كتب فادي منصور
عاد الهدوء الى طبيعته في المناطق التي شهدت مواجهات على مدى يومين متتاليين في باب التبانة وبعل محسن ـ بعل الدراويش ـ المنكوبين ـ الملولة ـ حي الشعراني ـ البرانية  ـ حارة السيدة والبقار، وما بات يعرف بمحور الريفا والتي تعتبر خطوط تماس ساخنة مع جبل محسن، حصدت خلالها المواجهات العنيفة التي استخدمت فيها كافة انواع الاسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة والقذائف الصاروخية من عيار ( ب2 وب7 وب10) 7 قتلى و44 جريحا .
فاعليات طرابلس النيابية والسياسية والحزبية التي كثفت من اجتماعاتها على مدى اليومين المنصرمين، رحبت بالخطوات التي اتخذتها القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي، والتي باشرت انتشارها في مناطق المواجهات لوضع حد نهائي لحالة الاقتتال والمواجهات العسكرية في هذه المناطق وفق تعبير مديرعام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي الذي شدد في دردشة مع "الانتقاد.نت" على ان التعليمات اعطيت للتعامل بحزم مع اي مخل بالامن، وان الجيش وقوى الامن استقدموا تعزيزات لفرض الامن وحماية المدينة، وأشار الى ان الجيش سيرد على مصادر النيران، وسيتم توقيف اي مسلح، كما ان الجيش والقوى الامنية سيقومون بدوريات وحواجز في مختلف الاحياء التي شهدت الاشتباكات. 

ريفي
وكشف اللواء ريفي أن الاجهزة الامنية المعنية تفعل اجراءاتها لتحديد العناصر التي تعمل على توتير الاجواء الامنية وتوقيفها. 
كذلك تركت هذه الإجراءات إرتياحا كبيرا في صفوف المواطنين، بعدما خلفته الإشتباكات الأخيرة من نتائج كارثية أولها العدد الكبير للضحايا، الى جانب الاضرار البالغة في الابنية والممتلكات وحالة التهجير القسري الذي شهدته مناطق التوتر والاحياء السكنية والشعبية المحيطة بها، ونزوح الاهالي الى مناطق بعيدة عن محاور القتال والاقامة في المدارس التي فتحت ابوابها لاستقبالهم.

اجتماع في دار المفتي
وتزامن وقف اطلاق النار بين المسلحين في مناطق الاشتباكات، مع اجتماع عقد في دار الفتوى في طرابلس برئاسة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار وتركز البحث على كيفية معالجة الاوضاع المتفجرة في المدينة، في ضوء الخطوات التي بوشر بتنفيذها من قبل القوات الامنية لضبط الاوضاع بصورة نهائية في المدينة. حيث رد المفتي الشعار على سؤال لـ"الانتقاد.نت" عن الاتهامات التي وجهها النائب محمد عبد اللطيف كبارة لحزب الله بمسؤوليته عن الاحداث التي شهدتها طرابلس، فقال: "ليست مهمتي على الاطلاق ان أقول من هو الطرف الثالث، ولكن الذي أؤكده لسائر اللبنانيين بان الطرف الثالث معلوم، وان الجيش قد أمسك بهؤلاء وان قوى الامن الداخلي قد أحالت بعض هؤلاء الى التحقيق وهم معروفون، وليست مهمتنا ان نحدد الجهة، ولكن الذي أريد ان أؤكد عليه بان المعركة في الشمال وفي طرابلس ليست معركة طائفية او مذهبية بين السنة والعلويين على الإطلاق".
وقال: "لن ندع على الاطلاق ان تتمكن الفتنة من مدينتنا لأي سبب سياسي او صراع عربي او دولي، أمن الشمال وأمن لبنان ينبغي ان لا يخضع لأي احتقان سياسي او لأي منعطف من منعطفات بناء الدولة في إطارها السياسي والمؤسساتي". 

كرامي
بدوره دعا الرئيس عمر كرامي في بيان له تلقت "الانتقاد.نت" نسخة منه، الى رفع الغطاء السياسي عن جميع المتورطين في الاحداث الدامية والاليمة التي تشهدها طرابلس، مؤكدا "ان إيقاف الكارثة بشكل سريع وطارىء يتطلب منح الجيش والقوى الامنية الصلاحيات الكاملة للقيام بدورها الحازم والصارم تجاه البؤر المسلحة في منطقتي باب التبانة وجبل محسن وجوارهما، مشددا على ان لا حل خارج إطار القوى الامنية الشرعية المسؤولة عن حفظ أمن الوطن والمواطن. 
وأكد الرئيس كرامي ان الطرابلسيين جميعا، وخصوصا أهالي التبانة وجبل محسن، هم أهل وجيران وشركاء في المعاناة والتهميش والحرمان، وان إيقاد الفتنة في ما بينهم لا يخدم سوى مصالح وأهداف أعداء لبنان، مناشدا أهالي طرابلس ان يعوا خطورة ما يدفعون اليه وان يلملموا جراحهم ويقطعوا الطريق على الفتنة البغيضة معتصمين بحبل الله ومهتدين بما يأمرهم به دينهم وايمانهم وحسهم الوطني".

الحزب العربي الديموقراطي
مصدر مسؤول في الحزب العربي الديموقراطي وفي اتصال مع "الانتقاد.نت" رحب بالقرار الصادر عن قيادة الجيش بعدم التهاون مع الاوضاع الراهنة في مدينة طرابلس، اذ قال: "كنا وما زلنا دائما نعتبر بان الجيش هو الضمانة الحقيقية للامن والاستقرار وهو موجود في مناطقنا, ولم نمنع يوما دخول الجيش الى جبل محسن، فالجيش موجود ونحن ننسق دائما مع قيادته وهذا معروف من قيادة الجيش حيث اننا ندعو الجيش الى أخذ كل التدابير التي تؤدي الى الحفاظ على الامن في المنطقة, ونطالبه بالضرب بيد من حديد لكل من يريد زعزعة السلم الاهلي في مدينة طرابلس". 
فعاليات منطقة التبانة وفي حديث مع "الانتقاد.نت" دعوا  الى الانتباه من الطابور الخامس الذي لايريد سوى الفتن بين شرائح المجتمع لانها تعمل في سياق مشروع تخريبي يهدد وطننا العزيز بأكمله واننا سنبقى دوما أهلا مع جبل محسن لما يربطنا من قربة وصداقة عميقة..