ارشيف من :أخبار عالمية
متكي في باريس: لبنان وقضايا إقليمية
السفير
لبنان عشية الانتخابات النيابية، على طاولة الحوار الفرنسي الإيراني اليوم الاربعاء، في الاليزيه وفي الكي دورسيه. الإطار الإقليمي الذي يحضر فيه لبنان على الطاولة، يضم العناصر الأليفة لحزمة اهتمامات طهران وباريس: «كل القضايا الإقليمية، من أفغانستان والعراق ولبنان»، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أريك شوفالييه.
«الإيرانيون هم الذين طلبوا لقاء الرئيس نيكولا ساركوزي»، مصدر فرنسي قال ذلك، مبررا بـ «أنه لا يمكن رفض طلب من هذا النوع وسنرى ما لديهم». شوفالييه أكد ان الطرفين كانا طلاب لقاء، من دون ان يجد ما يثير الاستغراب في أن يستقبل رئيس الجمهورية وزيرا للخارجية، أو أن يكون ذلك مدعاة لوضع اللقاء في إطار من الاهتمام يتجاوز ما يستحقه، وهو «يعبر عن إرادتنا للاندراج في سياق حواري، وقد قيل على الدوام إن مقاربتنا للملف الإيراني اتسمت بدعوة أحادية إلى الحزم، ونود أن نقول إنها كانت مقاربة مزدوجة تعتمد الحوار مع السلطات الإيرانية والحزم الهادف إلى احترام القرارات الدولية، في آن».
اللقاء الذي يبدأ عصر اليوم في الاليزيه، يضم وفدا إيرانيا واسعا، يتجاوز وزير الخارجية منوشهر متكي إلى عدد من مساعديه الذين سيشاركون في المحادثات. ورغم بداهة تقدم الملف النووي على ما عداه، فقد ارتأى الإيرانيون، كما يبدو، إبقاء البحث فيه في دائرته الدبلوماسية المعتادة، عبر الاتصالات التي يديرها، حصرا، المفاوض النووي سعيد جليلي مع مجموعة الدول الست والمفوض الأعلى للعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. ويشير ذلك إلى غلبة الملفات الإقليمية على ما عداها في لقاء الاليزيه، بعدما أكد شوفالييه لـ «السفير» ان «سعيد جليلي لن يكون في عداد الوفد الإيراني» اليوم.
ولا شأن لاقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، واتضاح آفاق الحوار مع طهران، بلقاء اليوم، «ولا سبب محددا لتوقيت اللقاء، وما يمكن التقدم به سيكون اليوم محل نقاش، وسيكون مناسبة لتكرر فرنسا استعدادها والأسرة الدولية ومجموعة الست للتحاور مع السلطات الإيرانية، ليس فقط حول البرنامج النووي، لكن حول القضايا الإقليمية».
ويتخلى الفرنسيون عن حالة الانتظار وقرار اتخذته مجموعة الست بتجميد الاتصالات مع طهران، ريثما تنجلي نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، تسليما بأنه كائنا ما كانت النتائج، فلن تتغير المواقف الإيرانية في ما يتعلق بالملف النووي والمضي قدما في استكمال السيطرة على تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم. «لا يجب أن نرى صلة بين اللقاء والحملة الانتخابية الإيرانية، ولا تدخل الانتخابات في إطار مشاغلنا، والأمر لا يعدو كونه استئناف الحوار مع طهران، من دون أن نتخلى عما نعتقد أنه مهم، وأن نقول بحزم ضرورة احترام القرارات الدولية»، برر شوفالييه.
أما كيف سقطت الحملة الانتخابية من حسابات تجميد الحوار مع طهران، فلا يمكن حسبانه من باب التسليم ببقاء محمود أحمدي نجاد في منصب الرئاسة، «لكن هناك فرقا»، كما يقول أريك شوفالييه، «بين متابعة الحوار، وبادرة رمزية وقوية باستئنافه».
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018