ارشيف من :أخبار عالمية
"الخليج " : الإدارة الأمريكية تقول إنها تريد إيقافاً شاملاً لعمليات الاستيطان فما الذي يمنعها من تحقيق ذلك؟
المحرر الاقليمي + "الخليج"
الإدارة الأمريكية تقول إنها تريد إيقافاً شاملاً لعمليات الاستيطان، فما الذي يمنعها من تحقيق ذلك، فهي الممول الرئيسي للكيان الصهيوني، وهي الحامي له، وهي المدافع الدبلوماسي والسياسي عن مصالحه؟ أكثر من ذلك، الولايات المتحدة، هي البلد الذي كان ولا يزال يلوي أذرع البلدان الأخرى من أجل التطبيع معه، كما أنه الذي فرض على العالم إلغاء قراراته المستنكرة للعنصرية الصهيونية.
كل الأوراق، كما تقول التعبيرات الجارية، بيد الولايات المتحدة، فلماذا لا تستخدمها لإجبار الكيان الصهيوني على الاستجابة لما ترى أنه مفيد لمصالحها على الأقل؟ الإجابة الاعتذارية التي تقدم منها عن طريق محاميها أن اللوبي اليهودي قوي بما يمنعها من عمل ذلك، لكن هذا الاعتذار فيه مفارقة لا تخفى على أحد. فاللوبي الذي يمنع القيام بالعمل قادر على منع القيام بالطلب، ومع ذلك لم يستطع. فالطلب جاء من أبرز مؤيدي اللوبي في الإدارة الأمريكية وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون نفسها.
الخوف أن يتحول الطلب الأمريكي ورقة بيد الإدارة الأمريكية والحكومة “الإسرائيلية” لابتزاز الجانب العربي لتقديم مزيد من التنازلات. أما كيف سيحصل ذلك فهو كالعادة ستطلب الإدارة الأمريكية من العرب مساعدتها لإحراج “إسرائيل” كيف توقف عمليات الاستيطان، وذلك بقبول الاقتراحات المقدمة منها بعقد صفقة تؤجل فيها القضايا الرئيسة ويسرع التطبيع.
حدث ذلك من قبل، لكن التجربة كانت فاقعة من حيث الخداع “الإسرائيلي”. فالتنازلات العربية كانت خطوات لا يمكن التراجع عنها بينما الوعود “الإسرائيلية” ما زالت تنتظر التنفيذ. ويمكن للمتأمل في الوضع “الإسرائيلي” فهم كيف أن القيادة الفاشية الحالية فيه ترى أن هناك فرصة الآن لتحقيق كل أهدافها في الوضع الفلسطيني المتشرذم والوضع العربي المتشظي.
فهي تعمل على محورين، المحور الأول زيادة الضغط على الفلسطينيين في كل فلسطين من خلال الإجراءات القانونية العنصرية التي يصمت عليها الغرب الديمقراطي، ومن خلال المناورات من أجل الحصول على المزيد من التنازلات الفلسطينية في ما يتعلق بطبيعة التسوية، والتنازلات العربية في ما يتصل بإجراءات التطبيع. وهي بهذا تشتري الوقت من أجل تكثيف عملية الاستيطان في الضفة طالما أن بعض الفلسطينيين لا يمانعون ببقاء هذه المستوطنات عند عقد أية تسوية.
وهذه مناورة خطرة لأنها تضع الأطراف العربية أمام خيارين، إما القبول بتقديم التنازلات أو عدم القبول بتقديمها، الأول يقوي الاستيطان، والثاني يتخذ ذريعة لاستمراره.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018