ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: يهوّدون ونتفرج

كتب محمد يونس
تواصل "اسرائيل" اتخاذ الخطوات الواحدة تلو الأخرى نحو التهويد الكامل، بينما يتلهى العرب بمحادثات من هنا وهناك، تارة مع الأميركيين وطورا مع الأوروبيين وأطوارا مع الإسرائيليين أنفسهم، ويبدو أن العدو الصهيوني قد بدأ فعليا أول سيره نحو التهويد ونبذ كل ما هو غير يهودي.
فبعد قرار بتجريم كل من يحيي ذكرى النكبة، أقر الكنيست الصهيوني في قراءة أولية مشروع قانون يهودية إسرائيل الذي يجرم ويعاقب كل من يتنكر ليهودية إسرائيل، ولكم أن تتخيلوا ماذا سيحل بفلسطينيي الـ48 أصحاب الأرض.
في هذا الوقت نرى الأنظمة العربية تلهث وراء محادثات أسمتها بمحادثات سلام، فيطير هذا الزعيم أو ذاك إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي أوباما وكأن هذا الأخير غير القادر على إجبار إسرائيل على وقف توسيع المستوطنات وقلع تلك التي تعتبرها في قانونها أنها غير شرعية، يلتقونه ويبتسمون لصور الكاميرات وكأن شيئا لم يكن.
هذه الصورة تضعنا أمام احتمالات عدة منها أن هؤلاء العرب يعلمون ماذا يفعلون ويقومون بتغطية هذه القرارات العنصرية، أو أنهم لا يعلمون وهم الآن يضيعون ما تبقى من القضية الفلسطينية بجهلهم، وكلا الأمرين سيان في النتيجة.
إن ما تقوم به إسرائيل أمام أنظار هذه الأنظمة وفي ظل صمتها يثبت مرة جديدة أن الطريق الوحيد لردع العدو عن غيه واستعادة الأرض المحتلة كلها هو طريق الحديد والنار والمقاومة لا طريق الديبلوماسية المزعومة أو القرارات الدولية الفارغة، وإن ما يقوم به العدو لم يكن ليمر هكذا إلا بعد أن تمكن الصهيوني والأميركي والغربي بشكل عام من اختراق الوعي العربي وتحويله عن عدوه الحقيقي، واصطناع عدو وهمي له، فذهب البعض إلى حد التهديد باستخدام الحرب والتحريض وآخرون بتوجيه الضربات العسكرية له.
وقد يخيّل إلى هذا الغرب وهؤلاء الصهاينة أن عملهم المتواصل قد نجح وبات باستطاعتهم تحويل فلسطين إلى كيان يهودي خالص وطرد العرب منها ومنع اللاجئين من العودة إلى أرضهم، لا بل هم يستشعرون أن العدو يهوّد الأرض المقدسة والعرب يتفرجون، بعضهم يهلل وبعضهم الآخر غير معني.
لكنهم يعلمون أيضا أنه ما زال هناك مجاهدون غير معنيين بكل ما يحصل سوى باستعادة الأرض والحق، وهم يعملون في الخفاء والعلن لإظهار الحق الذي سيزهق الباطل وإن غداً لناظره قريب.
الانتقاد/ العدد 1348 ـ 29 أيار/ مايو 2009
تواصل "اسرائيل" اتخاذ الخطوات الواحدة تلو الأخرى نحو التهويد الكامل، بينما يتلهى العرب بمحادثات من هنا وهناك، تارة مع الأميركيين وطورا مع الأوروبيين وأطوارا مع الإسرائيليين أنفسهم، ويبدو أن العدو الصهيوني قد بدأ فعليا أول سيره نحو التهويد ونبذ كل ما هو غير يهودي.
فبعد قرار بتجريم كل من يحيي ذكرى النكبة، أقر الكنيست الصهيوني في قراءة أولية مشروع قانون يهودية إسرائيل الذي يجرم ويعاقب كل من يتنكر ليهودية إسرائيل، ولكم أن تتخيلوا ماذا سيحل بفلسطينيي الـ48 أصحاب الأرض.
في هذا الوقت نرى الأنظمة العربية تلهث وراء محادثات أسمتها بمحادثات سلام، فيطير هذا الزعيم أو ذاك إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي أوباما وكأن هذا الأخير غير القادر على إجبار إسرائيل على وقف توسيع المستوطنات وقلع تلك التي تعتبرها في قانونها أنها غير شرعية، يلتقونه ويبتسمون لصور الكاميرات وكأن شيئا لم يكن.
هذه الصورة تضعنا أمام احتمالات عدة منها أن هؤلاء العرب يعلمون ماذا يفعلون ويقومون بتغطية هذه القرارات العنصرية، أو أنهم لا يعلمون وهم الآن يضيعون ما تبقى من القضية الفلسطينية بجهلهم، وكلا الأمرين سيان في النتيجة.
إن ما تقوم به إسرائيل أمام أنظار هذه الأنظمة وفي ظل صمتها يثبت مرة جديدة أن الطريق الوحيد لردع العدو عن غيه واستعادة الأرض المحتلة كلها هو طريق الحديد والنار والمقاومة لا طريق الديبلوماسية المزعومة أو القرارات الدولية الفارغة، وإن ما يقوم به العدو لم يكن ليمر هكذا إلا بعد أن تمكن الصهيوني والأميركي والغربي بشكل عام من اختراق الوعي العربي وتحويله عن عدوه الحقيقي، واصطناع عدو وهمي له، فذهب البعض إلى حد التهديد باستخدام الحرب والتحريض وآخرون بتوجيه الضربات العسكرية له.
وقد يخيّل إلى هذا الغرب وهؤلاء الصهاينة أن عملهم المتواصل قد نجح وبات باستطاعتهم تحويل فلسطين إلى كيان يهودي خالص وطرد العرب منها ومنع اللاجئين من العودة إلى أرضهم، لا بل هم يستشعرون أن العدو يهوّد الأرض المقدسة والعرب يتفرجون، بعضهم يهلل وبعضهم الآخر غير معني.
لكنهم يعلمون أيضا أنه ما زال هناك مجاهدون غير معنيين بكل ما يحصل سوى باستعادة الأرض والحق، وهم يعملون في الخفاء والعلن لإظهار الحق الذي سيزهق الباطل وإن غداً لناظره قريب.
الانتقاد/ العدد 1348 ـ 29 أيار/ مايو 2009