ارشيف من :أخبار عالمية
"واشنطن بوست": هل تقدم برامج التخريب السرية «علاجاً سحرياً» للتعامل مع الخطر النووي الايراني ؟
المحرر الاقليمي + وكالات
رأى ديفيد اغناطيوس في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" تحت عنوان "لا يوجد علاج سحري لايران"، أنه حينما يعلن المسؤولون الأميركيون و"الاسرائيليون" أن «جميع الخيارات مطروحة على طاولة النقاش» لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي، يسود الاعتقاد بأن هذا يعني القصف الجوي للمواقع النووية الايرانية في ناتانز وغيرها. ولكن هناك خيارا آخر لاعاقة البرنامج الايراني، ويتمثل في حملة سرية لتعطيل المنشآت النووية الايرانية. وقد تسربت مؤخراً بعض الأنباء عن محاولات تخريب أميركية و"اسرائيلية" حسبما ذكرت الصحيفة .
ويرى الكاتب أن أخبار تلك المحاولات تثير تساؤلاً هاماً: هل تقدم برامج التخريب السرية «علاجاً سحرياً» للتعامل مع الخطر النووي الايراني، وذلك برفع تكاليف الاستمرار في البرنامج بالنسبة لايران مع تجنب ردود الفعل الغاضبة والرافضة للهجوم العسكري التقليدي. ويجيب الكاتب بقوله ان تلك المحاولات السرية لم تُجد نفعاً بالرغم من تجربتها، اذ لم تنجح في وقف مسيرة ايران نحو اجادة التقنيات اللازمة لانتاج القنبلة النووية. ثم يشير الكاتب الى أحدث محاولات التخريب، والتي ورد ذكرها في صحيفة وول ستريت جورنال ضمن مقال للصحفي الصهيوني رونين برغمان. حيث تحدث الاخير متفاخراً عن تعطل وتأخر مشروع تخصيب اليورانيوم الايراني خلال السنوات الأربع الماضية «بسبب سلسلة من الحوادث مثل اختفاء العالم النووي الايراني، وتحطم طائرتين تحملان شحنات خاصة بالمشروع، واندلاع الحرائق في معملين». ويعتبر الكاتب انه نظراً لكون المسؤولين الصهاينة يصفون برغمان بأنه مراسل مطلع ولا يختلق تقاريره، فهذا يضفي بعض المصداقية على مقاله على حد تعبيره ، لاسيما وأن مصدراً اسرائيلياً أكد للكاتب محاولات التوغل الاسرائيلي بين سلاسل الموردين لايران في ثلاث دول، ولكن نجاحها لم يكن باهراً كما وصفه برغمان.
في الوقت نفسه، استعان الكاتب برأي يوسي ميلمان، الكاتب بصحيفة هآرتس والمختص بالموساد الاسرائيلي، والذي أكد اهتمام جهاز الموساد_تحت قيادته الجديدة_ بمنع ايران من الحصول على أسلحة نووية. غير أن ميلمان يعتقد أن العمليات السرية لم تلق الا نجاحاً محدوداً لأن ايران لا تزال مستمرة في مسيرتها النووية. بل وأعرب عن اعتقاده بأن الموساد لا يستطيع تجهيز حملة تخريب شاملة لوقف البرنامج الايراني. ثم ينتقل الكاتب الى محاولات التخريب الأميركية، والتي تحدث عنها ديفيد سانغر مراسل صحيفة نيويورك تايمز في تقاريره الاخبارية وفي كتابه «الارث». ويستشهد الكاتب بما جاء في أحد تقارير سانغر الصحفية بتاريخ 11يناير الماضي وقوله «ويضم البرنامج السري الأميركي،الذي بدأ عام 2008، جهوداً أميركية جديدة للتوغل في سلسلة الامدادات الايرانية بالخارج، بالاضافة الى جهود جديدة لتقويض أنظمة الكهرباء والحاسب وغيرها من الشبكات التي تعتد عليها ايران. ويهدف هذا الى تأخير اليوم الذي تستطيع فيه ايران انتاج الوقود الصالح للأسلحة النووية، والتصميمات التي تحتاجها لانتاج سلاح نووي ناجح». ويختتم الكاتب المقال بقوله انه ينبغي الاعتراف بالحقيقة، وهي أن الأنشطة التخريبية السرية لم تنجح حتى الآن في وقف البرنامج الايراني، ومن غير المحتمل أن تنجح في ذلك قريباً، اذ لا يوجد علاج سحري. أما أفضل وسيلة لمنع ايران من انتاج القنبلة فهي الدبلوماسية، مدعومة بالتهديد بالعقوبات الصارمة والتهديد النهائي بالعمليات العسكرية العلنية.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018