ارشيف من :أخبار عالمية

سيناريوهات ما بعد الانتخابات الإيرانية ومحور واشنطن - تل أبيب

سيناريوهات ما بعد الانتخابات الإيرانية ومحور واشنطن - تل أبيب

المحرر الاقليمي + وكالات

سيذهب الإيرانيون يوم 12 حزيران/يونيو الجاري إلى صناديق الاقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم واختيار من يتولى منصب الرئيس في إيران خلال الفترة القادمة، وحالياً برغم تعدد المرشحين، فإن الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد هو الأكثر احتمالاً لجهة الفوز في الانتخابات بما يتيح له البقاء لولاية رئاسية جديدة.

* المسرح الانتخابي الرئاسي:

قائمة المرشحين:

اعلن مجلس صيانة الدستورالإيراني يوم 20 أيار/مايو الماضي رسمياً قائمة المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية وتتضمن القائمة الأسماء التالية:

o مهدي كروبي

o مير حسين موسوي

o محمود أحمدي نجاد

o محسن رضائي

تقول المعلومات في الساحة الايرانية أن التنافس الانتخابي قد انحصر بين كل من:

o تيار الإصلاحيين ويمثله كل من مهدي كروبي ومير حسن موسوي.

o تيار المبدئيين ويمثله محمود أحمدي نجاد ومحسن رضائي.

تجدر الإشارة، إلى أن مفاعيل المنافسة الانتخابية ستحتدم أكثر فأكثر بين الأطراف الانتخابية، وبكلمات أخرى فقد كان من المتوقع أن يتضمن سيناريو المنافسة الآتي:

o تزايد شعبية تيار الإصلاحيين لو كان في القائمة المرشح محمد خاتمي.

o تزايد المنافسة داخل معسكر المبدئيين لو كان في القائمة المرشح أكبر هاشمي رفسنجاني الذي تم استبعاده من المنافسة بسبب تقدمه في السن.

بالتالي فقد أدى غياب خاتمي عن قائمة الإصلاحيين إلى ضعف موقفهم بسبب عدم وجود الشخصية القائدة التي تتمتع بالقوة الكاريزمية - الرمزية التي تؤهلها للوقوف في مواجهة مرشح المبدئيين احمدي نجاد الذي يتمتع بتفوق القدرة الكاريزمية - الرمزية.

والشيء ذاته بالنسبة لمعسكر المبدئيين فبالرغم من ترشح محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، فإنه لن يستطيع منافسة احمدي نجاد، فالوحيد الذي كان قادراً على ذلك هو رفسنجاني الذي لا زال يتمتع بالشعبية القوية وسط تيار المبدئيين.

وتشير آخر استطلاعات الرأي الإيرانية إلى احتمال تفوق الرئيس الحالي أحمدي نجاد على منافسه مير حسين موسوي، والسبب في ذلك يعود الى ضعف موقف المرشحين الآخرين، وإن المنافسة الانتخابية ستكون حصراً بين احمدي نجاد وموسوي مع ملاحظة تقدم نجاد بفارق كبير يعزز الاحتمال القائل بأن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد سيحصل على فرصة تجديد ولايته الرئاسية.

* محور واشنطن - تل أبيب وسيناريوهات ما بعد الانتخابات الإيرانية:

راهن محور واشنطن - تل أبيب على إمكانية أن تؤدي الضغوط إلى دفع الإيرانيين للوقوف إلى جانب الإصلاحيين، ولكن ما كان مفاجئاًَ ومخيباً لآمال هذا المحور أن الإيرانيين أصبحوا أكثر دعماً وتأييداً لتيار المبدئيين والسبب يتمثل في الآتي:

o تمسك الرأي العام الإيراني بأهمية المضي قدما في تنفيذ البرنامج النووي الإيراني السلمي، وقد أدت معارضة الإصلاحيين للبرنامج إلى انخفاض شعبيتهم في الشارع الإيراني.

o تزايد معاداة الرأي العام الإيراني لمحور واشنطن - تل أبيب بسبب الحرب الأميركية في العراق وأفغانستان والممارسات الإسرائيلية العدوانية في الشرق الأوسط، وقد أدى موقف الإصلاحيين المطالب بضرورة تقديم التنازلات لاسترضاء أميركا وحلفائها إلى انخفاض شعبيتهم في الشارع الإيراني.

راهن الإصلاحيون على التنمية الاقتصادية في ظل تعزيز العلاقات مع أميركا وبلدان الاتحاد الأوروبي وراهن المبدئيون على بناء القدرات النووية في ظل علاقات روسيا والصين وبلدان الشرق الأوسط.

الآن.. بدا واضحا أن رهان المبدئيين أصبح هو الأقرب للتحقق لجهة الفوز بجولة الانتخابات الرئاسية الإيرانية الجديدة.

* سيناريوهات السياسة الخارجية والسياسة الداخلية الإيرانية القادمة:

تتفاوت التوقعات إزاء شكل السياسة الخارجية الإيرانية في مرحلة ما بعد الانتخابات، وبرغم أن الرئيس احمدي جاد سيكون باقيا في منصبه فهناك بعض الخلافات حول احتمال استمراره في نفس التوجهات، ويمكن استعراض ذلك على خلفية المحددات الآتية:

o احتمالات أن يكون الرئيس احمدي نجاد قد أعد العدة لعقد صفقة أميركية - إيرانية حول العراق وأفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، وربما الخليج الفارسي والشرق الأوسط، وهي احتمالات ضعيفة لأن واشنطن لن تقبل بأن تقدم لإيران هذا الكم الضخم من التنازلات مقابل تنازل طهران عن برنامجها النووي السلمي.

o احتمالات أن يستمر الرئيس احمدي نجاد في موقعه هي الأكثر إمكانية للتحقق ولكن هناك بعض التوقعات التي تفيد لجهة احتمالات أن يسعى احمدي نجاد إلى عقد صفقة تتيح الآتي:

- أن يقبل محور تل أبيب - واشنطن بالتعايش مع البرنامج النووي الإيراني السلمي على غرار اعتبارات الأمر الواقع.

- أن تتعاون طهران مع واشنطن في الملف العراقي والملف الأفغاني والملف الشرق أوسطي.

هذا، وبرغم تعدد الاحتمالات والخلافات حول مكوناتها فإن سيناريو الضربة العسكرية ضد إيران لا زال يخضع لمسارين، الأول يتمثل في مسار الضربة الإسرائيلية ضد إيران في ظل حكومة نتانياهو الحالية، والثاني مسار الضربة الأميركية لإيران وهي غير ممكنة لأن الإدارة الأميركية الحالية تعارض تنفيذ الضربة.

وقد كشف الكاتب الأميركي الشهير تيم واينر، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـ "سي آي إيه" قد أخفقت بصورة كاملة في تحقيق أهدافها قبل وأثناء الحرب ضد العراق، كما فشلت في الحرب الأميركية ضد أفغانستان.

وأرجع الكاتب الأميركي هذا الفشل لجهل الاستخبارات المركزية الأميركية بثقافة شعوب المنطقة، وأعرب عن قناعته بأن الولايات المتحدة ستدفع ثمن هذه الأخطاء الإستراتيجية لفترة طويلة من الزمن.

وخلال ندوة صحافية عقدت على هامش معرض الكتاب الدولي في العاصمة البولندية وارسو، قال تيم وارنر: "فشل الـ "سي آي إيه" يعود كذلك إلى اعتمادها على التكنولوجيا وحدها، واعتقادها بأن قوة الولايات المتحدة ستحقق لها النصر".

وفي ما يتعلق بالمعلومات الكاذبة والمضللة التي حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل شن الحرب على العراق، قال واينر: "إن هذا الأمر يثير التساؤل حول قدرة وكالة الاستخبارات الأميركية على حماية أمن الولايات المتحدة".

- من الممكن أن يؤدي فشل المفاوضات الإيرانية - الأميركية إلى سعي واشنطن من أجل فرض المزيد من العقوبات ضد طهران، وتقول المعلومات أن الإدارة الأميركية حثت تل أبيب "على لسان روبرت غيتز وزير الدفاع الأميركي"، بضرورة صرف النظر عن الضربة العسكرية لأنها لن تقضي على البرنامج النووي الإيراني، ولأن أميركا لن تستطيع حماية إسرائيل من الضربات الانتقامية الإيرانية، إضافة إلى أنه حتى إذا نجحت إيران في الحصول على القنابل النووية فإن العقوبات الاقتصادية والحصار الكامل بلا شك سيدفعان إيران إلى تفكيك قدراتها النووية.

فقد اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما في وقت سابق ضرورة اعتماد بعض الحزم حيال الكيان الاسرائيلي حول حل الدولتين والاستيطان في الاراضي الفلسطينية وبدأت الصحافة الإسرائيلية في توجيه بعض الانتقادات لدبلوماسية أوباما.

وفي المقابل، رفض نتانياهو طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما التجميد المطلق لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، ووصفه بـ "غير المعقول".

وقال نتانياهو امام لجنة برلمانية في القدس المحتلة، بان حكومته لن تجمد الاستيطان في الضفة، مؤكدا مواصلة البناء والتوسع في المستوطنات الحالية لاستيعاب ما اسماه بـ "النمو الطبيعي للسكان".

وجدد اوباما رفضه حجة اسرائيل بالنمو الديموغرافي للفلسطينين لتبرير توسيع المستوطنات في الاراضي الفلسطينية، مضيفا ان الاتجاه العام في المنطقة سلبي جدا للمصالح الاميركية.

فقد استغل قادة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية التوتر المتصاعد مع إيران حول برنامجها النووي والتدريبات الإسرائيلية الضخمة لمواجهة خطر حرب صاروخية شاملة، فطرحوا مشروعا لاستضافة 530 ألف إسرائيلي من المدن والقرى باعتبار أن المستوطنات هي المكان الأكثر أمنا للإسرائيليين.

وكان العميد يوسي بيدتس، رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد عرض تقديرات جديدة أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وقال بإن قوة حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة تضاعفت مرتين لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، لذا فان تل ابيب ترى أن الخطر المحدق بشن حرب صاروخية على إسرائيل من عدة جبهات، بات أكبر من أي وقت مضى.

من جهتهم، قال قادة المستوطنين إنهم واثقون من أن إيران وسوريا، في حالة شنهم الحرب على إسرائيل، لن يطلقوا الصواريخ باتجاه الضفة الغربية لأنها ذات أكثرية سكانية فلسطينية، وحتى لو أنهم أطلقوا الصواريخ باتجاهها، فإن أضرارها ستكون قليلة أكثر من أية منطقة أخرى يعيش فيها مستوطنون، وذلك لأن المستوطنات منتشرة على مناطق واسعة جدا ووحداتها السكنية متناثرة ولا يوجد فيها اكتظاظ.

واضافوا: بناء على ذلك، فإن المستوطنات تغدو الأكثر أمنا وأمانا، ومن هنا، فإنهم يدعون المستوطنين الإسرائيليين إلى القدوم إليها في حالة الحرب.

وجاء في الدعوة، أن المستوطنين مستعدون لاستضافة 530 ألف ضيف في بيوتهم وفي المباني العامة القائمة في مستوطناتهم وتوفير الغذاء والشراب لهم لعدة شهور، ومن لا يصدق أن المستوطنين قادرون على ذلك، يدعونهم إلى القدوم الى المستوطنات والتيقن بأنفسهم مما يقولون.

واعتبرت هذه الدعوة بمثابة صفعة للجيش الإسرائيلي الذي يجري تدريبات للمستوطنين والمؤسسات العامة لمواجهة خطر إطلاق الصواريخ على إسرائيل من عدة جبهات في آن واحد (لبنان وإيران وسورية وغزة).

فمع أن غرض المستوطنين هو الترويج لمشروعهم الاستيطاني الاستعماري وليس محاربة الجيش، إلا أن مفاده الأساسي هو أن جيش الاحتلال لن يحمي الإسرائيليين كما يحميهم المستوطنون.
 
 
 

2009-06-03