ارشيف من :أخبار عالمية

لمـن ينتخـب الشـباب الإيـراني؟

لمـن ينتخـب الشـباب الإيـراني؟
يعلّق الشباب في إيران آمالا كثيرة على الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 12 من حزيران الحالي. وبين المؤيدين للمرشح الرئيس محمود أحمدي نجاد وبين الرافضين «للمتشدد»، يشكّل صوت الشباب نقطة حاسمة في اختيار المرشحين، وذلك وفقاً لما ستبلغ درجة الاقتراع من قبلهم.
ويمثل الناخبون الشبان كتلة ضخمة في ايران، ساعدت الرئيس السابق محمد خاتمي في الفوز بالانتخابات في عامي 1997 و2001.
لاستهداف شريحة الشباب، يتودد المرشحون الاربعة الى هذه الشريحة من خلال إرسال الخطب والرسائل الانتخابية، مستفيدين من الدور المهم لمواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل موقع «فايس بوك». وكانت السلطات حجبت في ايار الماضي موقع «فايس بوك» لبضعة أيام، ما كشف عن قلق الحكومة من تأثيره على الناخبين. وهناك أكثر من 150 الف عضو ايراني على هذا الموقع.
قد يتوقف مصير احمدي نجاد السياسي على نسبة مشاركة الناخبين الشباب الذين يميلون للتيار الاصلاحي. يذكر ان ملايين الايرانيين الذي يؤيدون هذا التيار احجموا عن المشــاركة في انتخابات عام 2005، بعد ان خاب أملهم بسبب عرقلة المتشددين للمبادرات الليبرالية للرئيس خاتمي.
تقول منة صدقاتي (25 عاما) وهي طالبة تدرس علم الاجتماع في جامعة طهران، «سأدلي بصوتي لكن هذا فقط لأنني أريد أن أرى اي أحد يفوز الا احمدي نجاد. لقد خرب البلاد.»

وتساءلت صدقاتي التي كانت ترتدي حجابا فضفاضا احمر اللون «كيف اشعر بالأمــان في حين يسمح رئيس دولة بإلقاء القبض على النساء بسبب ما يرتدينه»، مشيرة الى ان «كل الآمال مثل الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي ثارت في عهد خاتمي تحطمت.»
وكان خاتمي يعتزم خوض الانتخابات مجددا لكنه انسحب في ما بعد لصالح مير حسين موسوي. وقد فاز فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية في عامي 1997 و2001. وقالت صدقاتي ان «الشبان الإيرانيين فقدوا حماستهم وحيويتهم منذ عام 2005.»

وفي أواخر التسعينيات أسّس الطلبة جبهة لدعم خاتمي، لكن كثيرين فقدوا حماستهم حين لم تتحقق الإصلاحات.
ويرجّح محللون أن تنقسم الاصوات المناهضة لأحمدي نجاد بين المنافسين المعتدلين وهما رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي.

وتزين صور موسوي وكروبي سيارات الشبان المنتمين للطبقة المتوسطة في شمال طهران والحريصين على منع احمدي نجاد من الفوز، خشــية أن يضع ايران على مســار تصــادمي مع الغــرب وأن يقلــص اكــثر مــن الحــرية الاجتماعية.
التقى كروبي وهو رجل الدين الوحيد الذي يخوض سباق الرئاسة، مع أشــهر مطرب لموسيقى الراب في إيران ساسي مانكان.
ويواجه نجاد أيضا منافساً محافظاً هو قائد الحرس الثوري السابق محسن رضائي.

من جهة ثانية، يتمتع نجاد بقاعدة دعم كبيرة بين شبان معجبين بخطابه الذي ينطوي على تحد، في ما يتعلق بالقضية النووية وأسلوب حياته البسيط وتفانيه في الإسلام الى جانب تعهداته بتحقيق العدالة الاجتماعية.
ويقول محمد رضا باقري (24 عاما) وهو عضو في مجموعة «الباسيج»، «سأصوت لنجاد لأن سياساته في الأعوام الأربعة السابقة كانت عودة للقيم الأساسية للثورة الإسلامية.»


وأضاف باقري، خريج الدراسات الإسلامية، ان «احمدي نجاد بطل... وقف ضد من كانوا أعداء ايران لسنوات لكنه في المقابل صادق دولا أخرى» مشيرا الى العلاقات التي أقامها الرئيس مع أعداء الولايات المتحدة مثل فنزويلا وبوليفيا.
ووصف محلل سياسي ايراني طلب عدم نشر اسمه، الانتخابات بأنها استفتاء نجاد. وقال ان «بعض الناس خاصة بين الشبان يؤيدونه والبعض لن يـدلوا بأصواتهم الا ليمنعوا انتخابه مرة أخرى.»

ويعتبر إصلاحيون وحتى بعض المحافظين ان الرئيس لم يف بوعوده ولاموه في ارتفاع معدلات البطالة والتضخم التي وصلت نسبتها حوالى 18 في المئة.
لكن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اشاد مرارا بحكومة نجاد، وحث الناس على انتخاب مرشح مناهض للغرب.
ومن الممكن أن يقود هذا التأييد الواضح الى حشد المحافظين وراء نجاد، لكنه قد يأتي ايضا بنتائج عكسية اذا استغل الناخبون الرافضون الفرصة لتحدي المؤسسة الدينية لإيران.
ويضيف المحلل السياسي ان «القيود المفروضة حشدت الشبان والنساء ضده، إنهم يخشون من أن يعرضهم انتخابه لفترة ثانية لمزيد من الضغط.»

2009-06-09