ارشيف من :أخبار عالمية

تحية لأطفال غزة

تحية لأطفال غزة

الشبيبة - تركية البوسعيدية 

لم يزل الجرح الغزاوي حاضراً لم يندمل بعد لأنه لم يغب عن أذهاننا وأذهان الأمة العربية إلا ثلاثة أشهر فقط ... والشروط والوعود لم تنفذ بعد... وأبطال القتل والتدمير ما زالوا طلقاء يتمتعون بحرية تامة دون قيود... لم لا وثلاثي المجزرة الوحشية قادة الإجرام قـادة الفعل غير الأخلاقي وغـير الإنساني لم توجه لهم تهمة من أبناء العروبة حملة السيف ولذا هم ما زالوا يتمادون في فعلتهم الإجرامية لم تحرك فيهم ساكناً تلك الجثث المتناثرة في الطرقات وجثث الأطفال وصراخهم وآلياتهم التي دمرت بيوتهم فوق رؤوسهم وهم نيام ... ودمرت مدارسهم وهم لايزالون على مقاعد الدراسة...

كل البنية الأساسية في غزة دمرت وأبطال الإجرام يصولون ويجولون وينامون بأريحية وهم يتلذذون بمشاهد وحشيتهم التي خلفوها، يشعرون بالانتصار والزهو بينما نحن نشعر بالخزي والانكسارإنها ملحمة تاريخية تسجل عجزنا بأننا لم نفعل شيئاً يرد كرامة وقيمة الإنسان العربي حين لم نحاكمهم ولم نقدمهم للعدالة ؛ حفاظاعلى ماء وجوهنا بماذا نبرر عندما تسألنا الأجيال التي كانت شاهدة على تلك الممارسات الإجرامية أوعندما يسألنا الطفل ( الفلسطيني ) الذي فقد كامل أسرته ماذا سنقول له ؟ هل نقول إننا تخاذلنا ورضينا بشروط المصالحة حتى تتوقف الحرب من أجلكم ياللخسارة! إذا كانت هذه أجابتنا ...

تعالوا نرى ماذا قال ( باراك ) رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أثناء الحرب على غزة ( قال وقال معه المسؤولون الإسرائيليون إننا لن نتوقف عن قتل الأطفال والنساء وضرب المستشفيات والمساجد والمدنيين إننا نريد أن نحقق أهدافنا العسكرية والسياسية مهما كلفنا الأمر ) نشرته مجلة " آخر ساعة " وأيضا قال إسحاق رابين سابقاً :( أتمنى أن يبتلع البحر المتوسط غزة ) إذن هي أهداف وأمنيات سياسية قديمة مبيتة من قديم الزمان حتى قبل الاحتلال عام ( 1948) شاهدت على قناة الجزيرة الطفل الفلسطيني ابن التسع سنوات يتحدث باسم كل أطفال غزة عن الممارسات الوحشية التي مورست أمام عينيه وكان شاهداً حين قتل أطفال أبناء عمومته ورفاقه فمنهم من فقد كامل أسرته ومنهم من فقئت عينيه والآخر بترت قدماه وهذا الطفل نجا بقدر الله هو وأمه وأخوته ...

لقد كان يتحدث وفي جوفه غصة وحرقة وألم ويتمنى أن يستشهد في تلك المعركة الشرسة ليلحق بأبيه ورفاقه ويقول: كان الحظ حليفي لأكون هنا في دولة قطر الشقيقة التي احتضنتنا ووفرت لنا العيش الكريم وتكملة الدراسة حتى ننتهي من دراستنا الجامعية وأخص بالشكر أمير قطر وزوجته الشيخة موزة التي أنقذت هؤلاء الأطفال من جبروت الآلة الوحشية الإسرائيلية التي لا ترحم حقيقة وأنا أشاهد هذا الطفل الشجاع عندما يتحدث بهذه اللغة الرصينة وبهذه الروح المفعمة بالأمل والتفاؤل أحسست ساعتها بأننا نحن الكبار أقزام أمام هذا الطفل هو في نظري أعجوبة منحه الله القوة واللسان المعبّر عن مأساة آلاف أطفال غزة ولم لا وهو شاهد عيان لكل ما تفعله إسرائيل من إجرام في حق الإنسان الفلسطيني وكنت ساعتها أشفق على المذيعة التي حاورته في أستديو الجزيرة حيث إنها أعطته المجال ليتحدث بحرية كاملة ولم تستطع أن تقاطعه ولسان حالها يقول أنت هنا السائل والمجيب وفي حلقها غصة وفي عيونها دمعة حاولت حبسها ...

ترى هل ستكبر هذه المشاهد المأساوية مع هذا الطفل بكبر سنوات عمره ؟ وهل سيعيش حلم أطفال فلسطين بعودة الروح إلى الجسد ؟ إنها ذاكرة وحلم وأمنيات تراود هؤلاء الأطفال إن يحققوا الحلم غداً الذي عجز عنه رجال هذا العصر والى ذلك الوقت دعونا نحلم بحلم هؤلاء الصغار الذين كانوا شاهدين وحاضرين على عصر غلبت فيها المصالح الدنيوية وعصر الانكسار.


2009-05-27