ارشيف من :أخبار لبنانية
مصادر العدو: البيان الوزاري اللبناني يعزز دور حزب الله

كما كان متوقعا فقد كان وقْعُ البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، الذي تضمن اقرارا بحق لبنان، بجيشه وشعبه ومقاومته في العمل لتحرير اراضيه المحتلة ومواجهة أي اعتداء يستهدفه، شديدا على كيان العدو، حيث رأت فيه مصادر امنية اسرائيلية تعزيزا لدور حزب الله وتقويضا اضافيا للقرار 1701.
ولكن السؤال الأكثر أهمية يتمحور حول خلفية هذا المستوى من الاهتمام الإسرائيلي ببيان سياسي، وخاصة انه من المسلّم به هو انه لن يضيف على امكانيات المقاومة وقدراتها شيئا، كما لن يؤدي عدم وجوده الى تراجع في قدراتها أو حافزيتها.
- أهمية البيان الوزاري اللبناني، بالنسبة للإسرائيلي تكمن في أن صياغته، بالمحتوى والشكل الذي تم فيه، تشكل تتويجا وتعبيرا عن الفشل الأميركي في لبنان والمنطقة الذي طالما راهن عليه الإسرائيلي إما لتفكيك المقاومة أو لتطويقها واحتوائها.
- ايضا شكل هذا البيان تعبيرا عن حقيقة موازين القوى الداخلية في لبنان، بين قوى المعارضة والمقاومة من جهة، والقوى المناهضة لها من جهة أخرى. ومن هنا فقد كشف اتفاق الدوحة وما تبعه من تشكيل للحكومة وصولا الى البيان الوزاري، عن ضعف هذه القوى وتسليمها بعجزها على مواجهة هذا الواقع، بنفسها. وبعبارة اخرى فهي لن تبادر الى خطوات انتحارية ما لم تهبّ القوى الدولية او الاقليمية لمساندتها مباشرة.
- ايضا يشكل هذا البيان نقيضا تاما للمحاولات الدؤوبة التي حرص عليها العدو الاسرائيلي والادارة الاميركية، على وسم المقاومة في لبنان بأنها حركة ارهابية. في حين يأتي هذا البيان ويقدم شرعية سياسية ودستورية، من خلال مصادقة الحكومة، لعمل المقاومة تحريرا ودفاعا.
- ايضا رأت اسرائيل في البيان انه يشير الى امكانية توجه حزب الله نحو المبادرة الى خطوات عملانية سواء باتجاه تحرير ما تبقى من اراض، او لمواجهة خروقات جوية او بحرية، في ظل ترتيب سياسي داخلي اكثر استقرارا وثباتا مما كان عليه خلال السنوات الثلاث السابقة.
على صعيد اخر برز في سياق التطرق للوضع اللبناني ان صحيفة هآرتس وضعت ادعاءات رئيس الوزراء ايهود اولمرت حول تعزيز حرب تموز 2006 لقدرة الردع الاسرائيلية، في مقام مساو لما يقوله مسؤولو حزب الله عن ردع حزب الله لاسرائيل. ووصفت كلاً منهما على انهما يعتبران نوعا من التبجح. ولكن الصحيفة عادت واكدت في المقالة نفسها أن حقيقة الواقع هي حصول "ردع متبادل" بين الطرفين.
وفي هذا المجال يلاحظ أن الصحيفة أكدت من حيث لا تدري، وهي تحاول المساواة بين تصريحات اولمرت وتصريحات مسؤولي حزب الله، صحة ما يقوله حزب الله. لأن الطرف الاسرائيلي هو الطرف الاقوى عسكريا وتكنولوجيا. وسبق ان ترجم تفوقه في العديد من الحروب التي شنها على دول المنطقة. وعليه فإن مجرد تمكن حزب الله من تحقيق ردع مقابل للردع الإسرائيلي، برغم تواضع ما يملكه من إمكانيات وقدرات بالقياس لما يملكه الإسرائيلي، يشكل انتصارا كبيرا جدا له.
من الطبيعي ان من يملك احدث الطائرات الحربية، وأشد أنواع اسلحة الدمار الشامل، وجيشا جرارا يعد بمئات الاف الجنود، والاف الدبابات والمدرعات المتطورة... من الطبيعي ان يملك قدرة ردع متناسبة مع هذه الامكانيات. لكن من غير الطبيعي ان تتمكن في مقابله حركة مقاومة، بما تمتلكه من امكانيات من تحقيق ردع متبادل، وتفرض عليه معادلات يقر بنفسه انها تشكل قيدا على حركته ومبادرته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقتطفات: إسرائيل تخشى من كسر التوازن لمصلحة حزب الله
منذ عدة أسابيع يلمح باراك علانية للأزمة المقبلة التي تقترب بين إسرائيل ولبنان وسوريا. صحيح أن وزير الدفاع لا يتحدث عن حقيقة ان هذه المسألة تدرس في إسرائيل بلا توقف، ولا يشير بدقة إلى الفتيل المشتعل ولكنه يطلق التلميحات القوية في كل اتجاه. في العاشر من تموز مثلا قال في جلسة مكتب حزب العمل "نحن نحذر قادة الدول ووزراء الخارجية ووزراء الدفاع في العالم من مغزى المس بالتوازن الحساس جداً القائم في لبنان". ما الذي يقصده باراك... وأية أسلحة متطورة هي تلك التي قد تكسر التوازن الحساس التي يفكر السوريون بتسليمها إلى حزب الله الآن تحديداً؟.
ان نجح حزب الله في إدخال بطارية صواريخ مضادة للطائرات الى لبنان مغايرة لصواريخ الكتف الموجودة لديه اليوم فإن على الجيش والحكومة أن يترددوا في المخاطرة عند قرارهم بشأن اية عملية في لبنان جواً أو براً. في مثل هذا الواقع سيضطر سلاح الجو إلى تغيير أساليبه في الطيران وقدرته على جمع المعلومات ستتضرر. وان أبعدت إسرائيل نظرها عن لبنان لمدة شهر فقد تجد هناك فجأة فرقة من حرس الثورة الإيراني.
الأمر لا يتعلق بسنوات ولا بأشهر حتى وان رغب حزب الله بإحداث أزمة صواريخ مضادة للطائرات فيمكنه أن يفعل ذلك خلال فترة زمنية غير طويلة، وعندئذ ستنتقل الكرة إلى إسرائيل... السوريون يعرفون قواعد اللعبة أما حزب الله فهو قصة أخرى...
هل يتوجب على إسرائيل الانتظار حتى دخول أول منظومة من المضادات الجوية إلى لبنان أم انتظار هجومها على طائرة إسرائيلية؟ على الحكومة أن تعطي الجيش أجوبة واضحة عن هذه الأسئلة لأن أموراً كثيرة ستترتب على مثل هذه الخطوات. هذا الأمر قد يحدث غداً صباحاً لأن سلاح الجو يفترض الان ان حزب الله يمتلك منظومة لا نعرف بوجودها تماماً مثلما لم يعرف سلاح البحرية بوجود صاروخ ارض – بحر من طراز سي802 الى ان ضرب البارجة حنيت في حرب لبنان الثانية.
يديعوت احرونوت - اليكس فيشمان/1/8/2008
اولمرت يعرض صورة محرفة عن واقع الحرب
الاختبار الأعلى لرئيس الحكومة هو أداؤه في الحرب وفي اتفاقيات السلام. في الأول أي الحرب فشل أولمرت فشلا ذريعا، بينما لم تظهر بعد نتائج الثاني [السلام]. لو سمع شخص خطاب اولمرت، ولم يكن هنا في السنتين الأخيرتين، لوجد صعوبة في فهم ما يقصد رئيس الحكومة. فإذا كان هناك هدوء في الشمال، فما الذي كان بالضبط قبل ذلك؟ لماذا كان يجب تأهيل قدرة الردع الإسرائيلية... ومتى ظهر الضعف في الجيش، الامر الذي استوجب المزيد من الميزانيات وإعادة البناء؟. هذه ليست المرة الأولى التي يعرض فيها اولمرت صورة محرّفة بهذا الشكل عن الحرب... لم يبق إلا أن نعود إلى استنتاج الضباط الذين استمعوا إلى الخطاب قبل عامين وقالوا "هو ونحن على ما يبدو لم نختبر الحرب نفسها".
عندما يفتخر اولمرت بتأهيل الجيش ينسى... أن الجيش حتى الآن لم يُستدعى إلى اختبار حقيقي منذ الحرب.. ربما الهدوء الحالي في الشمال ليس نتيجة الردع الإسرائيلي فقط (إن كان له دور بذلك)، إنما مرتبط أيضا بحقيقة أن أمين عام حزب الله، [السيد] حسن نصر الله، حصل على كل ما طلب. "سمير القنطار" في بيته كما هو شأن باقي الأسرى اللبنانيين. وان حزب الله خزَّن رقما قياسيا من الصواريخ، قام بنشر جزء منها مجددا في جنوب لبنان.
هآرتس/ عاموس هرئيل وآفي يسسخروف/ 1/ 8/ 2008
حرب لبنان هي التي حسمت مصير اولمرت
الفشل في حرب لبنان هو الذي حدد مصير رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود اولمرت، وتأتي استقالة اولمرت في إطار استقالة كبار القادة المسؤولين عن الهزيمة في الحرب. وكان خطاب اولمرت خطاب رجل مهزوم، ولو أنه استقال منذ آب 2006 لكان قد وفر الكثير من المعاناة والمخازي والتحقيقات.. لولا حرب لبنان والتحقيقات لربما كانت الانجازات التي تحدث عنها اولمرت في خطابه في الاقتصاد والأمن والمجتمع، محترمة. وكان من الممكن أن يذكر كأحد رؤساء الحكومة الجيدين، ولكن أولمرت بدون حرب لبنان وبدون التحقيقات هو ليس اولمرت تقريبا.
قبل أسبوعين، كُتب عندما استعيدت جثتا الجنديين الداد ريغيف وإيهود غولدفاسر أن حرب لبنان انتهت. هذا لم يكن دقيقا لأن حرب لبنان قد انتهت مع إعلان استقالة آخر القادة المسؤولين عن الفشل في الحرب. وبذلك تكون حرب لبنان هي التي حددت مصير أولمرت إلى حد كبير، حيث أنه منذ الحرب لم يستطع أن ينتصب. ولعب الفساد دورا في تعجيل العملية، وحتى بدونها هناك شك إن كانت ستقوم له قائمة من جديد، فالجمهور لم يغفر له، حتى بعد الغارة الجوية التي استهدفت مفاعلا نوويا في سورية.
هآرتس/ يوسي فيرتر/31/7/2008
مقولة ترميم الردع الاسرائيلي لا أساس لها
لبنان هو الحدث الذي صمم وجه ولاية اولمرت. تلك الحرب التي لم تذكر صراحة حتى ولو مرة واحدة في خطاب من 10 دقائق... لبنان لم يذكره اولمرت الا بشكل غير مباشر، حين تباهى مره أخرى بالهدوء السائد في الشمال دون ان يذكر انه قبل ذلك سقط هناك تحت قيادته 4200 صاروخ كاتيوشا على مدى أكثر من شهر، فيما كان الجيش الأقوى في الشرق الأوسط معدوم الوسيلة. كما أن رئيس الوزراء تباهى بإعادة بناء الجيش الإسرائيلي، بتزويده المتجدد بالمصادر، دون ان يتطرق لحقيقة أن الأزمة في الجيش انكشفت بكل شدتها في الحرب.
إن قول اولمرت بأن "قدرة الردع قد أُعيد بناؤها بشكل لا مثيل له" لا أساس له. فقد انكشفت الجبهة الإسرائيلية الداخلية بكامل هشاشتها، تماما مثل ضعف الحكومة. والدروس سجلت جيدا لدى الجيران الأعداء والأصدقاء على حد سواء. عملية واحدة ناجحة جدا، لتدمير المنشأة النووية في سوريا لا تشطب بجرة قلم كل ما حصل قبلها.
هآرتس - عاموس هارئيل/31/7/2008
الانتقاد/ العدد1287 ـ 5 آب/فبراير 2008