ارشيف من :أخبار عالمية
واشنطن بوست: لا يمكن لأوباما تقديم حل أميركي للصراع العربي-الإسرائيلي
المحرر الاقليمي + وكالات
كتب جيم هوغلاند مقالاً نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية تحت عنوان "وقت زراعة بذور الشرق الأوسط"، قدم من خلاله بعض الملحوظات والنصائح إلى الرئيس الاميركي باراك أوباما قبيل زيارته إلى مصر والسعودية. وأولى النصائح كانت تنبيهه إلى فكرة هامة ينبغي أن يضمها خطابه إلى العالم الإسلامي، وهي أنه لا يمكنه تقديم حل أميركي للصراع العربي - الإسرائيلي. فلابد وأن يبدأ السلام من أسفل بين الأطراف المتنازعة. ويرى الكاتب أن القادة العرب قد يحاولون إقناع الرئيس أوباما بأهمية وجود خطة أميركية للسلام في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يعتقد فيه بعض مساعدي الرئيس أنه إذا تدخل بحزم كاف فسيمكنه إنهاء الصراع الذي دام ستين عاماً. ولكن هذا الاعتقاد يتجاهل التاريخ والمنطق الداخلي للصراع. فقد أوحى إصرار الرئيس أوباما على تجميد مستوطنات الضفة الغربية أثناء لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل أسبوعين بأنه ينوي التركيز على النقطة ذاتها خلال خطابه في القاهرة. غير أن نتانياهو أصر على تحرك إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية المعتدلة في وقت واحد. وهنا يوضح الكاتب أنه لا يمكن اعتبار موقف نتانياهو من المستوطنات موقفاً نهائياً، لأنها بالفعل عقبة في طريق السلام الإقليمي ووصمة على سمعة إسرائيل والولايات المتحدة. غير أنه لا يمكن التعامل مع قضية المستوطنات بشكل منعزل أو استخدامها كوسيلة للفوز بتأييد العرب. ففي النهاية ينبغي إخلاؤها كجزء من التسوية التي ستحقق اهتمامات إسرائيل الشرعية. أما بالنسبة لنتانياهو، فإن الموافقة على تجميد المستوطنات يساوي اعتبارها قطعاً يمكن المساومة عليها. ولذا فسيطالب بما هو أكثر مما يعرضه الفلسطينيون والعرب. ويرى الكاتب أن محاولات الرؤساء الأميركيين السابقة لوضع خطط سلام لاسترضاء العرب بعملية سلام بدلاً من أساس قوي لها باءت جميعها بالفشل بداية من الرئيس نيكسون وحتى الرئيس جورج دبليو بوش. بينما لم ينجح سوى البيان الأميركي - السوفياتي المشترك إبان إدارة الرئيس جيمي كارتر في دفع الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى قبول التفاوض مع الجانب الإسرائيلي عام 1977.ولكن التشاؤم لم يعد مناسباً، وإخافة الآخرين ليعملوا لصالح أنفسهم ليس أسلوب الرئيس أوباما. ولكنه يحتاج إلى البدء في عملية متمهلة تقوم على الضغط على إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتنفيذ اتفاق أوسلو 1993، وذلك بتقديم تلميحات عما يجب عمله، ولكن دون تقديم مخطط أميركي للنتيجة النهائية. ويوضح الكاتب أن اتفاق أوسلو منح الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات دولة فلسطينية مقابل تخلصها من الإرهاب الفلسطيني. ولكن الرئيس عرفات، في رأي الكاتب، لم يكن ينوي الالتزام بأي من شرطي الاتفاق. فقد كان يخشى الوصول إلى حل الدولتين مثلما كان يخشى تفكيك الآلة الإرهابية التي ساهم في صنعها. وبدلاً من ذلك، ماطل جهود السلام الأميركية بينما ازداد هو ورفاقه ثراءً وقضى على حق السلطة الفلسطينية في الشرعية الأخلاقية والسياسية. ولكن المنطق خلف الاتفاق لا يزال موجوداً ويجب دعمه لإحياء حل الدولتين الواقعي. كما يجب أن تعود إسرائيل إلى تعزيز سلطات الرئيس عباس وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وذلك بتفكيك المستوطنات ونقاط التفتيش لإعادة الإستقرار إلى الضفة الغربية ثم إلى قطاع غزة. ثم يختتم الكاتب المقال بقوله إن العالم العربي ينقصه زعيم مثل الرئيس المصري الاسبق أنور السادات لإنقاذ جهود الولايات المتحدة أو زعيم فلسطيني ماكر مثل عرفات للإبقاء على عملية السلام حية في فلسطين. إذ أنها حقاً مرحلة "التشجير" الدبلوماسية، كما وصفها جورج شولتز وزير الخارجية في إدارة الرئيس الراحل رونالد ريغان، من أجل إزالة الحشائش الضارة ووضع البذور، بدلاً من الخطط الطموحة التي ترفع التوقعات عالياً.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018