ارشيف من :أخبار عالمية

السيد عمار الحكيم من دمشق: لا قواعد أمريكية في العراق، والقوات الأجنبية يجب أن تخرج عند انتهاء مهمتها

السيد عمار الحكيم من دمشق: لا قواعد أمريكية في العراق، والقوات الأجنبية يجب أن تخرج عند انتهاء مهمتها
دمشق ـ راضي محسن
نفى السيد عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي أن تكون الأجواء السائدة الآن تساعد على إبرام اتفاقية أمنية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة، وقال في مؤتمر صحفي عقده في دمشق الأربعاء "إن الأجواء الفعلية وظروف العراق والولايات المتحدة لا تسمح بتوقيع اتفاقية أمنية دائمة"، وأوضح أن ما يجري البحث عنه هو تحديد إطار العلاقة بين البلدين كإيجاد ورقة بروتوكولية بينهما، مشدداً في الوقت نفسه على رفض العراقيين لبقاء القواعد الأمريكية في بلادهم بعد انتهاء أسباب الوجود العسكري الأجنبي
والسيد عمار الحكيم هو نجل السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وكان وصل دمشق الثلاثاء قادماً من القاهرة في زيارة رسمية، التقى خلالها الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع.

الرئيس الأسد: تحقيق استقلال العراق الكامل يكون من خلال انسحاب القوات الأجنبية منه. 

وقال بيان رئاسي سوري إن لقاء الرئيس الأسد والسيد الحكيم تناول "العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين سورية والعراق وسبل توطيدها في جميع المجالات". وذكر البيان أن " الرئيس الأسد اطلع من الحكيم على آخر التطورات في الساحة العراقية حيث أكد السيد الرئيس دعم سورية للعملية السياسية الجارية في العراق ووجوب تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي بما يحفظ وحدة العراق وسيادته وأمنه واستقراره وصولاً إلى تحقيق استقلاله الكامل من خلال انسحاب القوات الأجنبية منه".
ولوحظ أن البيان الرئاسي السوري وصف القوات الأميركية في العراق بأنها "قوات أجنبية" ولم يذكرها على أنها "قوات احتلال".
ونقل البيان عن السيد الحكيم تعبيره "عن تقديره الكبير لمواقف سورية الداعمة للعراق حكومة وشعباً ولما تتحمله من أعباء نتيجة استضافتها للمهجرين العراقيين".
ورداً على سؤال يتعلق بالسيادة العراقية في ظل الاحتلال قال السيد الحكيم في المؤتمر الصحفي إن "العراق منحاز لسيادته الوطنية ومستعد لأن يضحي بكل شيء إلا السيادة وهناك إجماع وطني عراقي للحفاظ على السيادة"، وأعلن أنه "لا قواعد أمريكية في العراق، هذا قرار مجمع عليه بين العراقيين (...) لا يشرف أي عراقي أن يتواجد على الأراضي العراقية أي جندي أجنبي...والقوات الأجنبية يجب أن تخرج من الأراضي العراقية عند انتهاء مهمتها"، ونوه في هذا السياق بجدية العراقيين في العمل على اخراج بلدهم من الفصل السابع لميثاق الامم المتحده.
 السيد الحكيم: لا يشرف أي عراقي أن يتواجد على الأراضي العراقية أي جندي أجنبي.
لكن السيد الحكيم أشار في الوقت نفسه إلى وجود "فراغ أمني ويحتاج الأمر إلى شيء من الوقت لإكمال جاهزية القوات العراقية".وأضاف أنه "لا يوجد طلب لبقاء مفتوح للقوات الأجنبية في العراق، وإنما هذا البقاء يمدد لسنة واحدة ثم ينظر به".
ورداً على سؤال يتعلق بجماعات المقاومة المناهضة للاحتلال الأمريكي في العراق ، قال الحكيم "أعتقد أن السلاح يجب أن يُحصر في الحكومة ومؤسساتها وأي تقدير للدفاع عن الوطن هو من مسؤولية الحكومة المنتخبة".
وأضاف منتقداً ومستنكراً إن "جماعات مسلحة تأتي هنا وهناك تحت يافطة حماية البلد لكنها في الواقع تستهدف المواطنين الابرياء في دور العبادة وساحات العمل، وكل ذلك يُصنف من قبل من يقوم به على أنه مقاومة".
ورداً على سؤال يتعلق بموضوع الفيدرالية ومعارضة هذا الموضوع من قبل بعض التيارات العراقية قال نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي إن الفيدرالية ليست نظرية لتكون مثار جدل إنما هي حقيقة دستورية نص عليها الدستور الذي صوت له 80 في المئة من الشعب العراقي، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على أن المجلس الأعلى "لن يقدم على أي خطوة من شأنها أن تربك وحدة العراق" مشيراً إلى انفتاح المجلس على الأطراف المعارضة للفيدرالية "وخير شاهد على ذلك أننا أجلنا تنفيذ هذه الفكرة (الفيدرالية)  للمزيد من التشاور والتدارس معها"،
وعن العلاقة بين مختلف التيارات السياسيه في العراق قال السيد الحكيم إن هناك " قواسم مشتركة تجمع العراقيين بمختلف مكوناتهم في مقدمتها الانتماء للوطن والمصالح الكبيرة التي تجمعهم غير أن ذلك يحتاج إلى تنظيم وإطار وثوابت ومبادىء معينة وشراكة حقيقية لا يستثني فيها أي طرف عن القرار السياسي".
وأضاف: إن العراقيين تجاوزوا الكثير من هواجس الماضي تجاه المستقبل وهناك المزيد من الثقة والتواصل الآن للجلوس على طاولة واحدة والنظر إلى مصالح العراق ووحدته وهويته وعروبته مع احترامنا وتقديرنا للقوميات الأخرى التي تشارك في هذا الوطن.
وعلى حين رفض أن يكون العراق "ضمن سياسة المحاور الاقليمية " فإن السيد الحكيم شدد على أهمية تطوير وتمتين علاقات بلاده الإقليمية والدولية وفي مقدمتها علاقات العراق مع الدول العربية.
 الفيدرالية حقيقة دستورية والمجلس الأعلى لن يقدم على أي خطوة من شأنها أن تربك وحدة العراق.
ووصف السيد الحكيم إيران بأنها بلد "صديق" للعراق، وقال إن "هناك حدود طويلة مع إيران وتاريخ طويل، ولا يمكن أن ننكر التاريخ والجغرافيا والمصلحة تقتضي بناء أفضل العلاقات مع كافة الدول، ونحن نريد أن نبني أفضل العلاقات مع دول الجوار ومنها إيران".
كما أشاد السيد الحكيم بوجود "إرادة سياسية في سورية من أجل تطوير علاقاتها مع العراق سياسياً واقتصادياً وأمنياً"، وأشار إلى " آفاق واسعة للتعاون" بين البلدين ودعا الشركات السورية إلى أخذ دورها في إعمار العراق، منوهاً بـ"احتضان سورية للاجئين العراقيين وتحملها الأعباء جراء وجودهم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها".
وقال السيد الحكيم: إن سورية ومن موقعها كرئيسة للقمة العربية تتحمل المسؤولية في الملفات العربية بشكل مضاعف الأمر الذي يجعلها قادرة على لعب دور إيجابي في تعزيز العلاقات بين العراق والدول العربية.
ونوه السيد الحكيم بنتائج مباحثاته مع الرئيس الأسد "فقد اتسم لقاؤنا بالصراحة والشفافية وتمَّ خلاله بحث الملفات الأساسية على الساحة العراقية، وسمعنا من الرئيس الأسد مايثلج الصدر وشعرنا بأن هناك تفهماً كبيراً وإرادة سياسية ورغبة لتعزيز العلاقات بين البلدين اللذين تجمعهما العلاقات التاريخية والجغرافية وتشابك المصالح في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية".
 إيران بلد صديق ولا يمكن أن ننكر التاريخ والجغرافيا والمصلحة تقتضي بناء أفضل العلاقات معها.
ورداً على سؤال عما إذا كان الهدف من جولته هو تحقيق المزيد من الانفتاح على الدول العربية قال السيد الحكيم "إن عروبة العراق واقعٌ وتاريخٌ وسلوكٌ وأداءٌ وليست في سطر معين يشير الى أن العراق عضو مؤسس في الجامعة العربية".
بدوره، قال هادي العامري مسؤول لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي المرافق للسيد الحكيم في زيارته لدمشق: إن هناك شروطاً وضعها الجانب العراقي للقبول بأي اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة، وهي أن "لا تمس الاتفاقية بسيادة العراق، وأن تتميز بالشفافية بحيث لا يكون هناك ملحقات سرية، وأن تحصل هذه الاتفاقية على إجماع وطني ".
ورأى العامري أن "الاحتلال في العراق أمر واقع" وأشار إلى أن الجانب العراقي بحث مع الولايات المتحدة "جدولة انسحاب القوات الأجنبية، وموضوع تنظيم بقاء القوات وفقاً للقانون، وما يهمنا أن مسألة تحديد بقاء هذه القوات تتم بأمر من الحكومة العراقية فهي التي تتخذ القرار بجدولة الانسحاب، ولن يكون هناك قانون يعطي هذه القوات الغطاء للبقاء".
ورفض العامري تسميه القوات الاجنبية التي ستبقى في العراق "بالقواعد الأمريكية مؤكداً أنها "عباره عن معسكرات موقتة".
2008-07-31