.. ولا شيء آخر ولا مكان آخر..
أتوا من بعيد.. ومن غير بعيد..
ليحملوا السلاح ويرحلوا الى القدس..
بالأمس جاءت القدس اليهم ودعتهم وعادوا من حيث أتوا.. على أمل اللقاء مجدداً في القدس..
بالأمس ولى زمن الهزائم واليوم جاء زمن الانتصارات..
***
ولكن هذه المرة أيضاً جاء زمن فرح طال انتظاره..
البوسنة.. شقيقة فلسطين.. ومرسلة الامدادات يوم جف الدم العربي في عروق الأنظمة، وتم استبداله بالدم الاميركي.. والنفط الأسود
جاء الدم القاني..حمّلت سراييفوا اولادها في القطارات.. وأرسلتهم إلى الميدان، كيف لا وأخوة الدم والدين.. تنتهك مقدساتهم.. ومقدسات الامة..
بعضهم عاد وبعضهم ما زال هنا حياً يرزق..شاهداً على بطولات..
لكن الانتقام منهم كان كفلسطين..
إبادة عرقية.. محو آثار .. تدمير قرى بأكملها، وتدمير المساجد..
لكن الظالم ومهما طال ظلمه لا بد وأن يسقط.. كيف لا يهم.. على يد من لا يهم.. المهم انه وقع..
بالأمس سقط القاتل..
سقط رادوفان كرادزيتش في مصيدة أعماله، وقريباً سيلحق برئيسه والقاتل والمجرم الاول سلوبودان ميلوسفيتش..
أفراحنا تتجدد.. والمقبرة المفتوحة في سربرينتشا لا تزال تستقبل ضحاياه..
الالاف من الشهداء قتلهم هذا الطاغية وهم عزل لا يملكون ما يدافعون به عن وطنهم.. ودينهم..
هل هو القدر شاء أن يزيد من أفراحنا..نعم هو الله ولي كل نعمة..
ويبقى ثالثهم ولا بد أنه سيقع.. راتكو ملاديتش .. ثالث أقطاب العنصرية والإبادة العرقية في البوسنة لا لشيء إلا لأنهم "قالوا ربنا الله ثم استقاموا.."..
بالأمس أكتملت الصورة في الذاكرة..
والرسالة الاخيرة هي إلى "أبو احمد" اليافاوي..
أفتح كل بوابات فلسطين.. فالنصر صبر ساعة..
ألم تسمعهم بالأمس.. "بتنا نخوض حرب عصابات وحزب الله يخوض الحرب النظامية".. لقد سقطوا يا أبا أحمد..
واللقاء موعده الصبح.. أليس الصبح بقريب..
الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008
بالأمس عادت الساعة إلى الوراء إلى سبعينيات وثمانينات القرن الماضي..
يوم كانوا يتدربون على السلاح.. إختلطت ألوانهم.. بين الأبيض والأسمر والأسود والاصفر..
وأختلطت أعراقهم.. من السلافي إلى الفارسي إلى العربي والآري.. وكثيرون..
بالأمس تذكرتهم ولن أقول واحداً واحداً ..في مخيمات التدريب على طريق المطار.. وداخل مخيم برج البراجنة..
كنا نتسلق الحائط.. لنراقبهم يتدربون.. وكان أبو أحمد اليافاوي.. يصرخ علينا.. خوفاً من رصاص طائشة، أو إنزلاقة تودي بنا الى التجبير..
ولكنه أخيراً قرر فتح البوابة والسماح لنا بالدخول اليهم..
هي فلسطين.. بوصلة باتجاه واحد كيفما جئتها كنت تعيد توجيه البوصلة..
"طل سلاحي من جراحي.. يا ثورتنا طل سلاحي"
"فدائية.. فدائية.. ثورة ثورة شعبية.."
"أنا أبن فتح ما آمنت بغيرها.. فهي التي صنعت لشعبي ثورة..وهي التي خطت طريق العودة"..
"بلادي بلادي بلادي.. "
"أحمر أحمر لون الدم .."
كل تلك الاهازيج عادت فجأة لتوقظ النوام.. على أحلام المفاوضات..
كل هذا الدم .. نهر من الشهداء أعاد توجيه البوصلة..
فلسطين.. ولا شيء آخر ولا مكان آخر..
أتوا من بعيد.. ومن غير بعيد..
ليحملوا السلاح ويرحلوا الى القدس..
بالأمس جاءت القدس اليهم ودعتهم وعادوا من حيث أتوا.. على أمل اللقاء مجدداً في القدس..
بالأمس ولى زمن الهزائم واليوم جاء زمن الانتصارات..
***
ولكن هذه المرة أيضاً جاء زمن فرح طال انتظاره..
البوسنة.. شقيقة فلسطين.. ومرسلة الامدادات يوم جف الدم العربي في عروق الأنظمة، وتم استبداله بالدم الاميركي.. والنفط الأسود
جاء الدم القاني..حمّلت سراييفوا اولادها في القطارات.. وأرسلتهم إلى الميدان، كيف لا وأخوة الدم والدين.. تنتهك مقدساتهم.. ومقدسات الامة..
بعضهم عاد وبعضهم ما زال هنا حياً يرزق..شاهداً على بطولات..
لكن الانتقام منهم كان كفلسطين..
إبادة عرقية.. محو آثار .. تدمير قرى بأكملها، وتدمير المساجد..
لكن الظالم ومهما طال ظلمه لا بد وأن يسقط.. كيف لا يهم.. على يد من لا يهم.. المهم انه وقع..
بالأمس سقط القاتل..
سقط رادوفان كرادزيتش في مصيدة أعماله، وقريباً سيلحق برئيسه والقاتل والمجرم الاول سلوبودان ميلوسفيتش..
أفراحنا تتجدد.. والمقبرة المفتوحة في سربرينتشا لا تزال تستقبل ضحاياه..
الالاف من الشهداء قتلهم هذا الطاغية وهم عزل لا يملكون ما يدافعون به عن وطنهم.. ودينهم..
هل هو القدر شاء أن يزيد من أفراحنا..نعم هو الله ولي كل نعمة..
ويبقى ثالثهم ولا بد أنه سيقع.. راتكو ملاديتش .. ثالث أقطاب العنصرية والإبادة العرقية في البوسنة لا لشيء إلا لأنهم "قالوا ربنا الله ثم استقاموا.."..
بالأمس أكتملت الصورة في الذاكرة..
والرسالة الاخيرة هي إلى "أبو احمد" اليافاوي..
أفتح كل بوابات فلسطين.. فالنصر صبر ساعة..
ألم تسمعهم بالأمس.. "بتنا نخوض حرب عصابات وحزب الله يخوض الحرب النظامية".. لقد سقطوا يا أبا أحمد..
واللقاء موعده الصبح.. أليس الصبح بقريب..
الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008