ارشيف من :آراء وتحليلات

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب

إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب
مصطفى خازم
في مثل هذه الايام من العام 1946 اجتمع القادة العرب يومها وقرروا في قمة "أنشاص" أن القضية الفلسطينية هي "قضية العرب جميعاً..
ومنذ ذلك اليوم والعرب أشتاتاً وفلسطين تضيع قطعة قطعة، والعدو يهضم ما تمكن من قضمه..
اليوم بات العرب عربين، وباتت العروبة راية ترفع عند انفضاح عورات البعض، وانكشاف سريرتهم ولهفتهم لاحتضان العدو، القاتل لاطفالنا في لبنان والعراق وفلسطين.
وبات من حمل العلم الصهيوني بوجه أخيه، حامي الحمى، واليد الطولى لرفع راية العروبة والتحدث عنها في كل المحافل، والدعوة إلى اعتناقها ديناً ومذهبا..
فلسطين يا سادة على مرمى حجر من بعضكم، وعلى مرمى امتار من البعض الآخر.. فماذا ينتظر؟
لماذا ينادي بالعروبة ومركزية فلسطين ولا يشمر عن ساعديه وينزل إلى الميدان دفاعاً عن أرض سليبة يدعي هو انها ام القضايا والمعارك والزوايا، وان المشي خلف رايتها هو مفتاح الوصول إلى تحقيق الحلم العربي والتشبث بالتاريخ.. وإثبات الذات والهوية.
فلسطين هناك خلف جبل النار، ونوابها أسرى في السجون، وشعبها يذبح كل يوم، واطفالها يعيشون في خيم يلتحفون السماء ويفترشون الأرض.. ترى ما الذي يؤخركم عن نصرتها؟
بين نكبة أيار وانتصار المقاومة ومحو الأسطورة "التي لا تقهر".. باتت الصورة أوضح.
اليوم يمكن "الغربلة"، من يريد فلسطين ومن يريد تل أبيب.
من يريد العروبة التي تنضح شهامة وكرامة وعزة، وبين "كمبوت" العروبة المنتج في مطابخ البيت الأبيض وفرق موت "ديك تشيني"، والمليارات التي ضج منها الاميركيون أنفسهم والتي تصرف هناك.. وهنا من أجل الإطاحة برجل واحد وقف إلى جانب المقاومة في حرب تموز..
ميشال عون لم يعد حالة بل صار نموذجا، وكثيرون يعتبرونه القدوة..
هو أيار الانتصار بأبهى ألوانه، يمهد لحزيران الآتي ولا ريب، ليكون خاتمة الايام السود..
اخلعوا عنكم التعب، واصطفوا امام صناديق الاقتراع.. وليكن الهم واحدا.. لا صوت يعلو فوق صوت الحق، والقوة.
القوة التي بات الصهيوني يفاوض عليها، ومستعدا ان يتخلى عن بعض مستوطناتها من اجلها.. كما نقلت "معاريف" عن الاستعداد لإخلاء بعض البؤر مقابل الملف النووي الايراني، في حين لم يناقش العدو كل ترسانة العروش من خردة الحديد التي كلفتها مليارات الدولارات من أموال الامة..
القوة والحق هما مفتاح الحل.. للعودة ولاستعادة فلسطين كل فلسطين..
ونعود نردد مع إمام المقاومة المغيب.. إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب..
الانتقاد/ العدد 1348 ـ 29 أيار/ مايو 2009
2009-05-29