ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: ما لم يقله أوباما

كتب محمد يونس
تسمر العالمان العربي والإسلامي أمس أمام شاشات التلفزة للاستماع إلى ما سيقوله الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، بعدما أشاع أنه يحمل مقاربة جديدة لقضايا المنطقة وعلاقات بلاده مع دولها، وقد أخذتهم حماسة المصدقين لهذه الشائعات فأوعزوا لآذانهم بضرورة إمرار الكلام الأوبامي من بوابة التفاؤل.
ظهر الرجل واعتلى منصة جامعة القاهرة وبدأ الكلام بمعسوله، وغاص في الاستعانة بمفردات إسلامية توّجها ببعض آيات من الكتاب الحكيم، فأُطربت الآذان واسترخت العقول بعدما خُيّل إليها أن ما قيل عن الخطاب ليس إشاعات بل حقائق، وعلا التصفيق الذي ما غاب طوال الكلمة، والكل كان ما زال منتشياً مما سمعه واعدا النفس بالمزيد.
وفجأة استدار الرئيس الأميركي ليترك المنبر بعد أن أنهى الكلام المراد في هذا المقام، تنبهت العقول فالمفترض أن الكلام لم ينته بعد، تحدث أوباما عن المحرقة اليهودية مؤنبا من ينكرها، لكنه لم يتحدث عن اغتصاب فلسطين وطرد سكانها وأهلها، تحدث عن ضرورة نبذ الفلسطينيين لما أسماه العنف في سبيل تحقيق أهدافهم وأغفل الحديث عن طائرات الإسرائيليين ودباباتهم وهي تقتل البشر وتجتاح الحجر.
تحدث عن حق إسرائيل في الوجود لكنه لم يتحدث عمن أعطاها هذا الحق في فلسطين، أو كيف أعطيت هذا الحق وعلى أي أساس، تحدث عن الحفاظ على حقوق الأقليات في العالم العربي والإسلامي وضرورة حماية التنوع الديني فيهما، لكنه لم ينبس ببنت شفة عن القوانين الإسرائيلية التي تحكي عن يهودية إسرائيل وتجرم كل من ينكر هذه اليهودية.
تكلم عن الديمقراطية وعن عدم أحقية أي دولة بفرض نظام على أي دولة أخرى، لكنه لم يقل لنا لماذا حوربت حكومة حماس التي انتخبها الشعب الفلسطيني في انتخابات شهد بنزاهتها كل العالم.
قال عن ضرورة عدم امتلاك إيران أي سلاح نووي، ثم تجاهل الترسانة النووية في الكيان الصهيوني، متغافلا عن أن هذا الكيان لا يخضع لأي قيود أو إجراءات دولية ويرفض الانضمام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أو التوقيع على أي اتفاقات تخضع ما يمتلكه لأي مراقبة أممية.
هذا غيض من فيض ما أفصح به أوباما وما أغفله وتجاهله، فهل ما زال هناك شك في توجهات هذا الرجل وخططه للمنطقة؟
الانتقاد/ العدد1349 ـ 5 حزيران/ يونيو 2009
تسمر العالمان العربي والإسلامي أمس أمام شاشات التلفزة للاستماع إلى ما سيقوله الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، بعدما أشاع أنه يحمل مقاربة جديدة لقضايا المنطقة وعلاقات بلاده مع دولها، وقد أخذتهم حماسة المصدقين لهذه الشائعات فأوعزوا لآذانهم بضرورة إمرار الكلام الأوبامي من بوابة التفاؤل.
ظهر الرجل واعتلى منصة جامعة القاهرة وبدأ الكلام بمعسوله، وغاص في الاستعانة بمفردات إسلامية توّجها ببعض آيات من الكتاب الحكيم، فأُطربت الآذان واسترخت العقول بعدما خُيّل إليها أن ما قيل عن الخطاب ليس إشاعات بل حقائق، وعلا التصفيق الذي ما غاب طوال الكلمة، والكل كان ما زال منتشياً مما سمعه واعدا النفس بالمزيد.
وفجأة استدار الرئيس الأميركي ليترك المنبر بعد أن أنهى الكلام المراد في هذا المقام، تنبهت العقول فالمفترض أن الكلام لم ينته بعد، تحدث أوباما عن المحرقة اليهودية مؤنبا من ينكرها، لكنه لم يتحدث عن اغتصاب فلسطين وطرد سكانها وأهلها، تحدث عن ضرورة نبذ الفلسطينيين لما أسماه العنف في سبيل تحقيق أهدافهم وأغفل الحديث عن طائرات الإسرائيليين ودباباتهم وهي تقتل البشر وتجتاح الحجر.
تحدث عن حق إسرائيل في الوجود لكنه لم يتحدث عمن أعطاها هذا الحق في فلسطين، أو كيف أعطيت هذا الحق وعلى أي أساس، تحدث عن الحفاظ على حقوق الأقليات في العالم العربي والإسلامي وضرورة حماية التنوع الديني فيهما، لكنه لم ينبس ببنت شفة عن القوانين الإسرائيلية التي تحكي عن يهودية إسرائيل وتجرم كل من ينكر هذه اليهودية.
تكلم عن الديمقراطية وعن عدم أحقية أي دولة بفرض نظام على أي دولة أخرى، لكنه لم يقل لنا لماذا حوربت حكومة حماس التي انتخبها الشعب الفلسطيني في انتخابات شهد بنزاهتها كل العالم.
قال عن ضرورة عدم امتلاك إيران أي سلاح نووي، ثم تجاهل الترسانة النووية في الكيان الصهيوني، متغافلا عن أن هذا الكيان لا يخضع لأي قيود أو إجراءات دولية ويرفض الانضمام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أو التوقيع على أي اتفاقات تخضع ما يمتلكه لأي مراقبة أممية.
هذا غيض من فيض ما أفصح به أوباما وما أغفله وتجاهله، فهل ما زال هناك شك في توجهات هذا الرجل وخططه للمنطقة؟
الانتقاد/ العدد1349 ـ 5 حزيران/ يونيو 2009