ارشيف من :أخبار عالمية
"التايمز": باراك أوباما يتعامى عن أخطائه تجاه الإسلام
المحرر الدولي + وكالات
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية في زاوية الرأي مقالا لأمير طاهري تحت عنوان "باراك أوباما يتعامى عن أخطائه تجاه الإسلام".
يقول الكاتب إن منطقة الشرق الأوسط تعج بالتكهنات بشأن ماهية ما وصفه ب"الخطاب التاريخي إلى العالم الإسلامي" الذي سيلقيه الرئيس الأميركي باراك أوباما في العاصمة المصرية القاهرة يوم الخميس وخصوصا أن أوباما كان قد وعد خلال حملته الانتخابية باتخاذ هذه الخطوة في غضون مائة يوم من وصوله إلى البيت الأبيض.
ويرى الكاتب أن رغم مرور مائة يوم من ولاية أوباما الرئاسية دون أن يتمكن من الوفاء بوعده، فإنه خصص مقابلة مع قناة "العربية" للتواصل مع العالم العربي والإسلامي وألقى خطابا في البرلمان التركي في أنقرة. وفي كلتا المناسبتين أبرز العنصر الإسلامي في خلفيته، متعهدا بشدة أن "الولايات المتحدة ليست ولن تكون في حرب مع الإسلام".
ويمضي الكاتب قائلا إن أوباما أثار فضولا بقضية الشرق الأوسط أكثر من أي زعيم أميركي سابق، ويعزى ذلك جزئيا إلى اسمه الأول - باراك- واسمه الثاني -حسين- الذين يحملان دلالة عربية وإسلامية. وكذلك، فإن موعد إلقاء خطابه في جامعة القاهرة -4 حزيران- يدل على أنه يولي اهتماما بالتفاصيل على أساس أن التاريخ المذكور يصادف ذكرى بدء المعركة الأولى للإسلام في عهد الرسول محمد مع العالم المسيحي ممثلا في الدولة البيزنطية سنة 629 ميلادية.
ويلاحظ الكاتب أن خطاب أوباما يصادف أيضا الذكرى الثلاثين لوفاة قائد الثورة الإسلامية في إيران الامام الخميني (قد). ويقول إن الأهم أن خطاب أوباما يصادف أيضا بناء الكعبة التي دمرت خلال الحرب الأهلية بين المسلمين.
ويرى الكاتب أن خطاب أوباما سيتضمن دلالات سياسية لأن أوباما هو أول مسؤول غربي كبير يخاطب العالم الإسلامي بصفته كتلة واحدة بعد إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت، وبذلك يكون قد تبنى الرؤية التقليدية الإسلامية المتمثلة في تقسيم العالم وفق المعتقدات الدينية.
ويذهب الكاتب إلى أن أوباما من خلال تقسيم الإنسانية حسب المعايير الدينية ينوي توجيه رسالة إلى القوى الديمقراطية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط مفادها أن واشنطن تخلت عن سياسة الرئيس السابق جورج بوش في نشر "أجندة الحرية".
ويعتقد الكاتب أن تحليل بوش كان بسيطا أو كما يوحي أوباما تبسيطيا إذ يذهب إلى أن هجمات الحادي عشر من أيلول جاءت نتيجة عقود من دعم الولايات المتحدة لأنظمة قمعية في منطقة الشرق الأوسط، مما أدى إلى إفراز أنظمة مغلقة ازدهر فيها الإرهاب.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس، قالت أثناء شرح "عقيدة بوش" أمام طلبة جامعيين في القاهرة عام 2005 إن "على مدى ستين سنة، سعت الولايات المتحدة وراء الاستقرار على حساب الديمقراطية في الشرق الأوسط ولم نحقق أيا منهما. الآن نسلك طريقا مختلفا".
ويتابع الكاتب أن الطريق المختلف جعل الولايات المتحدة تنقلب من داعم للوضع القائم إلى عامل تغيير نشط بما في ذلك استخدام القوة لإزالة النظامين في كابول وبغداد وإجبار الدول العربية التقليدية على تبني دساتير وإجراء انتخابات ومنح المرأة حق التصويت وتخفيف الضغوط على حرية الإعلام والسماح بفضاءات أوسع للنقاش والاختلاف.
ويلاحظ الكاتب أن إدارة أوباما بدأت في إلغاء هذه السياسة بذريعة "الواقعية السياسية" التي اكتسبت رواجا كبيرا في العاصمة واشنطن. وترى هذه المدرسة أن العرب والمسلمين غير مستعدين لتقبل الديمقراطية ومن ثم فإن بدل محاولة زعزعة "المجتمعات التقليدية" من سباتها العميق الذي دام قرونا حسب تعبيرها ، فإن القوى الغربية ولا سيما أميركا ينبغي أن تحافظ على الاستقرار القائم.
ويرى طاهري أن المشكلة تكمن في أن الوضع القائم في منطقة الشرق الأوسط كان ولا يزال غير مستقر، ملاحظا أن ستين سنة من "الواقعية السياسية" لم تفرز سوى خمسة حروب بين الصهاينة والعرب وحروبا أهلية في لبنان واليمن وانقلابات عسكرية في ثماني بلدان عربية والثورة الإسلامية في إيران وحربين بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والعراق في ظل حكم صدام حسين.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن أوباما من خلال إثبات أنه ليس جورج بوش، فإنه ارتكب أخطاء جسيمة بشأن قضايا السياسة الخارجية ولعل أحدثها خطاب القاهرة المرتقب. ويذهب إلى أن هذه السياسة تشجع الإسلاميين والمستبدين الحاكمين وتحبط قوى الإصلاح والتغيير ومن ثم يمكن لهذه السياسة أن تفرز استياء أكبر تجاه الولايات المتحدة بين الشعوب التواقة إلى الحرية وإرساء حقوق الإنسان والحكم الرشيد.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018