ارشيف من :أخبار عالمية
"واشنطن بوست": تزايد المعارضة لسياسات أوباما داخل الحزب الديمقراطي
المحرر الدولي + وكالات
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحية تحت عنوان "حرب الرئيس أوباما"، قالت فيها إن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يواجه الليبراليين في حزبه، وانما يواجه حقيقة يرفض أعضاء حزبه قبولها وهي أن هناك قوى في العالم تواصل شن حربها على الولايات المتحدة وحلفائها، حتى وان لم تعترف الولايات المتحدة بتلك الحرب.
وترى الافتتاحية أن قرارات الرئيس أوباما الأخيرة بتقديم المساعدات الى أفغانستان واعادة المحاكم العسكرية ومنع نشر صور الاساءة للمحتجزين تعكس تلك الحقيقة. ورغم عدم موافقة الافتتاحية على قرار منع نشر الصور، فهي تدرك اهتمامه بمدى الضرر الذي قد يلحق بالقوات الأميركية في العراق وأفغانستان. كما أن اعلان تراجعه عن معارضة تقديم بعض المحتجزين الى اللجان العسكرية يعكس أيضاً حقيقة أن البلاد في حالة حرب، وأن المحاكم الاتحادية لن تكون السبيل الأفضل لمحاكمة أعضاء القاعدة الذين ستعتقلهم القوات الأميركية. وتضيف الافتتاحية أن التزامه بمحاربة القاعدة وحلفائها في أفغانستان وباكستان يؤكد اعترافه بأن التظاهر بعدم وجود الخطر سيزيد الخطر الفعلي. وترى الافتتاحية أن هذا هو ما يثير القلق بشأن تزايد المعارضة لسياسات أوباما داخل الحزب الديمقراطي. اذ صوتت عضو الكونغرس الديمقراطية دونا ادواردز ضد تمويل الحرب في أفغانستان قائلة انها تحترم تضحيات القوات الأميركية والنساء الأفغان، ولكنها اضطرت للتصويت ضد التمويل لأن الرئيس لم يقدم استراتيجية للخروج من أفغانستان. ولم يختلف عنها عضو الكونغرس الديمقراطي ديفيد أوبي، رئيس لجنة المخصصات، والذي قال انه يمنح استراتيجية أوباما عاماً واحداً للنجاح، والا فسينتقل الى المعارضة.
وتوضح الافتتاحية أن الرئيس أوباما يدرك أن الاستراتيجية الآمنة الوحيدة للخروج من أفغانستان هي هزيمة قوى الاسلام الراديكالي المتطرف وتعزيز قوة أفغانستان على مواصلة القتال؛ وهذا الجهد سيتطلب جنوداً ومدنيين ومعارك عسكرية وتنمية اقتصادية، وبالتأكيد سيستغرق أكثر من عام مثلما أوضح الجنرال ديفيد بيترايوس بما لا يدع مجالاً للشك. ولكن المحبط في نظر الافتتاحية هو كيف نسي الأميركيون خطر ترك الحروب دون انهائها. فقد تخلت أميركا من قبل عن ميدان المعركة في وسط آسيا ودخل أسامة بن لادن ليملأ الفراغ.
واليوم يواصل هو وأمثاله التآمر داخل باكستان وأفغانستان والصومال واليمن وفي كل مكان. ثم تختتم الافتتاحية بقولها انه في مواجهة تلك الحقائق المؤسفة والتحديات التي تمثلها، يلجأ بعض الساسة الى الاعتماد على أمنياتهم أثناء وضع السياسات الهامة. والخوف هو أن هناك بعضاً من هذا الأسلوب لدى الرئيس أوباما فيما يخص الجدول الزمني للانسحاب من العراق وفي ميزانية الدفاع. ولكن تقبل أوباما مسؤولية ابقاء أميركا آمنة يعني ضمناً ادراكه أن أميركا لا تستطيع اختيار أعدائها أو معاركها، وهي الواقعية التي تستحق المساندة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018