ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: وباء الأنفلونزا

باختصار: وباء الأنفلونزا
محمد يونس
رفعت منظمة الصحة العالمية مرض أنفلونزا الخنازير الذي يشغل العالم منذ فترة إلى درجة الوباء العالمي ليكون أول وباء أنفلونزا عالمي منذ 41 سنة، ولكن برغم ذلك يشدد أكثر من مصدر طبي على أن هذا الوباء ليس خطيراً، بل يمكن معالجته في المنازل بكل سهولة، وقد ردوا أسباب إعلانه وباء عالميا إلى سرعة انتشاره على الكرة الأرضية بحيث غزا معظم دول العالم.
الخبر ليس هنا، بل الخبر هو أن إعلان منظمة الصحة العالمية عن أي وباء عالمي يستتبع من دول العالم كافة اتخاذ إجراءات احتياطية للحد من انتشاره وتطويقه، في هذا الشأن تذكر وسائل الإعلام أن الدول الغنية قد أتمت استعداداتها للتعامل مع إعلان منظمة الصحة العالمية في الوقت الذي قالت فيه المديرة العامة للمنظمة مارغريت تشان ان منظمتها دخلت في مفاوضات مع مصنعي الأدوية وممولين من أجل تسهيل حصول الدولة الفقيرة على الأدوية الخاصة بمحاربة فيروس انفلونزا الخنازير لأنها تخشى أن يكون هذا الفيروس أشد وطأة على هذه الدول.
وفي المقابل يقول البنك الدولي ان هذا الوباء العالمي الجديد سيكلف ثلاثة تريليونات دولار قبل أن يهدأ، ولكم أن تتوقعوا من الذي سيدفع القسم الأكبر من هذه التكلفة وإلى جيوب من ستذهب هذه التريليونات.
إذاً المسألة هي أن تعلن المنظمة الدولية الوباء، تتبعه إجراءات إلزامية من جميع الدول، والويل للدول التي تتخلف عنها فتصبح موضوعة بشبه حجر صحي، والويل لها إن هي اتخذت الإجراءات اللازمة لأنها ستصبح أكثر مديونية لأصحاب الرساميل الكبيرة في الغرب التي لها كل المِنّة لأنها تقوم بواجب نصرة إخوانها في الإنسانية في الدول الفقيرة، وها هو البنك الدولي يوجه نداء لهؤلاء "المحسنين" بأن عليهم تحضير جيوبهم لتستوعب تريليونات من الدولارات.
إذا تتبعنا مسار هذا الوباء من أين انطلق وأين استقر قبل أن ينتشر إلى كل العالم ستتضح لنا الأهداف الكامنة وراء إعلانه وباء عالميا في هذا الوقت بالذات وليس من قبل. ساعد الله تلك الدول التي فقرت عيونها وهي تنظر إلى باب أمل الاستقلال.
الانتقاد/ العدد 1350 ـ 12 حزيران/ يونيو 2009
2009-06-12