ارشيف من :أخبار عالمية

"لوفيغارو " : تكشف بعض من أسرار اتفاق الدفاع المشترك مع الإمارات: اتفاق يضع فرنسا في الصف الأول في أية مواجهة مع إيران

"لوفيغارو " : تكشف بعض من أسرار اتفاق الدفاع المشترك مع الإمارات: اتفاق يضع فرنسا في الصف الأول في أية مواجهة مع إيران

باريس – نضال حمادة

أوردت يومية (لوفيغارو) الفرنسية القريبة من حزب الرئيس نيكولا ساركوزي. تقريرا هذا الصباح كشفت فيه بعضا من البنود السرية لاتفاق الدفاع المشترك بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا،والذي وصفته بأنه يضع فرنسا في الصف الأول في حال حصول مواجهة عسكرية مع طهران.

بدأت (لوفيغارو) تقريرها بالقول: بدأت عملية تطويق إيران، في حين أن طهران لم ترد لحد الآن على عروض التفاوض التي قدمتها واشنطن. وتضيف الصحيفة الفرنسية واسعة الانتشار: في هذا تتحضر العواصم الكبرى لجميع الاحتمالات. في تل أبيب يتدرب الطيارون الحربيون منذ سنة على ضربات ضد الأهداف النووية الإيرانية، بينما تعزز الولايات المتحدة الطوق الحاسم حول إيران عبر قواعدها العسكرية في المنطقة ( قطر، العراق،أفغانستان، الكويت) . وتضيف الصحيفة: بالنسبة لفرنسا التي افتتحت مؤخرا قاعدة عسكرية في أبو ظبي، وبعد توقيع اتفاق الدفاع المشترك مع الإمارات، فقد وضعها نيكولا ساركوزي في الصف الأول في أية مواجهة عسكرية محتملة مع إيران.

في السياق تكشف الصحيفة عن بنود سرية في الاتفاق الموقع بين باريس وأبو ظبي: حسب البنود السرية للاتفاق تتعهد فرنسا باستعمال الوسائل العسكرية كافة التي بحوزتها للدفاع عن الإمارات في حال تعرضها لاعتداء.. كل الوسائل العسكرية ، هذا يعني أيضا السلاح النووي عند الحاجة. تعلق الصحيفة مضيفةً : إن التعبير "نووي" لا يظهر بالتحديد في النص. وتنقل عن دبلوماسي اطلع على نص الاتفاقية قوله "سوف يكون هذا مخالفاً لفلسفة الردع التي تعمد إلى أقل القول عند الحديث عن طرق العمل".

وتقول الصحيفة: غير أن الوسائل العسكرية عند اندلاعها سوف تكون عرضة للنقاش بين فرنسا والإمارات. وتضيف أن الذين اطلعوا على نص الاتفاق قالوا إنه بالمقارنة مع البند الخامس من اتفاق الدفاع الأطلسي الذي يلزم دول الحلف مساعدة أية دولة من أعضائه تتعرض للعدوان، فإن الاتفاق مع الإمارات لا يمنحها مساعدة نووية دون حدود ولكنه يمنحها نوعا من المظلة النووية التي يتحكم بها الفرنسيون، وهذا ما يجعل فرنسا تخطو خطوة إضافية في تحالفها مع بلد صغير يقع في قلب القوس الاستراتيجي الذي حدد في الكتاب الأبيض المتعلق باستراتيجية الدفاع الفرنسي، والذي صدر في أيار عام 2008.

وتردف الصحيفة أن الاتفاق القديم الموقع في العام 1995 والذي ينتهي مفعوله قريبا، كان ينص أيضا على تدخل فرنسي واسع في حال حصول اعتداء على الإمارات. وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي مطلع قوله إن النص القديم، والذي بقي بمجمله سريا، يحتفظ بنوع من الغموض في ما يخص قرار التدخل. وهذا ما تغير منذ 25 أيار الماضي حيث أن إقامة القاعدة العسكرية الفرنسية في أبو ظبي رفع بنسبة كبيرة الانطلاقة الأوتوماتيكية للاتفاق الثنائي الذي يعتبر أي هجوم إيراني على الإمارات بمثابة مس بالمصالح الحيوية لباريس كما حددها رئيس الجمهورية الفرنسية.

وحول الفرق بين هذا الاتفاق والاتفاقات الفرنسية مع بعض الدول الأفريقية، التي تتواجد على أراضيها قواعد فرنسية، تورد (لوفيغارو) عن النائب ( بيار لولوش): في أفريقيا نحن لا نتواجد في محيط نووي. وتنقل عن ضابط قريب من الملف: إن الالتزامات الإستراتيجية لهذا الاتفاق تعتبر كبيرة. وهذا يعني أننا نضع كل إمكانياتنا النووية تحت تصرف الإمارات.

القاعدة العسكرية في أبو ظبي ليست نووية، ولكن سياسة الردع الفرنسية ترتكز إلى مكونين هما: غواصات مطلقة لصواريخ نووية، تجوب في أعماق البحار بصورة دائمة، وطائرات حربية حاملة قنابل نووية ويمكن أن تحط على متن حاملة الطائرات (شارل ديغول)، تختم صحيفة (لوفيغارو) تقريرها .


2009-06-16