ارشيف من :أخبار عالمية

أشرف أبو رحمة.. إسرائيل تحينت قتله وإلقاءه في"جهنم"

أشرف أبو رحمة.. إسرائيل تحينت قتله وإلقاءه في"جهنم"
رام الله ـ ميرفت عمر

أشرف أبو رحمة.. إسرائيل تحينت قتله وإلقاءه في"جهنم"منذ ثلاث سنوات ونصف، تحيّن الجنود الإسرائيليين استهداف الشاب الفلسطيني أشرف أبو رحمة 27 عاما من قرية بلعين غرب رام الله، بعد أن أرقهم عناده في مقاومة مخطط الاستيلاء على أراضي قريته، وعمله كحارس لقلعة بناها الأهالي خلف الجدار لإثبات حقهم في ممتلكاتهم..
وفي العشرين من تموز الجاري، لم يتوقع أشرف أن يكون "بطل الشاشات" في تصوير كشفت عنه منظمة "بيتسيلم" لحقوق الإنسان، وأظهر وحشية لم يصدقها هو ذاته، حيث كان معصوب العينين لا يشعر إلا باللكمات وبألم فظيع في قدمه اليسرى لم يتمكن من تحديد مصدره..
في طريقنا للتضامن مع نعلين...
وبعد أيام من مشاهدة الفيلم، يقول أشرف إن في الحادثة صور أخرى لم يظهرها الفيديو، سجلت ساعات من التنكيل وبزميل اعتقل معه في نفس الحادثة. كما يحدث مع مئات الفلسطينيين، منذ شباط/ فبراير 2005 تاريخ بدء فعاليات مقاومة الجدار والاستيطان في قرية بلعين غرب رام الله.
وعن أحداث ذلك اليوم، يروي أشرف أبو رحمة: بتاريخ 7-7-2008 كانت قرية نعلين المجاورة تخضع لليوم الرابع تحت منع التجول والحصار المشدد، وقررنا في قريتنا الذهاب في مسيرة للتضامن مع نعلين ومساندة أهلها".
وفي الساعة 11 من قبل ظهر ذلك اليوم، انطلق العشرات من الشبان برفقة عشرات المتضامنين الأجانب، يحملون الطعام والخبز وحليب الأطفال من أجل مساندة الأهالي المحاصرين منذ 4 أيام في القرية المجاورة.
يقول أشرف: عندما وصلنا إلى منطقة المهلل، وهي تلة مقابلة لقرية نعلين، هاجمنا الجنود مباشرة وبدؤوا بإطلاق الغاز والأعيرة المعدنية وقاموا بتفريق المسيرة بالإجبار، ورغم ذلك توجهنا إلى مكان آخر قريب في نفس التلة "المهلل" ولكنهم لاحقونا وقاموا باعتقالي مع شاب آخر يدعى باسم منصور.
ومباشرة ألقي أشرف ومنصور في جيب عسكري، وبدأ مسلسل الضرب المبرح والإهانة، حيث يروي: وجهوا إلينا الشتائم بألفاظ نابية و شارك في هذا الاعتداء عدد لا يقل عن 10 جنود.
وبعد احتجاز لمدة ساعة على الأقل، اقتيد أشرف، دون أن يعلم مصير زميله، إلى مفرق يؤدي إلى قرية نعلين، "وهناك قيدوني وغطوا عيناي وأجبروني على الجلوس في الحر لمدة 3 ساعات على الأرض".
سنلقيك في جهنم
وهنا بدأت القصة التي ظهرت في الفيديو، حيث يذكر أشرف حينها:" جاء الضابط المسؤول عن الوحدة، وأنا اعرفه تماما، سمعته يقول بالحرف" أضرب قنبلة مطاطية" وحينها حضر أحدهم وقام بإيقافي وأنا مغطى العينين ومقيد، ومباشرة سمعت صوت قوي ووقعت على الأرض، ثم شعرت بألم في قدمي اليسرى، وتركت لدقائق ملقى على الأرض..".
بعد إصابته، وهذا ما لم يظهره التسجيل، تعرضت أشرف وهو مصاب للضرب المبرح..
أشرف أبو رحمة.. إسرائيل تحينت قتله وإلقاءه في"جهنم"" قلت للضابط بعد أن أزالوا عن عيني الغطاء: أنا أسير معتقل لماذا تفعلون بي هذا؟. أجابني: هذا لا شيء.. جزاؤك بعدين ..سنفعل بك أكثر من هذا، سنذهب بك إلى جهنم وأكثر!!".
بعد وقت طويل، حضر ممرض عسكري ليسجل حالة أشرف، وأبلغ الضابط "ما في شي" رغم الألم الفظيع الذي كنت اشعر به" يقول أشرف، الذي استمر احتجازه لأربع ساعات بعد الإصابة، ويضيف:" أنا لا اعرف الجنود شخصيا، لكنهم يعرفوني بالاسم والوجه، وشعرت بحقد كبير منهم".
وحشية لم أصدقها
وبعد نشر التسجيل، يقول أشرف:" عندما شاهدت صورتي على التلفزيون صدمت.. لم أتوقع أن الحادث تم بهذه الوحشية، لكنهم يطلقون النار علينا دوما في مسيرات بلعين. هذا ما يفعله الاحتلال بالشعب الفلسطيني يوميا".
الحقد الذي شاهده أشرف في الفيلم، وفي عيون الجنود يوم اعتقاله، يبدو أنه لم يأت من فراغ، فهو الشاب الذي يطلق عليه أهالي قريته اليوم " جيفارا بلعين"، والذي ما انقطع عن مسيرة واحدة من فعاليات القرية ضد الجدار، منذ انطلاقها في شباط عام 2005.
يقول أشرف:" صادر الاحتلال أرض عائلتي وجرف الزيتون الرومي المعمر منذ آلاف السنوات منها، عشرات الدونمات خسرتها عائلتي بسبب إقامة جدار الفصل العنصري على أرضنا... وراحت جميع بلدنا في المصادرات".
وقد فقدت قرية بلعين منذ بدء عملية مصادرة أراضيها لصالح إقامة جدار الفصل العنصري الذي بدأ عام 2002، أكثر من ثلثي أراضيها المخصصة للزراعة والبناء، أي ما يعادل أكثر من 6 آلاف دونم، ولم يترك للسكان سوى مكان المساحة المقامة عليها منازلهم.
لا أخاف..
بعد الحادث، لا يبدو أشرف كما سكان قريته، خائفا من اعتقال تعود عليه أو من تنكيل شاهده العالم أجميع... حيث يؤكد: سأستمر في حراسة الغرفة داخل أراضينا.. وسأرفع قضية ضد الجندي الذي أطلق النار باتجاهي.
أما بخصوص الملاحقة القضائية، فيوضح منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في بلعين عبد الله أبو رحمة، إنه وفي 21-7-2008 وبعد نشر الفيديو بيوم واحد، توجه أشرف أبو رحمة برعاية منظمة "بيتسيلم" لمقاضاة الجندي الذي أطلق النار عليه، وطالبنا باعتقاله.
وعلى الرغم من احتجازه ليومين إلا أن سلطات الاحتلال أطلقت سراحه ولم يتم تحميله المسؤولية بدعوى أنه فهم الأوامر بطريقة خاطئة، حيث يدعي الضابط المسؤول عن الوحدة أن أوامره كانت تنحصر في التخويف وليس إطلاق النار عليه.
يقول عبد الله أبو رحمة:"هم القضاة وهم الجلادين".. ونفهم أننا لن نحصل على إدانة كاملة للجندي أو ضابطه، لكننا سنتابع الأمر، حتى لو استوجب الأمر محاكمة دولية للكتيبة التي اعتقلت وأطلقت النار على أشرف.
أشرف أبو رحمة.. إسرائيل تحينت قتله وإلقاءه في"جهنم"وفي اليوم الذي اعتقل فيه أشرف وأصابه جندي بأمر ضابط من مسافة قصيرة، ورغم ادعاءات الضابط انه لم يعط أوامر بإطلاق النار... سجلت إصابة 18 مواطنا من قرية نعلين عندما خرجوا في مظاهرة لكسر الحصار عن قريتهم بعد اعتقال أشرف، ومن بينهم من يرقد في المستشفى حتى اليوم بسبب إصابتهم بعيارات نارية.
ويضيف منسق لجنة مقاومة الجدار: تعرض أشرف للاعتقال 4 مرات، واقتحم الجنود والمستوطنين الغرفة التي بناها أهالي بلعين قبل سنتين ونصف للثبات في أراضيهم خلف الجدار، والتي يستقر فيها اشرف كحارس مع عدد من الشبان، وقاموا بالاعتداء عليه مرارا وتقييده وضربه واعتقاله في أيام الشتاء الباردة أو من خلال إلقائه تحت الحر في ظروف سيئة.
ويقول: كل الجنود في المنطقة يعرفون من هو أشرف، وما هو دوره، وهذا شكل بالنسبة لهم قلق يؤرقهم. وهو أيضا صاحب شخصية قوية لا يتهاون في موضوع الدفاع عن أرضه، وكثيرا ما يدخل معهم في مشاجرات.
جرائم لم توثق بالكاميرات...
الذي حدث مقصود تماما، هكذا يؤكد أبو رحمة، ويضيف:" هذا ليس مجرد اجتهاد من جندي واحد قام بإطلاق النار، هم يعرفونه تماما منذ 3 سنوات ويلاحقونه كما شبان القرية...
ويروي أبو رحمة: يطلق الجنود النار أسبوعيا بشكل مباشر على المواطنين، دون أن توثق من خلال الكاميرات..، أو لأن المسافة أطول، وهناك صعوبة في إثبات شخصية الجندي الذي أطلق النار.
ومن بين المصابين أسبوعيا، عدد كبير من الأطفال الذين يتم استهدافهم واعتقالهم، ومن بينهم مثلا الطفل عبد الباسط محمد أبو رحمة 12 عاما، الذي اعتقل في ساعات عصر بعد إحدى المسيرات وبقي محتجزا حتى منتصف الليل ثم ألقي في الأحراش القريبة من البلدة وكان قد تعرض لضرب مبرح.. وهذه جريمة لم توثقها الكاميرات.
2008-07-23