ارشيف من :أخبار عالمية
بالتعاون مع السفارة البريطانية...وزارة الأوقاف السورية تفتتح مؤتمر (رسالة السلام في الإسلام)
دمشق ـ "الانتقاد.نت" 01/06/2009
بدأت في دمشق اليوم أعمال المؤتمر الدولي الأول "رسالة السلام في الإسلام" الذي تقيمه وزارة الأوقاف السورية بالتعاون مع السفارة البريطانية بدمشق بمشاركة عدد من علماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي العرب والأجانب.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين عدة محاور تتناول خطر التطرف على الإسلام والعالم، ودور المناهج التعليمية في تعزيز السلام، ورسالة الإسلام في الحد من الفقر والبطالة، وحقوق الإنسان في الإسلام.
وقال وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد إن "مكافحة التطرف والإرهاب في أي نوع من أنواعه لن يكون إلا فكرياً لأن الإرهاب ينتج عن التطرف والتطرف حالة فكرية منحرفة"
وأكد السيد أن سورية "هي البلد الأول في الاعتدال والتوازن ومكافحة الإرهاب والتطرف وقد تعرضت قبل كل دول العالم لموجة من الإرهاب لكنها استطاعت بفضل الوحدة الوطنية التي نعيشها أن تتجاوزها ففي سورية نرى الكنيسة إلى جانب المسجد والمسلم والمسيحي تجمعهم المواطنة هذه المواطنة التي تحتاجها الدول كافة في حياتها المستقبلية".
وأعرب المفتي العام في سورية سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون عن تمنياته في أن يكون لبريطانيا "دور جديد في عملية السلام في المنطقة وأن تتبوأ موقعها المهم في مجلس الأمن من أجل صنع السلام" داعياً بريطانيا إلى "تصحيح كل الأخطاء التي ارتكبت بحق المنطقة منذ ثمانين عاماً" في إشارة منه إلى وعد بلفور.
وقال حسون: لا يمكن صنع السلام إلا إذا كان مفتاحه سورية بالذات فإذا أردتم سلاماً فمن سورية يبدأ، وأكد أن سورية "لم تغير موقفها من السلام كهدف استراتيجي لعودة الحقوق والأراضي المحتلة دون نقصان"، موضحاً أن "صفاء النوايا بين سورية وبريطانيا هو الذي سيصنع السلام حتماًً.
وقال حسون: إن انعقاد هذا المؤتمر في دمشق في هذا الوقت بالذات بالتعاون مع بريطانيا يأتي لتوضيح صور حاول الكثير تغييبها وتشويهها في هذا الزمن الذي نرى فيه نار الحروب تشتعل ولاسيما في العالمين العربي والإسلامي إذ نرى صدامات صورها دينية لكن حقائقها وعمقها بعيدان عن الدين.
وتساءل مفتي سورية: لماذا اتهم الإسلام بالإرهاب ؟ مشيرا إلى وجود تقصير من المسلمين في إظهار صورة الإسلام الحقيقية في العالم، وأضاف لقد تركنا البعض يلبس هذا الثوب كما تركنا بعض الناس يسيسون الإسلام.
من جهته أكد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم أجمع غبطة البطريرك زكا الأول عيواص في كلمة ألقاها نيابة عنه جان قواق رئيس الديوان البطريركي أن السلام هو هدف مشترك بين المسيحية والإسلام وأن على الجميع في الشرق والغرب السعي لتحقيقه والعيش بقلب واحد في السراء والضراء حياة طاهرة صافية.
وأكدت كلمة عيواص أن "الإرهاب لايمت للإسلام بصلة كما أن الغرب لايمثل المسيحية وانه لايمكن توطيد السلام إلا بإعادة الأراضي العربية المحتلة وإعطاء كل ذي حق حقه" مشيراً إلى أن "المسيحيين في سورية جديرون بتاريخهم وإنجازاتهم وهم ليسوا طارئين عليه بل وجدوا فيه ولو لم يوجدوا لوجب على المسلمين أن يأتوا بهم إليه لهذا عليهم متابعة دورهم الرائد في بناء وطنهم والدفاع عنه مع المسلمين".
ودعا عيواص إلى "ضرورة التمييز بين الإرهاب والمقاومة المشروعة" مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية السابقة بعد أحداث أيلول "اتخذت هذه الظاهرة ذريعة لمحاولة الهيمنة على العالم".
بدوره اعتبر المشرف الديني على الجامع الأموي محمد سعيد رمضان البوطي أن "تسييس الدين هو مصدر للعنف والتطرف" وأعرب عن اعتقاده بأنه "عندما تكون العقائد والمشاعر والدين محكومة بقادة السياسة يكون العالم مرتعاً للتطرف والعنف ولكن عندما تكون الأنشطة السياسية محكومة بالرقابة الدينية يعم السلام والأمن في العالم"، مشدداً على أنه "لابد أن تكون السياسة والأنشطة الحكومية محكومة برقابة الله وحينها يعم السلام والأمن".
من جانبه أقر السفير البريطاني في دمشق سايمون كولس في كلمته بوجود "اختلافات بين المملكة المتحدة وسورية"، مشيراً في الوقت نفسه إلى "اتفاق حكومتي البلدين على أهمية القضايا الإقليمية كلبنان والعراق والقضية الفلسطينية مع أن كلاً منهما له وجهات نظر مختلفة حول الطريقة الصحيحة لتحقيق التقدم".
وأشاد السفير البريطاني بالتعايش المشترك بين المسلمين والمسحيين في سورية وقال إنه "ليس جديداً أن المسلمين والمسيحيين يعيشون بدمشق جنباً إلى جنب وهو ما يبدو جليا بشكل فوري لكل من يمشي بشوارع المدينة القديمة".
ولفت كوليس إلى دعوة حكومة بلاده إلى توسيع التحالف مع العالم الإسلامي وكسب التأييد والتمسك جيداً بالقيم ودعم من يسعون إلى تطبيقها حتى يتولد فهم أكبر للعالم الإسلامي وبذل جهود مشتركة لمعالجة المظالم سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية والتي هي إحساس ملموس تبقي المسلمين في حالة إحباط.
وفي تصريح على هامش الافتتاح قال السفير البريطاني أن المؤتمر "يشكل مشروعاً مهماً بين سورية وبريطانيا" مشيراً إلى وجود مليوني مسلم بريطاني وقال: "تجربتنا في التعايش حديثة العهد نسبياً وتعود إلى حوالي خمسين عاماً فقط فيما التجربة السورية عمرها حوالي ألفي عام ونحن نريد أن نجلس معاً ونتبادل الخبرات والتجارب" في هذا المجال.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بعد أسبوع على انتهاء اجتماع وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي الذي انعقد بدمشق والذي دعا في بيانه الختامي إلى مناهضة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" (التخويف من الإسلام)، وأكد عزم المجتمعين على مواصلة التعاون الفعال والتشاور الوثيق لمناهضة تشويه صورة جميع الأديان السماوية والتحريض على الكراهية والعداء والتمييز ضد المسلمين، معرباً عن قلقه البالغ إزاء حالات التعصب والتمييز ضد الإسلام والمسلمين والتصوير السلبي والنمطي للإسلام والمسلمين من خلال ربطهم في وسائل الإعلام بالعنف والإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018