ارشيف من :آراء وتحليلات

هو عيدٌ لمن قاوم وانتصر..

هو عيدٌ لمن قاوم وانتصر..
كتب مصطفى خازم
باتت مفكرة الأحداث في شهر هذا العام أوسع من الأعوام السابقة.
الإضافات التي حدثت في العام المنصرم جاءت بفضل "الرعونة" و"التجبر" و"التغطرس" التي مارسها فريق يريد ان يتحكم برقاب العباد. وليس هذا فحسب، بل يريد أن يتمكن من مقدرات البلاد ليتصرف بها كيف شاء.
والأنكى من الاثنين هو انه أراد يومها مد اليد على قدرة "صُنعت في لبنان"، لتصنع له العزة والمجد، قدرة اعتبرها تقرير "فينوغراد" وهو الثاني في تاريخ الكيان المسخ، الذي يبحث في حرب خرج اليها العدو وهو واثق من الربح، فارتد مدحورا، اعتبرها أهم سلاح واجه العدو وجنوده.
في تلك الليلة المظلمة أخذت حكومة عرجاء بتراء قراراً بمد اليد على شبكة اتصالات المقاومة، متهمة المقاومة بأنها تعتدي بشبكتها على مالية الدولة!
ولم تقف "الترهات" عن قصد عند هذا الحد، بل خرجت لتقول إن شبكة اتصالات المقاومة هي اعتداء على الممتلكات العامة!
وأخذت في "العلو والغلو" أكثر فأكثر، فقررت نقل مدير جهاز أمن المطار من منصبه، وأرعدت وأزبدت.
هذا المشهد في الخامس من أيار/ مايو المنصرم، أعاد إلى الأذهان ذكريات حاول الشعب اللبناني أن يحجبها في مكان ما في ذاكرته، ليتعامل مع الأمور بحالها الآنية، وليس من خلفيات سابقة. ولكن كما يقول كبار ضيعتنا "من يكره أبوك وجدك لا يمكن أن يحبك"..
هكذا هي السلطة في لبنان، تكره الشعب، لا لشيء، إلا لأنه فعل ما لم تستطع لا هي ولا غيرها ولا من مثلها ولا من يدعمها أن يقوم به.
"هزيمة إسرائيل"!
جريمة كبيرة اقترفها الشعب اللبناني بكل أطيافه، دحر العدوان بلحمه العاري ومن دون منة من أحد، ومن دون طلقة واحدة من مستودع ذخائر باتت محتوياته "خردة".
هذا الشعب العظيم، أشرف الناس وأطهر الناس، برغم وجود الغشاوة على أعين البعض، لكنه أصيل كالذهب، عندما تفركه جيداً يلمع.
الشعب وحده له الحق بأن يفرح بالعيد، بمقاومته وجيشه، أما من رفض الاعتراف بالنصر فلا عيد له، ومن توارى خلف عجزه فلا عيد له، ومن قال بيوتنا عورة فلا عيد له.
هو الشعب وجيشه ومقاومته من يستحقون التهنئة بالعيد.. هم من قدموا التضحيات والشهداء والجرحى والأسرى.
هنيئاً لكم عيدكم يا صناع العيد..
هنيئاً لكم أيها المرابطون على ثغور الوطن لحماية السيادة.
أما المتخلفون عن الركب، فلن ينالهم إلا العار، في يوم لن يكون بعيداً.
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009
2009-05-22