ارشيف من :أخبار عالمية
"إعلان دمشق" الصادر عن وزراء خارجية الدول الإسلامية: نرفض تسمية المقاومة إرهاباً
دمشق ـ "الانتقاد.نت" 25/05/2009
اختتم مجلس وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي اجتماعاته في دمشق اليوم بتأكيده على "رفض تسمية المقاومة إرهاباً" وتحذيره من "الوضع الخطر" الذي بات يتهدد مدينة القدس جراء المحاولات الإسرائيلية لتهويدها.
وعلى مدى ثلاثة أيام عقد وزراء 57 دولة تنتمي للمنظمة أو من ينوب عنهم اجتماعات دورتهم السادسة والثلاثين تحت شعار "نحو تعزيز التضامن الإسلامي".
وأقر مجلس وزراء الخارجية في ختام اجتماعاته "إعلان دمشق" الذي ارتكز بمجمله على الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد في افتتاح أعمال الدورة السبت الماضي.
وتناول الإعلان موقف دولة منظمة المؤتمر الإسلامي من مختلف التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين ما يفرض عليها "البحث في كيفية تنسيق جهودها لمواجهتها ولتحقيق حضور فاعل على الساحة الدولية يمكنها من حماية مصالحها وصيانة هويتها".
وقال الوزراء في الإعلان: لقد تعاونا جميعاً في مواجهة الإرهاب كظاهرة عالمية خطيرة ولكن ذلك لا يعني أن نسمح باستغلالها وجعلها مجالاً مفتوحاً لخلط الأوراق وتسمية المقاومة إرهابا واللجوء إلى التهويل والترهيب تحت عنوان "الأمن في مواجهة الإرهاب"، منوهين إلى أن "الإرهاب ليس حالة أمنية بل هو حالة فكرية لها مظاهرها السياسية والأمنية وحتى الثقافية ومحاربتها لا تكون بمكافحة المظاهر بل بتناول المضمون والأسباب".
ونبه إعلان دمشق إلى "الوضع الخطر الذي يواجه مدينة القدس الشريف والذي يهدد بإلغاء طابعها الروحي والتاريخي المتنوع" بسبب محاولات تهويدها من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي "إضافة إلى بناء جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية والحصار اللاإنساني المفروض على غزة وتكثيف عمليات قضم الأرض والاستيطان" ورأى الإعلان أن هذه الممارسات الإسرائيلية العدوانية توجب على العالم الإسلامي "عدم مكافأة إسرائيل على جرائمها بل التأكيد على ربط أي تطور للعلاقات إذا كانت موجودة أصلاً بمدى ما تعبر عنه مواقف إسرائيل بشكل ملموس من التزام بالسلام العادل والشامل الذي يضمن عودة الحقوق الوطنية المشروعة والانسحاب من الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان".
وأكد إعلان دمشق على "أهمية اضطلاع منظمة المؤتمر الإسلامي بدور فاعل في حماية مصالح وحقوق الدول الإسلامية وشعوبها ونجدد التزامنا الثابت بغايات منظمتنا وأهدافها ومبادئها" كما جدد التأكيد على "دعم المنظمة بما يمكنها من التصدي على نحو أفضل للتحديات التي تواجه الأمة في القرن الحادي والعشرين".
ووصف الإعلان "التعاون والتنسيق الفعالين بين البلدان الإسلامية" بأنه من "الأمور الأساسية لما فيه خير شعوبنا الإسلامية" وأكد "على أهمية تفعيل تضامن دولنا في مواجهة التطورات السياسية والاقتصادية الراهنة وحيوية منظمتنا ووعيها للتحديات التي تواجه دولها".
وندد الإعلان بما يتعرض له الإسلام من "حملة محمومة بهدف تشويه صورته كمرجعية حضارية وعقائدية لشعوبنا وعلى المسلمين عامة بهدف النيل منهم" واعتبر أن "الترجمة العملية لمقولة صراع الحضارات تتمثل بإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين".
ودعا "إعلان دمشق" الدول الإسلامية إلى أن تقف مع ذاتها "وقفة صادقة ومباشرة لنكتشف ما يجب علينا أن نعتمده كموقف ومنهج عمل يفتح أمامنا آفاق مستقبل أفضل".
كما دعا الإعلان الدول الإسلامية إلى "التوحد لا التفرق والابتعاد عن الانغلاق والاستعداد للانفتاح الإيجابي فنحن نعيش اليوم في عالم الأقوياء حيث لا مكان للضعفاء وحيث القوة تكتسب ولا توهب".
ورأى "إعلان دمشق" أن بإمكان الدول الإسلامية اكتساب القوة "بتمتين علاقاتنا الاقتصادية وكسر الحواجز الموجودة في هذا المجال وبامتلاك ناصية العلم والمعرفة وبالتعاون السياسي والدعم المتبادل لقضايانا الوطنية وبامتلاك الإرادة التي يجب أن تتدعم بالإصرار على حل مشاكلنا بأيدينا والقدرة على وضع رؤى وخطط تنفيذية للقضايا المعقدة التي نواجهها".
يُذكر أن المشاركين ناقشوا في اجتماعاتهم خلال الأيام الثلاثة الماضية مسألة الصراع العربي الإسرائيلي وتطورات الأوضاع في مدينة القدس الشريف والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة عليها ومحاولات تهويدها إضافة إلى الوضع الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في الجولان السوري المحتل واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية.
كما تطرق المجتمعون إلى الوضع في العراق والتطورات الراهنة في الصومال، والوضع في السودان لجهة حشد موقف إسلامي مشترك تجاه مذكرة محكمة الجنائية الدولية وقضية إصلاح مؤسسات الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن الدولي إضافة إلى العديد من القضايا التفصيلية الأخرى مثل الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بتنفيذ البرنامج العشري ومواضيع عديدة تتصل بقضايا الصحة والتعليم العالي والبيئة في العالم الإسلامي.
وطرح المؤتمر قضية مكافحة "الإسلاموفوبيا" والتخويف من الإسلام، ومسألة كيفية القضاء على الكراهية والإساءة إلى الإسلام.
كما ناقش المجتمعون أيضاً ورقة تصورية حول الدور المستقبلي لمنظمة المؤتمر الإسلامي في حفظ الأمن والسلم وتسوية النزاعات في الدول الأعضاء.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018