ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: شيخ العرفاء والمجتهدين

كتب حسن نعيم
الإمام الخميني "قد": "يكفينا دعاء الشيخ بهجت ...".
لم تنل وفاة شيخ العرفاء والمجتهدين آية الله محمد تقي بهجت الحيّز الذي تستحقه من الاهتمام في وسائل الإعلام الاسلامية والعربية، ولولا الإشارة اللطيفة التي قدّم بها سماحة السيد حسن نصر الله كلمته التلفزيونية ما قبل الأخيرة، لما علم الكثير بوفاة هذا العالم الجليل المقام، الوافر العلم، الطاهر النفس، النقي السلوك....
تروى عن سماحة الشيخ الراحل أحوال ومقامات تحكي قصة الإيمان اليقيني الصافي من شوائب وأدران التعلق بالدنيا، وقد شكل العرفان العنوان الأبرز في شخصية الشيخ بهجت، ولطالما حيّر هذا الجانب المعنوي في شخصية الشيخ الراحل المهتمين بهذا العالم المفعم بالرؤى والكشوفات كونه مدخلاً للإيمان بالغيب والعالم الآخر، ولأنه يتلازم عادة مع الكتمان، والإخفاء والتستر حتى على أقرب المقربين.
غير أن ما يهمنا هنا هو التوقف عند السيرة العطرة التي تركها الراحل الكبير على مستوى العبادة والأخلاق والتعاطي مع الناس، ودقته الفائقة في مراعاة آداب الشرع الحنيف في ذلك، بالإضافة الى توجيهاته وإرشاداته بما تكشف عنه من معرفة دقيقة وخبرة واسعة مع أمور النفس وأمراضها ومشاكلها والحلول الناجعة لحالاتها وما ينفعها وما يضرها في طريق معرفة الله وعبوديته.
وتدل على المكانة الشامخة للشيخ شهادات عدد كبير من أعاظم العلماء والمجتهدين. ومنها شهادة الإمام الخميني "قده": "يكفينا دعاء الشيخ بهجت ...."، الذي لم ينقطع عن الاتصال به وزيارته في بيته الى حين وفاته، برغم الظروف الخاصة والمسؤوليات التي عاشها في آخر أيامه. وكان العارف الجليل آية الله القاضي ـ رحمة الله عليه ـ يصلي جماعة بإمامة تلميذه آية الله بهجت، وكان يهتم به اهتماما خاصا من بين بقية تلاميذه، ويكن له العناية والاحترام والتقدير، وكان أمله فيه أكثر من غيره، أما كلمة سماحة السيد الأخيرة فأشارت الى البشرى التي بشّره فيها الشيخ الراحل بحتمية الانتصار على العدو الصهيوني.
رحم الله سماحة الشيخ بهجت لقد كان يقف على الحد الفاصل بين عالمي الغيب والشهادة مرتدياً رداء العلم والعمل، وكان من الأشخاص النادرين الذين تمكنوا من الجمع بين هذين الأمرين كأن الحياة بالنسبة إليه لم تكن منفصلة عن الآخرة، وانما مرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً يحكي فصلاً آخر من فصول وحدة الوجود.
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009
الإمام الخميني "قد": "يكفينا دعاء الشيخ بهجت ...".
لم تنل وفاة شيخ العرفاء والمجتهدين آية الله محمد تقي بهجت الحيّز الذي تستحقه من الاهتمام في وسائل الإعلام الاسلامية والعربية، ولولا الإشارة اللطيفة التي قدّم بها سماحة السيد حسن نصر الله كلمته التلفزيونية ما قبل الأخيرة، لما علم الكثير بوفاة هذا العالم الجليل المقام، الوافر العلم، الطاهر النفس، النقي السلوك....
تروى عن سماحة الشيخ الراحل أحوال ومقامات تحكي قصة الإيمان اليقيني الصافي من شوائب وأدران التعلق بالدنيا، وقد شكل العرفان العنوان الأبرز في شخصية الشيخ بهجت، ولطالما حيّر هذا الجانب المعنوي في شخصية الشيخ الراحل المهتمين بهذا العالم المفعم بالرؤى والكشوفات كونه مدخلاً للإيمان بالغيب والعالم الآخر، ولأنه يتلازم عادة مع الكتمان، والإخفاء والتستر حتى على أقرب المقربين.
غير أن ما يهمنا هنا هو التوقف عند السيرة العطرة التي تركها الراحل الكبير على مستوى العبادة والأخلاق والتعاطي مع الناس، ودقته الفائقة في مراعاة آداب الشرع الحنيف في ذلك، بالإضافة الى توجيهاته وإرشاداته بما تكشف عنه من معرفة دقيقة وخبرة واسعة مع أمور النفس وأمراضها ومشاكلها والحلول الناجعة لحالاتها وما ينفعها وما يضرها في طريق معرفة الله وعبوديته.
وتدل على المكانة الشامخة للشيخ شهادات عدد كبير من أعاظم العلماء والمجتهدين. ومنها شهادة الإمام الخميني "قده": "يكفينا دعاء الشيخ بهجت ...."، الذي لم ينقطع عن الاتصال به وزيارته في بيته الى حين وفاته، برغم الظروف الخاصة والمسؤوليات التي عاشها في آخر أيامه. وكان العارف الجليل آية الله القاضي ـ رحمة الله عليه ـ يصلي جماعة بإمامة تلميذه آية الله بهجت، وكان يهتم به اهتماما خاصا من بين بقية تلاميذه، ويكن له العناية والاحترام والتقدير، وكان أمله فيه أكثر من غيره، أما كلمة سماحة السيد الأخيرة فأشارت الى البشرى التي بشّره فيها الشيخ الراحل بحتمية الانتصار على العدو الصهيوني.
رحم الله سماحة الشيخ بهجت لقد كان يقف على الحد الفاصل بين عالمي الغيب والشهادة مرتدياً رداء العلم والعمل، وكان من الأشخاص النادرين الذين تمكنوا من الجمع بين هذين الأمرين كأن الحياة بالنسبة إليه لم تكن منفصلة عن الآخرة، وانما مرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً يحكي فصلاً آخر من فصول وحدة الوجود.
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009