ارشيف من :أخبار عالمية
مقتل 5 إيرانيين في اعتداء في زاهدان والامام الخامنئي يحث على الوحدة
قتل خمسة إيرانيين في حريق متعمد في مدينة زاهدان، في حادث أمني هو الثالث في محافظة سيستان بلوشستان في أقل من أسبوع، وقبل أيام من الانتخابات الرئاسية، وسط تجديد مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، تحذيراته من محاولات مستمرة لبث الفرقة بين السنة والشيعة داخل البلاد.
في هذا الوقت، أكد وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار، في ميناء بندر عباس، ان ايران مستعدة «ومن خلال استخدام قدراتها»، للتعاون الواسع مع دول الجوار في إرساء الأمن في المنطقة. واضاف خلال مراسم تدشين غواصة «الغدير» وبعض أنواع الزوارق السريعة، ان توفير الأمن الدائم في منطقة الخليج وبحر عمان «مهمة صعبة، لكنها قابلة للتحقق في ظل التعاون بين جميع دول المنطقة».
وفي موازاة تدشين الزوارق الحربية، اعلن التلفزيون الايراني، بحسب وكالة الانباء الكويتية «كونا»، ان القوات الجوية التابعة للجيش الايراني «قامت باجراء مناورة جوية استخدمت فيها مختلف انواع الطائرات الحربية والقتالية». واوضح التلفزيون ان «الهدف من اجراء هذه المناورات هو تعزيز قدرات سلاح الجو والتدرب على توفير الحماية الجوية اللازمة للقطع البحرية والقيام بمهام جوية لاكثر من الفي كلم مع الاستفادة من عملية التزود بالوقود جوا». واضاف التلفزيون انه استخدم في هذه المناورة، التي تتزامن مع مناورات كبرى تجريها اسرائيل، مختلف المعدات العسكرية المصنعة داخليا فضلا عن التمرين على الخطط القتالية الحديثة.
الى ذلك، ذكر موقع تلفزيون «برس تي في» الايراني، ان خمسة موظفين في شركة «مهر» المالية للإقراض، قتلوا «في هجوم متعمد أدى الى اشتعال النار في المبنى»، فيما أصيب العشرات في اعتداءات اخرى على أبنية عامة. وقد وصفت شركة «مهر» نفسها بانها شركة تسليف تهدف الى «تحسين حياة الناس خاصة الباسيج».
وجاء الهجوم بعد مقتل 25 شخصا في مسجد في زاهدان الخميس الماضي، وإطلاق نار على مكتب انتخابي للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في المدينة التي تقع في محافظة سيستان بلوشستان المحاذية لباكستان وأفغانستان، وتفكيك عبوة على متن طائرة تقوم برحلة داخلية بين طهران والأهواز، والعثور في تبريز على 11 قنبلة يدوية الصنع وعلى ذخيرة حربية، وهي سلسلة من الحوادث تسبق انتخابات الرئاسة في 12 حزيران الحالي.
وذكرت الشرطة الايرانية انها ألقت القبض على عدد من الاشخاص. وقال المسؤول في الشرطة احمد رضا رادان، ان «بعض العناصر الخارجة عن القانون وعملاء الأعداء الذين يريدون بث الفرقة بين الإخوة المسلمين، سعوا الى خلق حالة من عدم الأمن في بعض المواقع في زاهدان». واضاف ان المعتقلين «من السنة والشيعة، سعوا الى زرع الفرقة بين السنة والشيعة»، مؤكدا انه تمت استعادة الأمن.
من جهته، قال الزعيم السني في زاهدان مولاي عبد الحميد اسماعيل زيهي، ان الاحتجاجات في أنحاء المدينة بدأت بعدما تعرض هو وحراسه لهجوم عندما زاروا المسجد الذي جرى تدميره للصلاة على روح الضحايا. واضاف «بعض الناس هتفوا بشعارات ضدي وتعرض احد حراسي للضرب... عندما انتشرت تقارير عن العنف في المدينة، بدأ الناس في الاحتجاج».
وللمرة الثانية في أقل من أسبوع، تحدث آية الله الامام السيد علي الخامنئي، عن محاولات لإثارة الفتنة بين السنة والشيعة داخل ايران. وقال لمناسبة ذكرى رحيل الإمام الخميني، معلقا على احداث مدينة زاهدان، ان «الأعداء يحاولون إرباك الموقف لكن يجب من خلال التحلي باليقظة والوعي، عدم السماح بتحقق أهداف وغايات معارضي استقلال البلاد وتقدمها».
ودعا الامام الخامنئي «جميع أبناء الشعب، سواء الشيعة أو السنة والقوميات المختلفة والتيارات السياسية والاجتماعية المختلفة، الى الحفاظ على الوحدة الوطنية وترسيخها»، مؤكدا انه «يجب الاستناد في جميع القضايا، بما فيها الانتخابات، الى المبادئ المشتركة، بما في ذلك الدستور... ولا يجب السماح بان تتـحول بعض الخلافات الطبـيعية في وجـهات النـظر الى أرضية للنيل من الوحدة الوطنية».
في هذا الوقت، استكمل المرشحون للانتخابات الرئاسية حملاتهم. ودافع نجاد الذي يسعى للفوز بولاية ثانية، عن سياسته تجاه اسرائيل، قائلا انه «لسوء الحظ، بعض الأشخاص يسألون لماذا أقول، إن الصهاينة مجرمون ولماذا أهينهم». واضاف في مدينة باكدشت في جنوب شرق طهران «يتساءلون عن سبب تحدثي عن الهولوكوست ومساندتي لجماعات المقاومة في فلسطين ولبنان... لدينا واجب إنساني وإسلامي لمساعدة الامم التي تعاني القمع».
وقد دافع وزير الخارجية منوشهر متكي، عن سجل نجاد في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. وقال في مؤتمر صحافي في طهران، ان بلاده باتت «القوة الدبلوماسية الاولى في المنطقة». وتطرق الى الموضوع النووي، قائلا ان «السياسات السابقة كانت مبنية على الخضوع الى الجانب الآخر... لكن الحكومة الحالية وضعت المصالح الوطنية فوق كل الاعتبارات وطرحت شعار: الطاقة النووية السلمية للجميع، ولا مكان للأسلحة النووية في العالم».
واعلن متكي ان الرئيس المصري حسني مبارك وجه دعوة الى الرئاسة الايرانية لحضور قمة عدم الانحياز في شرم الشيخ في 15 و16 تموز المقبل، وان طهران تدرس الدعوة.
من جهته، شدد المرشح مير حسين موسوي في مدينة همدان، على ان «كل سياسة تؤدي الى إضعاف ايران مدانة من وجهة نظرنا». وأضاف رئيس الوزراء الايراني الأسبق، انه يجب حل مشكلات البلاد من خلال التركيز على الانتاج الوطني والاقتصاد الفاعل، معتبرا ان الإسراف وتوزيع الاموال هنا وهناك، لا يحل أية مشكلة.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018