ارشيف من :أخبار عالمية

خاص "الانتقاد.نت": اسماعيل هنية يؤكد "ذاهبون إلى القدس في ظل وحدة شعبنا ووحدة الجغرافيا"

خاص "الانتقاد.نت": اسماعيل هنية يؤكد "ذاهبون إلى القدس في ظل وحدة شعبنا ووحدة الجغرافيا"

غزة ـ عماد عيد

عام مر على الانقسام، عام على وضع غزة في خانة المناطق "الارهابية" والعدو مستمر في حصارها، عام على حكومة منتخبة من قبل مجلس تشريعي منتخب من الشعب في الداخل الفلسطيني وعام على قرار رئيس السلطة إقالة هذه الحكومة .. ماذا يقول "أبو العبد"، اسماعيل هنية  رئيس الوزراء الشرعي المقال؟

خاص "الانتقاد.نت": اسماعيل هنية يؤكد "ذاهبون إلى القدس في ظل وحدة شعبنا ووحدة الجغرافيا" ـ عام من الحصار الشديد ووضع فلسطيني لا يسر صديق ولا عدو.. دعوة للحوار لم تجد صدى والعرب لم يتحركوا.. هل تعتقد أن العرب بحاجة إلى قرار أمريكي لرعاية الحوار؟
دعوة الحوار هي بالأساس كانت عربية عندما عقدت الجامعة العربية اجتماعا بعد أحداث غزة بأيام قليلة ونحن رحبنا بالدعوة وظللنا ننتظر أن ينطلق الحوار الداخلي.. صحيح أن الأمريكان وضعوا فيتو على المصالحة الداخلية لكن بطء التحرك الراهن لا نعزيه إلى الضغط الأمريكي بقدر محاولاتهم التعرف على بواطن دعوة الرئيس عباس وفي ذات الوقت البحث عن الصيغ الأنسب للوصول بقطار الحوار إلى محطته النهائية

ـ لعبت السعودية دورا أساسيا في رعاية اتفاق مكة.. هل يمكن للسعودية أن تلعب دورا مهما أخر؟
المملكة السعودية على تماس مباشر في الأزمة الداخلي خاصة بعد انفجار أحداث غزة وبعد اتفاق مكة والمملكة السعودية التقت الفرقاء وأنا شخصيا كان لي اتصالات عديدة مع قادتها لذلك أري أن المملكة بموقعها ودورها التاريخي لا يمكن الاستغناء عن دعمها واستنادها لأي مصلحة فلسطينية داخلية ونحن أكدنا على ضرورة توفر الرعاية العربية وعلى رأسها السعودية.

ـ هل تلقيتم عروض مصرية لرعاية الحوار؟
مصر في قلب الحدث بحكم موقعها الجغرافي ودورها التاريخي وهي مطلعة على الأزمة وقد رعت حوارات فلسطينية متعددة. من ناحيتنا لم نتلق أي دعوة رسمية لاستضافة حوار فلسطيني فلسطيني.. ومصر مثل كل العرب مرحب بأي دور تقوم به.
نحن مع الحوار بلا شروط على قاعدة وطنية لا غالب ولا مغلوب نحن أكثر قناعة اليوم  من صحة موقفنا حول الحوار لان كلا لمراهنات سقطت وليس أمامنا إلا الحوار على طاولة واحدة دون مقدما دون شروط كل التفاصيل جاهزة للبحث كل .. موقف أو مازن لم يتغير إنما لهجته فقط وليس هناك تغير في المضمون لكننا تجاوزنا ورحبنا باللهجة الجديدة.. نريد أن ننظر إلى نصف الكأس المملوء نحن لم نضع شروط للتهدئة وأرسلنا للأخ أبو مازن مع قيادات حماس قبل أسبوعين ربما نفاجئكم بخطوات لا توجد في حساباتكم إذا بدا الحوار.

س بعد عام من سيطرة حماس هل ارتكبتم أخطاء ولماذا تفضلون الحوار الثنائي على الشامل؟
استطيع القول بأن غزة أكثر موائمة من العام الذي سبق فعلي سبيل المثال تعمل السلطات الثلاث بشكل كامل. السلطة التشريعية تم إعادة إحياء دورها وهي تعمل بشكل جيد من خلال المجلس التشريعي والسلطة القضائية تم إعادة بناؤه وإعادة بناء مجلس العدل الاعلى وهناك ثلاثة ألاف قضية تنفيذ والسلطة التنفيذية أعدنا لها الاعتبار من خلال إعادة العمل في الوزارات بعد أن تركها آلاف الموظفين وهي تعمل على كل الصعد وقد فعلنا كل ما نستطيع لنعين الشعب الفلسطيني على الصمود ونستطيع أن نقول انه أثناء العمل تقع أخطاء ولكن هذه الأخطاء ليست نهج وإنما مسائل فردية وهناك محاسبات ومتابعات وهناك 36 منتسب تم فصلهم خلال أربعة شهور أما في 14 عاما من عمل السلطة الفلسطينية فلم يتم فصل إلا 4 وعندنا 400 منتسب تعرضوا لعقوبات مختلفة اقلها الحبس لمدة أسبوعين وقد أوجدنا هيئة الرقابة وفتحنا مكتبا خاصا لتلقي الشكاوى الخاصة بعناصر الأجهزة الأمنية ولا نترك أي شكوى دون توقف.
العام انقسم إلى قسمين الأول نظرا لفجائية الموقف والأحداث وقعت بعض الأخطاء والتي رفضنا إعطاء غطاء لها وفي الاشهررا لستة الثانية كان هناك نقلة نوعية في التعامل.
فيما يتعلق بالحوار نحن لا ندعو لثنائية الحوار بقدر ما ندعو إلى آلية توفر مناخ مناسب لنجاح الخوار بينها الحوار المباشر بين فتح وحماس ولكن هذا لا يمنع ونحن لا نفرض نقل الحوار إلى دائرة أوسع على قاعدة متساوية. ليس لدينا مشكلة مع منظمة التحرير ولكن في البداية لا بد من وجود صيغ لتبحث ولا مشكل أن يكون شامل ولكن ليس حماس مع منظمة التحرير .

ـ التهدئة والحوار؟
الضجيج الإعلامي هدفه التغطية على الجرائم اليومية.. هناك قتل واستباحة يومية وإسرائيل تحاول ربط الذهنية أن كل ما يحل شيء بسيط مقارنة بما يمكن أن يحدث فمثلا منذ بداية الشهر هناك 35 شهيد غير الأراضي التي جرفت والمعتقلين ونحن نتوقع من الاحتلال الاستواء لكن التهديدات لا تخيفنا فضلا عن أن ما تعيشه إسرائيل لا يؤهلها للقسام بعمل شامل ضد قطاع غزة فهناك ملفات الفساد والخلافات السياسية وفينوغراد وفي الخارج قوي الممانعة في فلسطينية والتطورات الجراية في إيران والجبهة المالية وإسرائيل تعيش في وسط معادي لها.. إسرائيل التي تبحث عن التهدئة وهم لجئوا إليها لأنهم فشلوا في كسر إرادة المقاومة وتحقيق أهدافهم في اسقطا الحكومة ودفع الشعب ليثور على حكومته الشرعية لذلك من جديد التهديدات لا تخيفنا ولكن نحملها على محمل الجد

ـ من أين تستمد حماس قوتها؟
نحن بثقافتنا نستشعر أن معية الله معنا وهذا لا نسقطه من حساباتنا السياسية وشعبنا الفلسطيني الذي احتضن هذه الحركة منذ انطلاقتها ثم أعطاها الثقة وتحمل معها الحصار بمعني أن حركة حماس والحكومة التي تمثلها ليست مجموعات يمكن فصلها أو يمكن قضمها إنما هي امتداد شعبي كبير وموجودة في كل قطاعات الشعب الفلسطيني ثم هناك إسناد الأمة العربية و الإسلامية لنا صحيح إن هناك  بعض الحكومات لا تقف معنا لكن الجماهير والشعوب فبنسبتها المطلقة مع حركة حماس ونحن دفعنا 140 مليون دولار رواتب خلال العام الأخير من أين نحن لا تأتينا أموال ضرائب ولا أموال من أوروبا والجباية الداخلية شيء يسير حوالي مليون ونصف في الشهر والباقي توفره الأمة ونحن نعتمد على برنامج إدارة الأزمات واللجان المتخصصة التي تعالج هذه الأزمة ونحاول الإبداع في مواجهتها.

ـ هل تتوقع حوار قبل نهاية الشهر وهناك دعوات لقدوم قوات عربية ما مدي دقة هذه المعلومات وهل تتوقعون توافقا قبل نهاية ولاية الرئيس عباس؟
الحديث عن قوات عربية هو في الإعلام فقط ولا تحد يفكر في إرسال قوات عربية إلى غزة ونحن لا تقبل بوجود قوات عربية للفصل فقط نقبلها لتساعد في التحرير ولا مشكلة لدينا في الاستفادة من الخبرة العربية لبناء المؤسسة الأمنية وان تكون مؤسسات لكل الوطن نرحب بوجود خبير أو اثنين أو ثلاثة ونحن نأمل أن يبدأ الحوار ولكن لم نتلقى أي دعوة حتى الآن.
فيما يتعلق بالرئيس أبو مازن نحن نتمنى أن نصل لاتفاق قبل نهاية ولايته ولذا لم يحصل سيكون لنا موقف لكن لن نتحدث قبل ستة أشهر من التاريخ.

ـ ما رأيكم بالوضع الأمني في الضفة وإعادة بناء الأجهزة الأمنية بإشراف أمريكي وعربي وهل ترشح انفجار الأوضاع هناك؟
الأوضاع في الضفة صعبة من جهة العدوان الإسرائيلي فهناك قدس تهود وجدار يبني و1300 شقة في القدس جديدة تبني والغور سيكون شريط امني حسب الطرح الإسرائيلي وهناك مئات الحواجز إضافة إلي الاستباحة الشاملة لمن الضفة حتى في قلب رام الله.. هذا جزء من الصورة المؤلمة لشعبنا.. والصورة لا تسر داخليا فحملات الاعتقال السياسي مستمرة والمؤسسات الخيرية مغلقة وما يشبه الملاحقة لقطاع الطلاب مستمرة هناك ما يشبه قانون اجتثاث المقاومة ومن كل الفصائل وملاحقة كل من يحاول الدفاع عن شعبه بما في ذلك عشرات من كتائب الأقصى.. لا يجب أن تحتوي السجون على أي معتقل سياسي أما حول توقعي لانفجار الأوضاع في الضفة فأقول نحن نسعى لتحرير الضفة لا أن تنفجر وان يتوحد الشعب الفلسطيني.

ـ لو عادت الأيام قبل عام هل ستعيد حماس الكرة؟
كل الحالة التي جرت اضطرارية وطوال سنة سبقت كنا نحاول أن نعالج القضايا بعيد عن الحالة التي وصلنا إليها نحن نريد أن نؤسس لواقع مختلف . . وعدم الوقوف كثيرا أمام المطالبة الخاصة بكل طرف وضرورة الاتفاق على مبادئ ونحن من جهتنا قدمنا وثيقة من عشر نقاط في السنغال و لمنتدى فلسطيني الذي تحرك ولكم من تحرك سواء حول المرحلة الانتقالية أو غيرها لان القضايا في غاية التعقيد ونحن نسعى لان يؤمن الجميع بالشراكة وليس على قاعدة المحاصصة والمشكلة كانت في إخواننا أنهم لم يستطيعوا استيعاب تغير أحادية القطب في حكمهم وإذا ما بدئنا حوارا ناجحا فلا احد يستطيع إلغاء احد فضلا أننا نريد أن نعمل مع جميع الفصائل خاصة في مرحلة تداخلت فيها مهم التحرير مع مهام البناء ولا ننسي إنهاء سلطة قامة تحت الاحتلال وقرار تفعيلا لحوار حول منظم التحرير عند الأخ أبو مازن.
وهذه هي المبادئ التي تم طرحها في السنغال:
1ـ  وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة.
2ـ  وحدة النظام السياسي في الضفة والقطاع سلطة واحدة وحكومة واحدة
3ـ  احترام الخيار الديمقراطي والالتزام بنتائجها.
4ـ  احترام الشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها.
5ـ  احترام القانون الأساسي الفلسطيني والالتزام به.
6ـ  إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية علي أسس وطنية ومهنية بعيدا عن التدخلات الخارجية و المحاصصة.
7ـ  الالتزام مكة 2007 باتفاق القاهرة 2005،ووثيقة الوفاق الوطني 2006
8ـ  مراجعة أحداث عام 2006،وما نجم عنها.
9ـ  التمسك بحق شعبنا في مقاومة الاحتلال ما دام الاحتلال قائما
10ـ  إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية علي قاعدة الانتخابات الحرة وبمشاركة جميع الفصائل والقوي والشخصيات.

ـ بعد عام من الحصار ما هي حقيقة الاتصالات مع الأوربيين؟
حركة الاتصالات مع الأوربيين لم تنقطع  ودخل عليها دول جديدة مثل الفرنسيين والأسبان والأتراك والايطاليين ومستشار بلير ومن يطرق بابنا نحن نجبه لكن أوربا تعاني من إشكالات عديدة أبرزها محاولة الإسرائيليين أبعادها عن الدور السياسي وحصر دورها في الإغاثة وإضافة إلى حسابات أوربا للدور الإسرائيلي وأيضا الخلاف الداخلي الفلسطيني والشرعيات الفلسطينية.
قبل يومين وجهت رسالة مطولة للرئيس الفرنسي ونحن نتطلع للدور الفرنسي للقسام برفع الحصار وإذا نفي الرئيس الفلسطيني هذه الرسالة فهذا شانه ونحن استقبلنا أمريكيين وبرلمانيين وكذلك مبعوث الأمم المتحدة ديزموند توتو وهذا لم يكن قبل شهور لان الأوربيين كان لا يستطيعون القيام بذلك وكذلك استقبلنا الرئيس كارتر في القاهرة وسوريا بعد أن منعته إسرائيل من الوصول لغزة هذا تغيير ملحوظ في كسرا لعزلة السياسة ضد الحكومة وهم وصولا إلى قناعة انه لا شيء ايجابي يمكن أن يحدث دون حماس ولا استقرار في المنطقة دون استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه ونطالب بموقف أكثر جرأة في الوقوف ضد العدوان وضد الانحياز للكيان الإسرائيلي.

ـ ما هي استراتيجيكم للتعامل مع العملاء؟
العملاء درجات وهذا العدد لا يشوه الصورة المشرفة لشعبنا العظيم والجهد ما زال قائم.

ـ كف تنظرون للمستقبل وما هي أولوياتكم؟
هناك صعود لتيار المقاومة لتتمكن من ضرب المنظومة الإسرائيلية تغيير الجغرافيا السياسية بالنسبة لنا نحن غير مضغوطين بالمرة ورغم أن الحصار وصل إلى كل بيت والألوية الأولى لنا هي استعادة الوحدة الوطنية ورفع الحصار وحماية الشعب والمقاومة وأنا اعتقد أن المنطقة ستكون أفضل بدون إدارة بوش
وسنواجه كل السيناريوهات بالصمود ومحاولة توفير عناصر الصمود وبالوحدة الوطنية بالاستناد للعمق العربي وباتخاذ كل القرارات التي تقطع الطريق على أي عدوان شامل على شعبنا .. أما أين نحن ذاهبون فنحن ذاهبون إلى القدس في ظل وحدة شعبنا ووحدة الجغرافيا.

ـ ما رأيك بمحاولات اسرائيل إغلاق بعض المعابر مع غزة ؟
نحن نقول افتحوا لنا معبر رفح ولنكسر هذا القيد عن شعبنا لماذا لا نربط اقتصادنا بالوطن العربي وهذا لا يعني بالتأكيد الفصل السياسي عن بقية الوطن وعن الضفة الغربية.. لماذا لا نأخذ الكهرباء والوقود من العرب لماذا لا يكون مناطق حرة، لماذا في ظل الإغلاقات المشددة والحصار إلا نخرج للفضاء العربي.

ـ ماذا عن التهدئة؟
الأمر مرتبط بالسلوك الإسرائيلي إذا استجيبوا للمبادة المصرية  فالطريق ستكون ممهدة للوصول إلى تهدئة العقبة الوحيدة هي المماطلة الإسرائيلية والغموض وعدم الوضوح في التعامل مع الإخوة في مصر هم قالوا تهدئة مقابل تهدئة وفترة اختبار والتدرج في فتح المعابر دون معبر رفح ويريدون أن نعمل كدور الشرطي والأخوة في مصر لم يتعاطوا ونحن لا نريد تهدئة مقابل تهدئة نحن نريد رفع الحصار وفتح المعابر وهذه هي العقدة.
شاليط لم يكن جزء من الصفقة ولكن الآن أصبح جزء من السياق ونحن نرغب أن ينتهي هذا الملف اليوم إذا تم الاستجابة لشروط المقاومة.

ـ اين المقاومة في برنامج حكومتكم ؟
الكل يشهد اننا في الحكم والكل يشهد اننا نقاوم وتعداد الشهداء مع احترامنا لكل الشهداء وبحسبة بسيطة خلال العامين التي كانت "حماس" فيها في الحكم يثبت انها الموجودة في الميدان وانها في المقاومة وموجودة في التخوم ولم تتخلى عن واجب الدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقاومة ظلت مصانة ولا يوجد ملاحقة لسلاح المقاومة وحتى المجلس التشريعي اصدر قانون لحماية المقاومة وجرم الذي يعتدي عليها.

2008-06-15