ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: هبوا من أجل القدس

خلف القناع: هبوا من أجل القدس
مصطفى خازم
قبل أيام وصلتني رسالة على البريد الالكتروني، وهي من موقع "دبكا فايلز" الصهيوني المعروف بقربه من الاستخبارات الإسرائيلية. وللوهلة الأولى اعتقدت انها تعليق على إعلان عربي تبثه إحدى الدول، لكن بعد التمعن فيه وقراءة النص الكامل تبين أنه دعوة من جماعة متطرفة تدعو الى الوقوف خلف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وعدم الاكتراث الى كلام رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما حول حل الدولتين وتقسيم القدس.
وزاد كاتبو المقال ـ الإعلان إيغالاً في شرح خطورة ما يدعو اليه أوباما، مقتبسين مقاطع من خطابه في جامعة القاهرة.
ونبه كاتبو المقال ـ الإعلان إلى أن طرح أوباما يعني تحويل القدس الى جنة "للإرهابيين"، اضافة إلى ما قالوا انه تمييع في موضوع نقل السفارة الاميركية الى القدس.
"لا تتردد، ولا ترتكب الخطأ، حرض أهلك والأقارب والأصدقاء لتوقيع عريضة "القدس موحدة"..
هكذا يختم الاعلان.
يتوقف المتابع امام إعلان كهذا: ماذا نفعل نحن العرب، ومدعو الشهامة والكرامة، مقابل كل هذا الجهد اليومي الذي يبذل على صعيد تهويد القدس وتنقية "عرق" المدينة، ليحكموا السيطرة عليها؟!
ماذا فعل القابض على قاهرة المعز، أو حامي الجامعة العربية، أو إمام لجنة القدس في الرباط؟! نشر إعلان مبادرة "السلام" في صحف العدو والترويج لها!! التي قال عنها آخر ملوك "اسرائيل" آرييل شارون انها لا تساوي الحبر الذي كُتبت به.
مضحكة مبكية حال هذه الأمة.
عدونا يعمل بكل طاقاته ليقبض على فلسطين من خلال تهويد القدس وطرد أهلها، وما الإنذارات اليومية التي تصل الى بيوت المقدسيين الا أولى السهام من الحملة الاولى.
حتى متى سنبقى ننتظر؟ ليصبح كل أهل القدس على قارعة الأمم، يبحثون عن ملجأ ربما في البرازيل؟!!
أو ننتظر موقفاً من سمو الفلان، او العاهل العلا؟!
ممنوع على ايران دعم فلسطين.. ممنوع على المقاومة دعم الانتفاضة.. بل تصبح النجدة خيانة وتهمة!
يا أهل غزة، يا أهل القدس، يا أهل مكة، يا أهل الجزائر، يا أمة المليار..
إن ذهبت القدس فلا قدس لكم بعد اليوم، سيدخل الصهاينة دوركم، وسيرمون بكم خارج بلدانكم.. وعلى الدنيا السلام.
هبوا من أجل القدس..
لا تعولوا على أي متحدث نمق كلامه ليقدم نفسه شيخاً للطريقة، ولو دخل المسجد حافي القدمين.
أوباما قال من القاهرة روابطنا مع "اسرائيل" لا تنكسر.. والصهاينة يعلمون ذلك جيداً.
هذا هو لب القصيد.
أعدوا لهم ما استطعتم.. كي لا تضيع البقية.
الانتقاد/ العدد 1350 ـ 12 حزيران/ يونيو 2009
2009-06-12