ارشيف من :أخبار عالمية

"تشرين": نتنياهو أثبت "عنصرية كيانه" ورفضه لكل القرارات الدولية

"تشرين": نتنياهو أثبت "عنصرية كيانه" ورفضه لكل القرارات الدولية

المحرر الاقليمي + صحيفة "تشرين" السورية


رأت صحيفة "تشرين" السورية أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في كلمته أن الكيان الصهيوني لا يملك إرادة السلام لأنه وفقاً للمعايير البنيوية لحكومته ومؤسساته لا يملك مشروع سلام ولا ثقافة سلام، وبالتالي فإنه يقف كلياً (أحزاباً وحكومات وأفراداً) على الضفة الأخرى المناقضة للسلام بالمطلق.

واعتبرت أن نتنياهو أُبت عنصرية ذلك الكيان من خلال إصراره على إلغاء حق الشعب الفلسطيني في العودة، وأثبت من خلال رفضه العلني والصريح لكل القرارات الدولية وكل جهود السلام، أن هذا الموقف الصهيوني ليس خياراً تكتيكياً أو مجرد مناورات سياسية، إنما هو رفض جوهري لكل المتطلبات الموضوعية التي يمكن أن تنتج سلاماً في منطقة الشرق الأوسط.

وأضافت: "لقد ضربت حكومة الكيان الصهيوني عرض الحائط بكل الجهود الرامية إلى وقف الاستيطان وبكل المطالبات الدولية بهذا الشأن، بما في ذلك المطالبة الأميركية التي عبر عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه مؤخراً، كما رفض نتنياهو بذات الصراحة والوقاحة، مبادئ ومقررات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام وخارطة الطريق وجهود الموفدين واللجان".

وسألت الصحيفة: "ما الجديد في الأفكار الإسرائيلية التي طرحها بنيامين نتنياهو، وتوقفت عندها الإدارة الأميركية واصفة إياها بأنها خطوة مهمة؟".

وأضافت: "إذا كان قبوله الدولة الفلسطينية المفرغة من أي سيادة أو مقومات هو الخطوة المهمة، فإن هذه المقولة لا تعدو كونها لغواً منمّقاً، فيه منتهى الاستخفاف بالإدارة الأميركية أولاً، وبالمجتمع الدولي ثانيا، وفيه ايضا التحدي الصارخ لمبادئ القانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة".

واعتبرت أن تركيز نتنياهو على الاعتراف المسبق بيهودية إسرائيل، هو بلا شك تكريس لآلية تسويف مفضوحة المرامي والأبعاد وفي مقدمتها القضاء تماما على أي وجود فلسطيني داخل ما يسمى الخط الأخضر أي أراضي عام 1948 بالإضافة إلى نسف أي إمكانية لتحقيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين قال عنهم نتنياهو: ان حل مشكلتهم يجب أن يكون خارج إسرائيل.

ولفتت الى إصرار نتنياهو على أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل والاستمرار في بناء المستوطنات واستكمال مخطط التهويد، معتبرة أن ذلك يعني بوضوح نسف مبدأ الانسحاب إلى حدود ما قبل عدوان حزيران عام 1967 وتحويل الأراضي الفلسطينية إلى مجرد جزر معزولة عن بعضها بعضاً، أو معازل تشبه الى حد بعيد السجون، حيث لا تواصل بين هذه القرية وتلك التي فصلها الجدار العنصري عن بعضها بعضاً.

باختصار شديد فإن نتنياهو، برأي الصحيفة، سوّق مغالطات كأسلوب للحل لكنه لم يبق شيئاً من إمكانية الحل الحقيقي لقضايا المنطقة، ولم يأت بجديد يعول عليه حتى يمكن أن يقال: إنه قدم خطوة مهمة بل على العكس فقد نسف نتنياهو مطالب إدارة الرئيس اوباما واغلق الابواب أمام المحاولات الأميركية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

ختمت بالقول: "أمام كل ذلك فإننا ننتظر من إدارة أوباما، أن تؤكد مطالبها من اسرائيل وأن تقرن مواقفها بأفعال على الأرض تلزم اسرائيل باستحقاقات السلام دون اي تجزئة وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي".


2009-06-16