ارشيف من :أخبار لبنانية
أهالي التبانة وجبل محسن:عدنا الى نقطة الصفر ومن يعوض علينا

خاص "الانتقاد.نت" ـ فادي منصور
![]() |
موقع "الانتقاد.نت" قام بجولة ميدانية في منطقتي جبل محسن والتبانة وتوقفنا عند بعل الدراويش حيث الكثافة السكانية التي تجمع طرفي النزاع وحيث الدمار الهائل الذي لحق بالابنية السكنية التي لا يمكن احصاء حجم الخسائر المادية .
"طفح الكيل وسئمنا من جولات العنف المتكررة، وملّلنا من قرارات وقف إطلاق النار"، بهذه الكلمات عبر بعض الشبان الذين التقيناهم صدفة في بعل الدراويش حيث جرى نقاش حاد بين الطرفين في جلسة ساخنة خرج بعدها الطرفان باتفاق على ان السياسيين هم من يتحملون المسؤولية الكاملة عما جرى لمناطقهم، "حيث ضقنا ذرعا بتداعيات المواجهات المسلحة التي ألحقت الخسائر الفادحة في منازلنا ومحلاتنا التجارية حرقا وتدميرا"، "حتى قضت على كل المقدرات والمرافق وأوجه الحياة في منطقة كانت تعتبر من أهم المناطق الاقتصادية في مدينة طرابلس" وفق تعبير الشيخ أيمن خرما الذي قال لـ"الانتقاد.نت": " في كل استحقاق سياسي، يجب أن يكون هناك بؤرة أمنية لتتحرك، ويبدو ايضا أن السياسيين وصلوا الى قناعة بان البؤرة التي تتوفر فيها الشروط المطلوبة والأرخص ثمنا هي التبانة".
عاد الهدوء الى طبيعته إلا ان نفوس المواطنين لم تهدأ وما زال الخوف مسيطرا على نفوس الامهات اللواتي تفقدن منازلهن ,وقالت فاطمة الرفاعي لـ"الانتقاد.نت" بأنها لن تعود الى منزلها هذا الاسبوع الا بعد أن تتأكد من ان المعارك توقفت بشكل كامل لأنها ملت من الهروب في جنح الظلام, وأولادها الاطفال لم يعودوا يتحملون تلك المشاهد التي تتكرر يوميا على مدى شهرين متتاليين داعية الوزراء والنواب الى ان يقضوا ليلة واحدة في التبانة مع أولادهم ليعرفوا قيمة الحياة والعيش كم هو صعب وقاس هنا .
طفح الكيل وسئمنا من جولات العنف المتكررة، وملّلنا من قرارات وقف إطلاق النار |
المحلات التجارية فتحت أبوابها في الشوارع الداخلية في التبانة وجبل محسن، وكذلك في شارع سوريا ، لكن الجمود بقي مسيطرا على الحركة العامة .
وما يريح الوضع أكثر هو عودة الورش الفنية التي تقوم بإصلاح الاعطال اللاحقة بخطوط الكهرباء والبنى التحتية المختلفة، ما أشاع بعضا من اجواء الطمأنينة بشكل عام في نفوس الاهالي الذين قالوا لـ" الانتقاد.نت" بأن المسألة يبدو انها هذه المرة جدية وان المعارك فعلا ستهدأ أو على الأقل بأننا سنشهد هدنة ربما تكون طويلة الأمد نوعا ما .