ارشيف من :أخبار عالمية
محللون: تقاطر الوفود الأمريكية على دمشق "علامة فارقة"
تشكل الزيارات المكثفة للوفود الأمريكية إلى سوريا منذ تسلم الرئيس باراك اوباما مهامه في البيت الأبيض علامة "فارقة" في علاقات البلدين يمكن وصفها ب "ربيع أمريكي في صيف سوري طال انتظاره" .
ومع وصول السيناتور جورج ميتشيل إلى دمشق أمس، تبدو الإدارة الأمريكية عازمة على الدفع باتجاه تسويات وحلول طال انتظارها في المنطقة قد تساعد على تغيير نوعي في السياسة السورية التي اعتادت البقاء في المنطقة الرمادية في الملفات الشائكة، التي يصعب أن تحسم فيها دمشق خياراتها لمجرد الاصطفاف السياسي بعيدا عن حسابات الداخل والخارج .
ويقول المحلل السياسي الأكاديمي المتخصص في تاريخ سوريا المعاصر سامي مبيض "من المطلوب أن يلتقي الأمريكيون بالسوريين في منتصف الطريق لأن واشنطن مدركة أن سوريا قادرة على لعب دور ايجابي ومهم في ملفات المنطقة وهي تقول دوما إنها جزء من الحل" .
ويضيف مبيض أن مطلب الإدارة الأمريكية السابقة فصل العلاقة بين طهران ودمشق انتهى مع إدارة اوباما إلى حد واضح، بل ربما هناك رؤية لدى هذه الإدارة بالاستفادة من هذا المحور بدلاً من معاداته أو الضغط عليه . ويتابع ان العلاقة السورية الأمريكية تسير باتجاه متفائل إلى حد ايجابي لكن دمشق تعرف أنه ليس تفاؤلا ساذجا . وتشهد العلاقة مع كثافة الوفود الأمريكية الزائرة مزيدا من الحوار الذي من المأمول أن يوصل إلى خارطة طريق تؤسس لعلاقة مستقبلية تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل .
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد قال في مقابلة مع مجلة فورن بولسي الأمريكية نشرت الخميس إن "اوباما يظهر انه صادق ولكن هل يستطيع أن ينفذ؟ هناك الكونجرس واللوبيات ونحن نتمنى أن ينفذ أحلامه وأحلام الفلسطينيين" . وأضاف "نحن نوافق على سياسات اوباما تجاه المنطقة وأنا لا اعرف ميتشيل إنما اعرف مساعده تيد هوف، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون جيدة وفعالة وقد اتفقنا على خارطة طريق سورية أمريكية ورؤية مشتركة لثلاثة محاور الأمن في العراق والسلام الشامل في المنطقة ومكافحة الإرهاب" .
ويقول المعلم إن "دور السيناتور جون كيري رئيسي لدى الرئيس بشار الأسد هناك كيمياء بين الرجلين" .
ويعتبر المحلل السياسي ثابت سالم الذي عمل مع وسائل إعلام دولية عدة سابقا أن الإدارة الأمريكية بدأت تقرأ أهمية البحث عن حلول لمشاكل المنطقة بغير الأسلوب والطريقة التي كانت تراها الإدارة السابقة التي اتبعت أسلوب الحروب الاستباقية والضغوط تجاه الدول .
وأعرب عن اعتقاده أن زيارة ميتشيل هي الأهم باعتباره اكبر مسؤول يمثل اوباما ومن هنا سيستثمر الجانب السوري الزيارة ليس فقط في ملف عملية السلام ولكن لطرح كل الملفات .
ويرى الإعلامي المقرب من الجانب السوري الرسمي علي جمالو أن العلاقة السورية الأمريكية مع إدارة اوباما تسعى لأن يكون هناك انخراط مشابه للانخراط الفرنسي الساركوزي قبل حوالي عامين، عندما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تصريحه الشهير إن فرنسا وشركاءها يريدون الاستفادة من سعي سوري ايجابي في الملف الإيراني .
وأضاف جمالو "ربما ليس سرا انه كان هناك نقاش فرنسي أمريكي في هذا الصدد من اجل الدفع مع السوريين بهذا الاتجاه" .
لكن رئيس مركز الحريات الإعلامية المهتم بقضايا الحريات العامة والحقوق المدنية مازن درويش يقول إنه "من واجب أمريكا أن تحافظ على قيمها الأصلية التي أسسها جيل الإباء في مجالات الحريات والديمقراطية وهذا لا يمنع أبدا من تحسين العلاقات بين البلدين خاصة إذا كان هناك سعي أمريكي لدعم الحقوق السورية في استرجاع الجولان والأراضي المحتلة" .
ويضيف درويش "من الواضح أن هناك تطورا في العلاقة ولغة جديدة وقنوات اتصال مباشرة وحقيقية وحوارا يشمل كل الملفات وأتمنى أن يصل إلى نتائج ايجابية لقضايا المنطقة" .
ويعتبر الصحافي السوري عبد الفتاح العوض الذي تبوأ مناصب إعلامية رسمية أن إدارة اوباما ومن خلال زيارة مسؤوليها إلى سوريا ترسل مؤشرات ايجابية تجاه العلاقة الثنائية .
ويقول "هناك تفاؤل يلوح في الأفق وأرجو ألا يكون مفرطا، اعتقد انه يجب أن يكون حذرا لأن تجارب السياسة الأمريكية مع سوريا تعلمنا أن نكون حذرين وهناك فرق بين الشك والحذر بطبيعة الحال
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018