ارشيف من :أخبار لبنانية

الحاج الخليل في اللقاء التضامني مع السوادن: الواقع المتردّي والهش للنظام الرسمي العربي هو الذي جرّأ على اتخاذ قرارات ليس

الحاج الخليل في اللقاء التضامني مع السوادن: الواقع المتردّي والهش للنظام الرسمي العربي هو الذي جرّأ على اتخاذ قرارات ليس
دعما للسودان ورئيسه الفريق عمر حسن البشير عقد صباح اليوم لقاء تشاوري  بدعوة من حزب الله ضمّ الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية وشخصيات وفاعليات محلية, والقائم بالأعمال في السفارة السودانية على رأس وفد سوداني, وتحدث في بداية الاحتفال المعاون السياسي لسماحة الأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل وهذا نصّ كلمته: 
باسمه تعالى
الإخوة الأعزاء قادة وممثلو الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يشرفنا في حزب الله أن نلتقي معكم اليوم متداعين للدفاع عن قضية وطنية قومية وإسلامية, للوقوف جنبا إلى جنب مع أخوة لنا في السودان الشقيق قيادة وشعبا, حيث يتعرض هذا البلد العزيز إلى مؤامرة بشعة تهدف إلى النيل من وحدته وحريته واستقلاله. 
إن منطقتنا التي تعيش راهنا خضم معركة تاريخية مع الاستكبار العالمي وقواه المتسلطة, تسطر شعوبها أروع الملاحم في لبنان وفلسطين والعراق, وتنقل الأمة من نصر إلى نصر, موقعة الهزائم المتتالية في المشروع الأمريكي والإسرائيلي.. هذه الشعوب جديرة بان تستكمل حلقات الدفاع والمواجهة عبر طلائعها في حركات المقاومة والتحرير في العالمين العربي والإسلامي. 
ولعل ما جرى على أهلنا في فلسطين منذ عشرات السنين وما زال حتى اليوم, وما يجري حديثا على ساحة العراق الجريح, وما يخطط له من تداعيات للسودان الشقيق, يؤكد بما لا يدع مجالا للشك, أن عملية التفتيت والتجزئة التي تقودها الولايات المتحدة تشكل لبّ المشروع المعادي والهادف إلى الهيمنة والسيطرة على مقدرات امتنا وبلادنا ونهب ثرواتها وخيراتها واستعباد أهلها. 
وانّ الواقع المتردّي والهش الذي يعيشه النظام الرسمي العربي , والذي يشهد يوما بعد يوم مزيدا من التنازع والخصومات البينية, ومزيدا من الوقوع في أحضان المشروع الأمريكي, هو الذي جرّأ أدوات الإجرام العالمي, أو ما يسمى اليوم بالمحاكم الدولية إلى اتخاذ قرارات ليس لها سابقة بالنسبة للملوك والرؤساء العرب. وهذا إنما يدل على مدى حالة الاستخفاف والذل الغير مسبوقين الذين يعيشهما هنا النظام الرسمي المشؤوم. 
كما إن الجهود الخبيثة التي تقودها الولايات في قلب عالمنا العربي بهدف تغيير البوصلة الحقيقية للصراع, وتقسيم العرب إلى كتل الاعتدال والتطرف, والعمل على طعن قضايانا المصيرية الوطنية بأيد عربية, وتصوير الشعوب والدول الإسلامية مثل إيران التي تقف معنا بكل قدراتها وامكاناتها بأنها تشكل الخطر الأكبر على العرب, والضغط باتجاه إقامة تحالفات تطبيع وسلام مع العدو التاريخي لنا ألا وهو الكيان الصهيوني, ... كل ذلك شكّل مدخلا واسعا للنفوذ الأمريكي إلى قلب عالمنا ومجتمعاتنا سياسيا وثقافيا وعسكريا. 
إن القرار الظالم والمدان الذي طال سيادة الرئيس عمر حسن البشير والذي استهدف السودان الشقيق قيادة وحكومة وشعبا, بجميع ألوانه وأطيافه وقواه وأحزابه بما فيها أحزاب المعارضة السودانية إنما يستهدف كل القوى الشريفة والأحزاب والحركات التحريرية المناهضة للمشروع الأمريكي – الإسرائيلي, فضلا عن الأنظمة الرسمية كما يستهدف كل مواقع القوة والممانعة في هذه الأمة العزيزة. 
وان هذا الواقع الأليم للنظام الرسمي العربي لا يعفينا على الإطلاق كشعوب وحركات تحرّر من أن نأخذ دورنا كاملا في التصدي لأي عمل عدواني على أي بلد عربي جنبا إلى جنب مع أهله الأعزاء. 
ونحن في لبنان كل لبنان, حيث خضنا التجارب الرائدة في مقارعة المحتلين والغزاة الصهاينة وقدّم أهلنا التضحيات الجسام من اجل تحرير بلدنا وصون كرامتنا, ونعيش هذه الأيام واحدة من آيات النصر المؤزر على العدو الإسرائيلي, ونحن الذين نعرف تماما ما معنى العدوان, والاحتلال والتسلّط والتدخّل الأجنبي مدعوون اليوم إلى وقفة مسؤولة لمدّ يد العون والمؤازرة, والتعبير عن المساندة لأهلنا وإخوتنا في السودان الشقيق قيادة وشعبا, إلى بلد لطالما كان سباقا إلى تحمّل مسؤولياته القومية والإسلامية التاريخية.  
2008-07-23