ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: مشيئة إلهية

باختصار: مشيئة إلهية
كتب محمد يونس
يقولون إن الطبع يغلب التطبع، وهذا ما أثبته العدو الإسرائيلي بالصوت والصورة ومن دون حاجة إلى براهين داعمة.
فبعد خضوع العدو وفور تنفيذه لعملية التبادل مع حزب الله باشر حملة عالمية لتشويه صورة المقاومة الإسلامية في لبنان وللتحريض على سلاحها باعتبارها ليست مقاومة، بل منظمة إرهابية غير أخلاقية لا تقيم للمعايير الإنسانية أي اعتبار.
وفي خضم هذه الحملة المسعورة طالعتنا وطالعت العالم وسائل الإعلام المرئية بذلك المشهد الذي يقوم فيه أحد الجنود الصهاينة بإطلاق النار على مواطن فلسطيني قيدت يداه للخلف وعصبت عيناه، ثم قام جندي بإيقافه أمام زميله الذي صوب بندقيته نحوه وأطلق النار عليه.
طبعاً هو مشهد غير مستغرب عن ممارسات جنود الاحتلال الصهيوني الذين يسطرون يوميا ملاحم من التنكيل والتعذيب بحق أبناء الشعب الفلسطيني العزّل نساءً وأطفالاً وشيوخاً، لكن توقيته جاء ليرد على كل محالات العدو التطبع بطباع البشر، ويكشف زور مسعاه إلحاق تهم الهمجية والإرهاب والوحشية بأشرف الناس وأعزهم.
وهؤلاء أغناهم الله من عناء الرد عندما نضح وعاء العدو بما فيه، فانكشفت طبيعتهم الحقيقية فوقعوا في شر أعمالهم.
هو نصر جديد يضاف إلى جملة الانتصارات الأخيرة، نصر بالصورة، وبالتأكيد ليس مصادفة، بل هي مشيئة إلهية أرادت التأكيد على أن من كان الله معه فلا يجرؤنّ أحد على الوقوف بوجهه.
الانتقاد/ العدد1284 ـ 25 تموز/ يوليو 2008
2008-07-25