ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: هموم صيفية

نقطة حبر: هموم صيفية
حسن نعيم
إذا كان العنوان الأبرز للصيف في بلادنا هو الحر مترافقاً مع انقطاع التيار الكهربائي، فإن مشاريع الصيف غالباً ما تتبخر مع ارتفاع درجة الحرارة. نحن بهذا المعنى شعوب غير صيفية، إننا أقرب إلى الشتاء. يمكنك أن تقرأ في ملامح وجوهنا لوحات خريفية. وإن شئت القول إننا شتويون فلا بأس، ففي عيون أطفالنا ـ مساجين الشقق السكنية ـ أمطار الضجر, وفي وجوه نسائنا عواصف لا تلبث أن تولول عند أدنى العقبات.
ونحن كوزاراتنا نقول كثيراً ونفعل ...
ترانا مع بداية كل صيف نخطط لمشاريع صيفية وردية ولا تلبث العين البصيرة واليد القصيرة أن تذهب بها أدراج الريح.
الجمعيات الكشفية والشبابية تحاول فتح ثغرة ما في هذا الجدار، لكن إلى أي مدى استطاعت أن تملأ جعبة الصيف بالثمار؟ أمرٌ نتركه للتجربة.
من نافل القول ان إحياء الصيف لا يقتصر على الجانب الترفيهي، فالترفيه الذي لا تلازمه المعرفة وتنمية المدارك والمعارف هو في عصرنا استنزاف للوقت وهدر للجهد، في زمنٍ يمكننا فيه القول ان ما لا يتقدم يتأخر.
من هنا لا يمكننا إلا أن نثني على النشاطات التي تقوم بها جمعية القرآن الكريم وجمعية كشافة المهدي (عج) وغيرهما من الجمعيات التي تجمع ـ في المخيمات الصيفية ـ بين المعرفة والترفيه، الأمر الذي يعود بالفائدة على أجيالنا المتعطشة لكلا الأمرين.
تستحق هذه الجمعيات الشكر والتقدير والدعم، ففي ظل شعار العين البصيرة واليد القصيرة ليس لنا إلاّ هذه الجمعيات التي تضيء شمعة في ظلام هذا النفق الذي تنمو فيه  الرذيلة والثقافة المادية والاستهلاكية والإباحية، وبات بإمكاننا اليوم ـ خصوصاً بعد الانتخابات النيابية الأخيرة ـ إضافة عناوين ظلامية جديدة، كالعصبية الطائفية والمذهبية والعنصرية.
الانتقاد/ العدد 1350 ـ 12 حزيران/ يونيو 2009
2009-06-12