ارشيف من :أخبار عالمية

لتفعيل التبادل التجاري بينهما...سورية والعراق تربطان موانئهما البحرية بجسر سككي للقطارات

لتفعيل التبادل التجاري بينهما...سورية والعراق تربطان موانئهما البحرية بجسر سككي للقطارات
 
دمشق ـ "الانتقاد.نت"
 
دشنت سورية والعراق مشروع الجسر السككي الذي يربط الموانئ السورية (في اللاذقية وطرطوس) على البحر الأبيض المتوسط بميناء أم قصر أقصى جنوب العراق على الخليج العربي.
والخط السككي مخصص لنقل البضائع إضافة إلى إمكانية استخدامه لنقل الركاب، ويبلغ طوله بين مينائي اللاذقية وأم قصر 1953 كم، وهو ينطلق من مينائي اللاذقية وطرطوس ويمر بمدينة حلب (شمال سورية) وصولاً إلى مدينتي الموصل وبغداد العراقيتين حيث ينتهي عند ميناء أم قصر.
وانطلقت من ميناء طرطوس أول رحلة لقطارات البضائع إلى ميناء أم قصر مروراً ببغداد، وستستغرق 36 ساعة، على أن تستمر هذه الرحلات في حال وجود بضائع وحمولات من قبل التجار العراقيين والسوريين.
ويسهم الجسر السككي هذا في تحقيق أحد أهم الأهداف الإستراتيجية للخطة الخمسية العاشرة وهي تعميق موقع سورية الجغرافي كنقطة عبور بين الجهات الأربع ما يشكل انفتاحاً للعراق على استيراد بضائعه اللازمة لإعادة إعماره من خلال الموانئ السورية.
ويساعد المشروع على اختصار المسافات على الناقلين سواء كانوا أفراداً أم شركات أم هيئات حكومية ودولية إضافة إلى تخفيض التكاليف قياساً إلى النقل البحري.
ومن المتوقع أن يسهم كذلك على المدى القصير في ازدهار قطاع النقل في سورية حيث يوفر زمن وكلفة وصول البضائع ويؤمن فرص عمل للعاملين في هذا المجال.
أما على المدى البعيد فإن هذا المشروع يجعل من سورية والعراق محطتين إقليميتين مهمتين لنقل البضائع إلى دول شرق آسيا ودول الخليج، ويؤسس لقناة جافة بين شاطئ البحر الأبيض المتوسط والخليج بهدف ربط ميناء أم قصر بميناءي اللاذقية وطرطوس بشبكة من الخطوط الحديدية بحيث يمثل هذا الربط بديلاً مهماً لتدفق البضائع من آسيا إلى أوروبا وأميركا وبالعكس، ما يساعد على أن تجد البضائع طريقها إلى الموانئ السورية متناقلة إلى السكك الحديدية وصولاً إلى ميناء أم قصر في العراق ثم متناقلة عبر السفن أو النقل البري للوصول إلى الخليج وربما إلى إيران وبالعكس.
ويدشن المشروع عهداً جديداً من الشراكة التجارية بين البلدين تضمنته سلسلة محاضر الاتفاقيات التي وقعها رئيسا الوزراء السوري محمد ناجي عطري والعراقي نوري المالكي أثناء زيارة عطري لبغداد نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي وتضمنت اثنين وعشرين بنداً من بنود التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة بما فيها العمل على تأهيل خط كركوك ـ بانياس لنقل النفط العراقي عبر الأراضي والموانئ السورية إلى العالم بعد توقف العمل به منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
وفي حال تشغيله، فإن خط النفط هذا سيعود بالمنفعة على سورية التي ستتقاضى رسوماً لقاء نقل النفط العراقي عبر أراضيها وموانئها، كما سيزيد من معدل صادرات النفط العراقي البالغة حالياً نحو 2 مليون برميل/يومياً يُصدر منها أكثر من 600 برميل عبر الموانئ العراقية على الخليج ونحو مليون و350 ألف برميل عبر ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط.
وفي تصريح لوكالة الأنباء السورية سانا، اعتبر وزير النقل السوري يعرب بدر العمل بالجسر السككي بأنه نجاح وتتويج للجهود التي بذلت لانطلاق أول رحلة من ميناء طرطوس باتجاه بغداد بعد توقف هذه الرحلات لفترة طويلة، ما يحقق ازدهاراً لقطاع النقل السوري وانفتاحاً للعراق على استيراد بضائعه اللازمة لإعادة إعماره من خلال الموانئ السورية.
ورأى مدير فرع الخطوط الحديدية بطرطوس عدنان إبراهيم أن نجاح عملية الانطلاق للقطار الأول من شأنه تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
كما أبدى مدير جمارك طرطوس لؤي نابلسي استعداد مديرية الجمارك لتذليل كل الصعوبات التي تعيق انسيابية البضائع من الموانئ والتي ستعتبر بضائع ترانزيت وستنقل بالسكك الحديدية وتعبر الحدود.
2009-05-31