ارشيف من :أخبار عالمية
نجاد يحتفل بالنصر: قطع الأيدي التي تمس إيران
دشن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، رسميا امس، ولايته الرئاسية الثانية. ألقى «خطاب النصر» امام الآلاف من مؤيديه في طهران. أشاد بحرية الانتخابات وبنسبة المشاركة غير المسبوقة فيها. دعا مسؤولي البلاد الى تخطي مرحلة الحملات الانتخابية والانتقال الى «الصداقة والتعاون». وحدد بعضا من ملامح سياسة حكومته: في الداخل «تطهير» من الفساد، وفي الخارج «طريق جديد»، إنما ضمن «الاتجاه ذاته» الذي حكم ولايته الاولى.
في أول مؤتمر صحافي منذ إعلان فوزه بنسبة 62 في المئة من أصوات الناخبين (أكثر من 24 مليون صوت)، قال نجاد ان «نسبة المشاركة التي بلغت 84 في المئة تشكل صفعة قوية.. في وجه نظام الاستكبار الذي يحكم العالم، والانتخابات الحرة والحقيقية أثبتت ان الشعب أكثر عزما وتمسكا بمبادئ الثورة»، مشبها الانتخابات بـ«مباراة كرة قدم» بين فريقين، داعيا الفريق الخاسر، الذي يقوده الإصلاحي مير حسين موسوي، الى «التسليم بالأمر».
سنوات الرئيس الايراني الأربع المقبلة في الحكم، سيحكمها «طريق جديد.. ورغم انه يسير في اتجاه طريقنا السابق ذاته، لكنه سيكون على مستوى وطموحات أعلى». يأمل نجاد «في ان يتم مع الوضع الجديد إجراء تطهير جديد ومباشر لمؤسسات السلطة». والمبادئ التي ستتبعها حكومته، أربعة، هي: الطهارة، والعدالة، ومكافحة الطغيان، والفساد.
على الصعيد الخارجي، لن يكون هناك تغيير في السياسة النووية لايران، ولا في مسألة التحاور مع الولايات المتحدة. علاقات جدية مع الدول العربية، وسياسة قائمة على توسيع «التواصل الأخوي». يتمنى نجاد أن يشارك في قمة دول عدم الانحياز التي تنعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية يومي 15 و16 تموز المقبل، وفي نيويورك، خلال اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، في ايلول المقبل «سيقطع الأيدي» التي تمتد للمس بإيران.
تلقى الرئيس الايراني برقيات تهنئة أبرزها من سوريا وقطر والعراق، وسط تساؤلات أوروبية حيال «نزاهة» الانتخابات، وانتقاد لـ«القمع» الذي تلى إعلان النتائج، رغم الدعوة الى مواصلة الحوار مع طهران. واعتبرت اسرائيل، في مقابل ذلك، أن انتخاب نجاد يعني «تزايد التهديد الايراني»، مشيرة الى انها تتطلع الى «انقلاب سريع» في إيران، بينما بقيت الادارة الاميركية «تراقب وتنتظر» انعكاسات الانتخابات. ورغم ان نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن شكك في مــــسار الانتخابات، بدت ادارة الرئيس باراك اوباما تتجه نحوز القبول بنتائجها.
في هذا الوقت، جدد مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، الإشادة بالانتخابات والمشاركة الواسعة فيها التي اعتبرها «معجزة إلهية». واعتبر ان هذه الانتخابات «جيدة للغاية ومباركة.. وأظهرت ان الشعب الايراني يعتبر التصدي للمتغطرسين والطامعين والصمود من اجل الحصول على حقوقه المشروعة جزءا من قيمه الرئيسية التي يفتخر بها»، وذلك بعد يوم من دعوته «الجميع، بمن فيهم منافسو الأمس، ان يتحدوا في دعم الرئيس (نجاد) وبذل العون له».
ورغم ذلك، أصر موسوي على عدم الاعتراف بهزيمته، وتقدم بطلب لدى مجلس صيانة الدستور لإلغاء نتائج الانتخابات بسبب «المخالفات» التي تخللتها، داعيا مناصريه الى الاستمرار في التظاهر. ومجلس صيانة الدستور، الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني، هو الهيئة العليا المكلفة اعتماد صحة اي عملية انتخابية، وهو لم يصادق حتى الآن على نتائج الانتخابات الرئاسية، على ان يتم ذلك خلال 8 ايام. ورفسنجاني سبق ان دخل في سجال علني غير مسبوق مع نجاد خلال الحملة الانتخابية.
ولليوم الثاني على التوالي، اشتبك متظاهرون مع الشرطة في طهران، احتجاجا على خسارة موسوي، في صدامات لم يسبق ان شهدت اعمال عنف مماثلة منذ الإضرابات الطلابية في تموز العام 1999. وجرت صدامات مع حوالى 200 من انصار رئيس الوزراء السابق، استخدمت فيها الهراوات والقنابل المسيلة للدموع. وأعلنت الشرطة انها اعتقلت 170 شخصا على الأقل، بينهم عدد من القياديين الإصلاحيين، قبل إطلاق غالبيتهم في وقت لاحق.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018