ارشيف من :أخبار عالمية

السلطة ترى في خطاب أوباما «بداية جيدة» وحمـاس والجهـاد: مـاذا عـن محـرقة غـزة؟

السلطة ترى في خطاب أوباما «بداية جيدة» وحمـاس والجهـاد: مـاذا عـن محـرقة غـزة؟
السفير 
 

انقسم الفلسطينيون في قراءة خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما في جامعة القاهرة امس. ففيما اعتبرت فصائل المقاومة ان الكلمة لم تقدم أي تغيير جوهري في السياسة الاميركية، وانها تجاهلت «المحرقة» الاسرائيلية في غزة، رأت السلطة الفلسطينية ان الخطاب يمثل «بداية جديدة».

وأصدرت الفصائل الفلسطينية في دمشق، بيانا أكدت فيه انها «لا تعتبر أن هناك تغييرا جوهريا في السياسة الأميركية، وترفض البحث في أية شروط أو التزامات قبل انتهاء الاحتلال الصهيوني، وتطالب أبناء الأمتين العربية والإسلامية بعدم الانخداع بما طرحه اوباما». ورأت ان الخطاب «يأتي في سياق محاولة إجراء مصالحة مع العالم الإسلامي.. وهي محاولة للتضليل ولمزيد من الأوهام والادعاءات الأميركية لتزيين صورتها العدوانية في الدول العربية والإسلامية».
من جهتها، اعتبرت حركة حماس ان خطاب الرئيس الاميركي «فيه كثير من المتناقضات، وان كان يحمل تغيرا ملموسا في حديثه وفي سياسته». وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم «هذا الخطاب دغدغة للعواطف ومليء بالمجاملات وكان معنيا بشكل كبير جدا بتجميل وجه اميركا امام العالم». واضاف ان الخطاب «فيه كثير من المتناقضات وان كان يحمل تغيرا ملموسا في حديثه وفي تصريحاته وفي سياسته».

وتابع برهوم ان «هذه المتناقضات أتت في إطار انه قال ان حماس مدعومة من الشعب الفلسطيني، وفي اللحظة نفسها لم يتكلم عن احترام شرعية حماس التي جاءت بالاختيار الديموقراطي». وقال ايضا ان «اوباما أشار في حديثه الى محرقة اليهود التي تسببت بها النازية.. «ولم يتكــلم عن محرقة (قطاع) غزة التي سبــبها الاحتلال الاسرائــيلي، وهذا إخفــاء للعدوان ونتائجه المستـمرة علــى شعبنا».

ولفت برهوم الى ان اوباما «تكلم عن سياسة اميركية جديدة، ولكن لم يعتذر عن السياسات الاميركية الخاطئة التي دمرت العراق وافغانستان بل كان مبررا لسياسة (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش التي دمرت الشعب الفلسطيني».

ورأت حركة الجهاد الإسلامي ايضا، ان الخطاب لم يتضمن تغييرا جوهريا في سياسات واشنطن. وقال القيادي داوود شهاب «الخطاب ارتكز على فرض إسرائيل كدولة قومية لليهود واعتبارها جزءا من المنطقة، وربط حدوث الاستقرار والتنمية في المنطقة بالاعتراف بها والتطبيع معها». وطالب العرب بعدم الاستجابة للضغوط الأميركية «التي تبدو ناعمة هذه المرة» على اعتــبار ان الخطاب «مجرد خطاب عاطــفي ووعود تعلو عليها اصوات الجــرافات التي تبني المستوطنات وتهــود القدس».
في مقابل ذلك، اعتبرت السلطة الفلسطينية ان خطاب اوباما يمثل «بداية أميركية جديدة ومختلفة ورسالة واضحة للإسرائيليين». وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، ان «استعداد الرئيس اوباما للشراكة والاستماع وبناء الثقة ومواجهة التوتر، وحديثه عن معاناة الفلسطينيين، وأن الوقت قد حان لبناء الدولة الفلسطينية، هو الخطوة الأولى والأساسية والضرورية لبناء سلام عادل وشامل في المنطقة».

وأضاف أبو ردينة «نحن نرى أن ما قاله اوباما في خطابه، يجب أن تأخذه إسرائيل على محمل الجد»، معتبراً أن دعوة اوباما إسرائيل لوقف الاستيطان وبناء الدولة، وأن القدس المحتلة «للمسلمين والمسيحيين»، هي «رسالة واضحة، بأن على إسرائيل أن تختار بين السلام واستمرار التوتر، وهذه القاعدة التي يجب أن ننطلق منها».
وتوقع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ان تعلن الادارة الاميركية خلال اشهر خطة لتنفيذ خريطة الطريق من اجل تسوية سلمية في الشرق الاوسط. وقال «اتوقع ان تطرح الادارة الاميركية خطة خلال اشهر لتنفيذ خطة خريطة الطريق وان تنشر فرق رقابة على الارض لتنفيذ حل الدولتين».
واضاف «يجب ان تتحمل الادارة الاميركية مسؤولياتها بإلزام اسرائيل افعالا على الارض»، معتبرا ان خطاب اوباما «هو اول محاولة جدية لتحديد العلاقة بين المسلمين والعرب مع الغرب منذ مئات السنين».

في هذا الوقت، اعتصم عشرات من أطفال قطاع غزة على معبر رفح الحدودي مع مصر، مطالبين الرئيس الأميركي بالعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة المستمرّ منذ نحو ثلاث سنوات. وتجمّع الأطفال بالقرب من المعبر، بدعوة من «اللجنة الوطنية العليا لإحياء فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية»، تحت عنوان «رسالة أطفال فلسطين لأوباما»، بالتزامن مع الخطاب الذي ألقاه. كما تظاهر مئات الفلسطينيين في قرية بلعين في الضفة الغربية مطالبين اوباما بالضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان.

2009-06-05