ارشيف من :أخبار لبنانية

مشروع ينهي معاناة ثلاثين عاما: مياه بعلبك قريباً بلا تلوث

مشروع ينهي معاناة ثلاثين عاما: مياه بعلبك قريباً بلا تلوث
يعيش أهالي مدينة بعلبك تحت تأثير حال جديدة من "الاستياء"، ليس بسبب الصيف وحرارته المرتفعة هناك، أو الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وهما أمران يعنيان كل اللبنانيين، بل بسبب المشروع الإنمائي وحفرياته التي نالت من أغلب طرق المدينة وتسببت في الكثير من الغبار والأتربة وقطع الطرق وتحويلها الى مسارات أخرى، وخصوصا مع بدء فصل الصيف وتدفق السياح والزائرين اليها.
ولكن مع حال "الاستياء" هذه، وهي "مبررة"، هناك ما يخفف عن الأهالي وطأة المشكلة، وهو الدافع الى تلك الحفريات، وشعور الناس بأنها موقتة وستنتهي قريباً لتنهي معها معاناة ثلاثين عاما من تلوث مياه الشفة وعدم وصولها الى المنازل السكنية، واختلاطها بمياه الصرف الصحي التي هي بدورها مشكلة المشكلات.
رئيس بلدية بعلبك بسام رعد أوضح المشكلة والحلول التي تعمل على أساسها البلدية، فأكد ان أكثر هذه الحفريات ناتج عن عملية إنجاز شبكة مجاري الصرف الصحي وشبكة مياه الشفة الجديدة، بعدما عانت المدينة وأهلها منذ ثلاثين عاما من تلوث مياه الشفة نتيجة اهتراء شبكتي الصرف الصحي ومياه الشفة التي تجاوز عمرها ستين سنة، والتي أُنشئت في زمن المرحوم قائمقام بعلبك عبد الحليم الحجار.. الأمر الذي جعل البلدية تسرع الى إنقاذ المدينة من خلال استحداث شبكة جديدة بطول مئة وخمسة عشر كيلو مترا، وهي (الآن على مشارف الانتهاء) للمياه وللصرف الصحي، بتمويل من البنك الدولي وتلزيم مجلس الإنماء والإعمار.
وأضاف رعد: "ان تلزيم شبكة بهذه الأطوال اضطر المتعهد للحفر، وفعلا هذه الحفريات تشمل أغلب أحياء المدينة، فضلا عن الشبكة الرئيسية. وهذا يعني حفر كل الطرق، ما شكل عبئا على البلدية وثغرة كبيرة نحن مضطرون لتحملها من أجل إكمال المشروع".
وعن المشاكل التي تصادف المشروع قال رعد: "ان الشركات تحفر وتتأخر في الردم، ولكن كنا نتابعها مع النواب للضغط على مجلس الإنماء والإعمار للتعبيد. وفي كثير من الأحيان قامت البلدية بتعبيد وتسكير الطرق على نفقتها.. كنا نتمنى لو أن هذه الشبكة استحدثت من خلال الوزارات والإدارات والبلديات في الفترة الماضية، ولو أنهم مدوا في كل عام في حيّ من الأحياء لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه من تلوث مياه ومنعها عن أهلنا، فضلا عن تلكؤ بعض الشركات".
وأكد رعد ان "هذا الأمر لن يطول كثيرا"، واعدا الأهالي بإنجازه آخر تموز الحالي".
 وردا على سؤال حول ما اذا كانت مشكلة الصرف الصحي ومياه الشفة ستنتهي جذريا مع هذا المشروع قال رعد: "المشكلة ان المشروع دُرس قديما، وزادت الأبنية السكنية في هذه الفترة، ما يعني ان هناك نواقص ستبقى، حوالى خمسة وأربعين كيلو مترا. لكن هناك مطالبات جديدة وحثيثة مع البنك الدولي ومجلس الإنماء والإعمار لتوفير التمويل المطلوب وإكمال المشروع بشكل نهائي".
هذا وعد جديد من بلدية بعلبك بإنجاز مشروع مهم وحيوي لهذه المدينة، عسى تتوجه لإنماء من نوع آخر يساهم في تحريك العجلة الاقتصادية فيها.
تحقيق وتصوير: عصام البستاني
الانتقاد/ العدد 1284 ـ 25 تموز/يوليو 2008
  
2008-07-25