ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: نكبة للذكرى

كتب محمد يونس
تصادف هذه الأيام ذكرى أليمة على العرب والمسلمين اصطلح على تسميتها بنكبة فلسطين، تمثلت حينها قبل حوالى 42 عاما بقيام الكيان الصهيوني باحتلال ما تبقى من القدس والضفة الغربية، وقد دأب العرب والفلسطينيون خاصة على إحياء المناسبة بالبكاء على الأطلال وبالكثير من الكلام الذي لم يغن يوما ولم يسمن من جوع.
لكن ما جرى خلال الأعوام القليلة الماضية وبالتحديد منذ دحر العدو الصهيوني من لبنان في العام 2000 والذي تصادف ذكراه أيضا في مثل هذه الأيام، قد قلب صورة إحياء الذكرى من بكاء على الأطلال إلى اجتهاد وجهاد لاستعادة ما ضاع وفُرّط به بعد أن نجح العدو على مدى خمسة وثلاثين عاما في كي الوعي العربي، بحيث أصبح جل ما يحلم به مرقد عنزة في أي قطعة أرض من فلسطين من دون أن يرقى ذلك الحلم إلى حيز الواقع أو اليقظة.
إن الذكرى هذه السنة لها معنى خاص، بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة، والتي تكاملت مع ما كانت تقوم به المقاومة في لبنان، والذي تجلى بصورته الواضحة خلال حرب تموز من كيّ للوعي الإسرائيلي بأن للعرب مجاهدين أبطالاً قادرون على كسر استراتيجيتهم الاعتدائية التي قامت على شن الحروب والمعارك وإنهائها على أرض العدو بينما تكون الحياة طبيعية تماما داخل الكيان الصهيوني، هذه الاستراتيجية كسرت وأصبح الإسرائيلي مضطرا لأن يقاتل داخل كيانه أيضا.
بهذا أصبحت النكبة نكبة للذكرى لا نكبة تتكرر ذكراها.
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009
تصادف هذه الأيام ذكرى أليمة على العرب والمسلمين اصطلح على تسميتها بنكبة فلسطين، تمثلت حينها قبل حوالى 42 عاما بقيام الكيان الصهيوني باحتلال ما تبقى من القدس والضفة الغربية، وقد دأب العرب والفلسطينيون خاصة على إحياء المناسبة بالبكاء على الأطلال وبالكثير من الكلام الذي لم يغن يوما ولم يسمن من جوع.
لكن ما جرى خلال الأعوام القليلة الماضية وبالتحديد منذ دحر العدو الصهيوني من لبنان في العام 2000 والذي تصادف ذكراه أيضا في مثل هذه الأيام، قد قلب صورة إحياء الذكرى من بكاء على الأطلال إلى اجتهاد وجهاد لاستعادة ما ضاع وفُرّط به بعد أن نجح العدو على مدى خمسة وثلاثين عاما في كي الوعي العربي، بحيث أصبح جل ما يحلم به مرقد عنزة في أي قطعة أرض من فلسطين من دون أن يرقى ذلك الحلم إلى حيز الواقع أو اليقظة.
إن الذكرى هذه السنة لها معنى خاص، بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة، والتي تكاملت مع ما كانت تقوم به المقاومة في لبنان، والذي تجلى بصورته الواضحة خلال حرب تموز من كيّ للوعي الإسرائيلي بأن للعرب مجاهدين أبطالاً قادرون على كسر استراتيجيتهم الاعتدائية التي قامت على شن الحروب والمعارك وإنهائها على أرض العدو بينما تكون الحياة طبيعية تماما داخل الكيان الصهيوني، هذه الاستراتيجية كسرت وأصبح الإسرائيلي مضطرا لأن يقاتل داخل كيانه أيضا.
بهذا أصبحت النكبة نكبة للذكرى لا نكبة تتكرر ذكراها.
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009