ارشيف من :آراء وتحليلات
مآزق المستقبل على امتداد الوطن!

ليلى نقولا الرحباني
بات من المؤكد أن تيار المستقبل الذي حقق فوزا كبيرا في انتخابات 2005، قد تراجعت قوته الانتخابية، ويبدو سعد الحريري يوما بعد يوم مربكا ومحرجا، بعد أن اضطر الى التخلي عن حلفائه الواحد تلو الآخر.
في طرابلس يمكن اعتبار التحالف الانتخابي الذي اضطر سعد الحريري للدخول فيه، مؤشرا الى تراجع نفوذه في الأوساط السنّية في الشمال، خصوصا اضطراره للتحالف مع فريقين أعلنا مسبقا أنهما لن ينضما الى كتلته بعد الانتخابات. إضافة الى قبوله بترشيح أحمد كرامي الآتي من المعارضة، واستبعاد مصباح الأحدب الذي يعلن يوميا تأييده لسعد الحريري ولمسيرة 14 آذار ومبادئها، ويمارس نشاطه الانتخابي كأنه عضو أصيل في لائحة الموالاة، ما يشير الى امكانية وجود "صفقة" مع الحريري لتشطيب أحمد كرامي والتصويت لمصباح الأحدب، في نيّة واضحة لإضعاف ميقاتي وإيصاله ضعيفا الى المجلس النيابي، لقطع أي أمل له في الوصول الى رئاسة الحكومة. ونذكر في هذا المجال ما كان قد قاله أحمد فتفت مرات عدة، من أنه في حال خرق مصباح الاحدب لائحة الموالاة في طرابلس فإنه سينضم الى كتلة 14 آذار.
وفي عكار اضطر سعد الحريري تحت الضغط الى تعديل لائحته في الساعات الاخيرة، واستبعاد المرشّح محمد سليمان عن لائحته، الامر الذي أدى الى نقمة وإطلاق نار وإقامة مهرجانات سياسية للعشائر العربية، وخطابات تدعو سعد الحريري الى التراجع عن موقفه وتصحيح الخلل الذي وقع فيه بإقصاء المرشح محمد سليمان عن اللائحة.
وفي المنية الضنية اضطر أيضا لاستبدال أحد المرشحين في الساعة الاخيرة قبل إعلان اللائحة، راضخا لضغوط من أنصار هاشم علم الدين، الامر الذي أدّى الى حصول ردود فعل من قبل أنصار المرشّح الذي استُبعد.
أما في المناطق المسيحية، فقد اضطر الحريري للتخلي عن رموز قرنة شهوان جميعها لمصلحة القوات والكتائب. فإضافة الى فارس سعيد وسمير فرنجية وانطوان اندراوس وعبد الله فرحات وغيرهم، كانت حركة التجدد الديمقراطي من القوى المستأصلة بكامل أعضائها من لوائح الموالاة. فرئيسها نسيب لحود اُحرج فأخرج من لائحة المتن، ومصباح الاحدب طار لمصلحة أحمد كرامي الذي تطلق عليه الموالاة "الرمز السوري" في لائحة الائتلاف، وها هو كميل زيادة يستبعد من لائحة كسروان أيضا، فتكون هكذا قد خسرت حركة التجدد جميع رموزها بتحالفها مع المستقبل.
ولكن اللافت أن العشائر في عكار ومرشّحي المنية الكثر ومناصري المستقبل في طرابلس الذين يحضرون مهرجانات الاحدب رافعين أعلام تيار المستقبل، قد سجّلوا لأنفسهم انتفاضة ولو جزئية على إرادة سعد الحريري، وقرروا أنه باستطاعتهم تقرير مصيرهم بأنفسهم. أما مسيحيو الموالاة فلم يتجرأوا، بل "حردوا" مثل الأطفال، ومنهم من "ركع بالزاوية"، ومنهم من "أُرضي"، وما عليهم إلا أن يختاروا: أيقودهم جعجع أم سعد؟ أو بالأحرى يقودهم خريج السجون أو المراهق السياسي؟!
خياران أحلاهما مرّ، ولكن من ارتضى لنفسه هذا المسار، سيحصد بالنتيجة هذا المآل.
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009
بات من المؤكد أن تيار المستقبل الذي حقق فوزا كبيرا في انتخابات 2005، قد تراجعت قوته الانتخابية، ويبدو سعد الحريري يوما بعد يوم مربكا ومحرجا، بعد أن اضطر الى التخلي عن حلفائه الواحد تلو الآخر.
في طرابلس يمكن اعتبار التحالف الانتخابي الذي اضطر سعد الحريري للدخول فيه، مؤشرا الى تراجع نفوذه في الأوساط السنّية في الشمال، خصوصا اضطراره للتحالف مع فريقين أعلنا مسبقا أنهما لن ينضما الى كتلته بعد الانتخابات. إضافة الى قبوله بترشيح أحمد كرامي الآتي من المعارضة، واستبعاد مصباح الأحدب الذي يعلن يوميا تأييده لسعد الحريري ولمسيرة 14 آذار ومبادئها، ويمارس نشاطه الانتخابي كأنه عضو أصيل في لائحة الموالاة، ما يشير الى امكانية وجود "صفقة" مع الحريري لتشطيب أحمد كرامي والتصويت لمصباح الأحدب، في نيّة واضحة لإضعاف ميقاتي وإيصاله ضعيفا الى المجلس النيابي، لقطع أي أمل له في الوصول الى رئاسة الحكومة. ونذكر في هذا المجال ما كان قد قاله أحمد فتفت مرات عدة، من أنه في حال خرق مصباح الاحدب لائحة الموالاة في طرابلس فإنه سينضم الى كتلة 14 آذار.
وفي عكار اضطر سعد الحريري تحت الضغط الى تعديل لائحته في الساعات الاخيرة، واستبعاد المرشّح محمد سليمان عن لائحته، الامر الذي أدى الى نقمة وإطلاق نار وإقامة مهرجانات سياسية للعشائر العربية، وخطابات تدعو سعد الحريري الى التراجع عن موقفه وتصحيح الخلل الذي وقع فيه بإقصاء المرشح محمد سليمان عن اللائحة.
وفي المنية الضنية اضطر أيضا لاستبدال أحد المرشحين في الساعة الاخيرة قبل إعلان اللائحة، راضخا لضغوط من أنصار هاشم علم الدين، الامر الذي أدّى الى حصول ردود فعل من قبل أنصار المرشّح الذي استُبعد.
أما في المناطق المسيحية، فقد اضطر الحريري للتخلي عن رموز قرنة شهوان جميعها لمصلحة القوات والكتائب. فإضافة الى فارس سعيد وسمير فرنجية وانطوان اندراوس وعبد الله فرحات وغيرهم، كانت حركة التجدد الديمقراطي من القوى المستأصلة بكامل أعضائها من لوائح الموالاة. فرئيسها نسيب لحود اُحرج فأخرج من لائحة المتن، ومصباح الاحدب طار لمصلحة أحمد كرامي الذي تطلق عليه الموالاة "الرمز السوري" في لائحة الائتلاف، وها هو كميل زيادة يستبعد من لائحة كسروان أيضا، فتكون هكذا قد خسرت حركة التجدد جميع رموزها بتحالفها مع المستقبل.
ولكن اللافت أن العشائر في عكار ومرشّحي المنية الكثر ومناصري المستقبل في طرابلس الذين يحضرون مهرجانات الاحدب رافعين أعلام تيار المستقبل، قد سجّلوا لأنفسهم انتفاضة ولو جزئية على إرادة سعد الحريري، وقرروا أنه باستطاعتهم تقرير مصيرهم بأنفسهم. أما مسيحيو الموالاة فلم يتجرأوا، بل "حردوا" مثل الأطفال، ومنهم من "ركع بالزاوية"، ومنهم من "أُرضي"، وما عليهم إلا أن يختاروا: أيقودهم جعجع أم سعد؟ أو بالأحرى يقودهم خريج السجون أو المراهق السياسي؟!
خياران أحلاهما مرّ، ولكن من ارتضى لنفسه هذا المسار، سيحصد بالنتيجة هذا المآل.
الانتقاد/ العدد1347 ـ 22 أيار/ مايو 2009