ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص "الانتقاد.نت": التحضير لتحركات شعبية شمالاً من أجل اطلاق سراح الموقوفين في "السجون الظالمة"

خاص "الانتقاد.نت": التحضير لتحركات شعبية شمالاً من أجل اطلاق سراح الموقوفين في "السجون الظالمة"
بات اهالي التبانة والقبة وجبل محسن مقتنعين بأن ما جرى في مناطقهم من اشتباكات وما تلاها من توترات وخروقات أمنية، مرتبط بشكل مباشر بالوضع السياسي العام، فالجولة الاولى من المواجهات التي احرقت الاخضر واليابس وحولت المنازل الى رماد كان عنوانها تحقيق انتصار معنوي لـ"تيار المستقبل" ردا على أحداث 7 أيار في بيروت، فكان الرد في منطقتي التبانة وجبل محسن حيث الارض الخصبة, أما الجولة الثانية من المواجهات فحملت عنوان "الانتخابات الرئاسية", بعدها باسابيع حملت المواجهات عنوان "تأليف الحكومة"، اما ما قبل الاخيرة فحملت عنوان "البيان الوزاري", ويجري الان التحضير لمعركة جديدة لا احد يعلم حتى الان العنوان الذي ستحمله بدليل ان المواطنين في طرابلس ما زالوا يشترون السلاح والذخائر ,حتى وصل الحال بأحد المواطنين انه اشترى مشط الكلشينكوف بـ100دولار .
جولتنا في المناطق التي شهدت مواجهات شملت عددا من المواطنين و الفعاليات وقد أكد الجميع أن ما يجري اليوم لا يعدو كونه جرعات للتهدئة، بانتظار ما ستؤول إليه الاوضاع السياسية، مؤكدين أن المناطق الساخنة تحتاج الى إعلان حالة طوارئ توقف الانهيارات المتلاحقة فيها أمنيا واجتماعيا واقتصاديا، كما أن الاهالي الذين يعيشون في المدارس وتقدم لهم وجبات الطعام اليومية يفتقدون اليوم الى رجل سياسي أو أمني يزورهم ليدخل الطمأنينة الى نفوسهم كي يعودوا الى منازلهم .
فعاليات منطقتي التبانة وجبل محسن أجمعوا على ان مناطقهم المنكوبة تصارع بالإصرار على الخروج من المحنة والعيش بسلام واطمئنان، لكن الخوف ما زال في نفوس الجميع، وينتشر بشكل كبير مدعوما بأنواع مختلفة من الأسلحة بدءا من الشائعات التي ترخي بثقلها على الاهالي وانتهاء بالاجهزة اللاسلكية المنتشرة بين أيدي المدنيين حيث تشهد موجاتها المختلفة شتائم وتهديد ووعيد بإحراق الاخضر واليابس, وبات الجميع يطالب قيادة الجيش بسحبها فورا لأنها تعتبر أخطر وأكبر من المواجهات العسكرية .
أما اللافت أنه وفور انتهاء العمليات العسكرية وانتشار الجيش اللبناني في المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية في القبة ـ التبانة وجبل محسن, انتشرت في العديد من أحياء مدينة طرابلس يافطات تحمل توقيعات مختلفة تهنئ الشيخ داعي الاسلام الشهال مسؤول الحركة السلفية في لبنان على الانجازات البطولية التي حققها في المعارك التي اندلعت, على اعتبار انه كان في الخط الدفاعي الاول عن "أهل السنة" في لبنان حسب ما جاء في العبارات التي كتبت على تلك اليافطات.
أحد المشايخ المؤسسين للعمل السلفي في الشمال وفي لقاء مع "الانتقاد.نت", رفض التعليق على اليافطات التي رفعت في الشوارع لكنه اعتبرها (ضاحكا) بأنها  بدعة من البدع الحسنة, وكشف أن لقاء جمع قيادات سلفية مع أحد  كبار السياسيين في لبنان نال بعده السلفيون الغطاء والضوء الاخضر بالتحرك والعمل العسكري على اعتبار أن من حق القوى السنية أن تمتلك السلاح, وأن يكون عندها حرية التنقل بعدما تعرضت للظلم على مدى عدة أعوام مضت على يد الاجهزة الامنية. وعلق على الاحداث الاخيرة التي وقعت بين التبانة وجبل محسن قائلا: "من حقنا ان ندافع عن مدينتنا ولكن لا يجوز في المقابل أن نعتدي على ممتلكات الناس مهما كان انتماؤهم السياسي والمذهبي فهم اخوة لنا في الدين: لهم ما لنا وعليهم ما علينا, والاخوة الذين كانوا في خط المواجهات وقفوا بوجه العديد من الشبان الذين ينتمون لأفواج طرابلس ومنعوهم من التعدي على منازل وممتلكات المواطنين".
وعن الخطوات المقبلة قال: "نحن الان في صدد التحضير لتحركات شعبية من أجل اطلاق سراح الموقوفين في السجون الظالمة, والمتهمون بالانتماء لـ"تنظيم القاعدة" وأوقفوا قبيل أحداث مخيم نهر البارد, وتوقع أن يتم الافراج عنهم قبيل الانتخابات النيابية المقبلة, كاشفا عن اتصالات تجري مع قيادات في "تيار المستقبل" بهذا الصدد .
ولم يخفِ الشيخ "أبو مسلم" في ختام النقاش الذي دار في أحد مساجد القبة أن صلاحية التحركات السلفية تنتهي مدتها بعد ثمانية أشهر حيث سيعود الوضع على ما كان هو عليه قبل سنة 2006.
2008-08-04