ارشيف من :أخبار عالمية
ماذا قال جورج بوش لأحمد قريع في مجلس محمود عباس؟
باريس ـ نضال حمادة
لا بد أن نصل إلى حل ما، وهذا الحل سوف يكون معك يا سيد أبو العلاء، الكلام للرئيس الأميركي جورج بوش، وكان موجهاً إلى وزير الخارجية الفلسطيني أحمد قريع (ابو العلاء) أثناء اللقاء الأخير الذي جمع أركان السلطة الفلسطينية بالرئيس الأميركي بوش. وقد وجه بوش هذا الكلام لقريع بحضور محمود عباس (ابو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية. هذه القصة رواها لنا مصدر فلسطيني مسؤول التقته "الانتقاد" في باريس.
المصدر الفلسطيني قال في حديثه إن هناك خلافا على زعامة فتح والسلطة الفلسطينية بين محمود عباس وأحمد قريع، يقابله في الجانب الإسرائيلي صراع على النفوذ بين ايهود اولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني، وهذه الخلافات السلطوية عند الطرفين أوجدت مسارين للتفاوض بين الفلسطينيين والكيان الغاصب حسب المصدر الذي يؤكد أن هناك مسار أولمرت عباس يوازيه مسار آخر بين قريع وليفني، ولم يكن هناك أي تكامل بين المسارين، يقول المصدر الذي يؤكد أن وزيرة الخارجية الأميركية رايس تفضل التعامل مع قريع وليفني، لعلمها بأمرين هما:
1- نهاية أولمرت السياسية وعدم قدرته على البت في أي أمر مصيري.
2- تخلي أميركا عن عباس لمصلحة قريع المستعد أكثر للتنازل في المفاوضات.
في السياق يوضح المصدر أن الخلاف نفسه بين قريع وعباس بدأ ينعكس على التحضيرات الجارية للمؤتمر العام لحركة فتح، حيث يتهم محمود عباس أحمد قريع باستغلال منصبه في رئاسة مكتب التعبئة والتنظيم في الحركة المذكورة والمنوط به تنظيم المؤتمر في سبيل تقوية نفوذه وسلطته، في سعيه للوصول للكرسي الرئاسي. وهذا ما يجعل محمود عباس غير مبال في عقد هذا المؤتمر. هذا فضلا عن تصارع القوى والكتل داخل حركة فتح والتي لا يهتم عباس بحلها، حتى لا يتم انعقاد المؤتمر بسبب الخلافات القائمة، داخل كوادر حركة فتح.
ويستفيض المصدر الفلسطيني المسؤول في شرحه بالقول: "هناك في الداخل الفلسطيني تيار من داخل السلطة ومن خارجها يدعو لحل السلطة، حتى تتحمل إسرائيل مسؤولياتها كمحتل يسيطر على الأرض ويتحكم بحياة الناس". ويضيف المصدر أن آخر من دعا إلى حل السلطة كان ياسر عبد ربه المقرب من أبو مازن، حيث قال إننا ندرس وقف المفاوضات كخيار أخير، مع سحب الأجهزة الأمنية إلى أريحا، وهذا الكلام موجه للأميركيين حتى لا يستمروا في دعمهم لقريع على حساب عباس كما يقول المصدر الذي يلفت النظر إلى أن سري نسيبة رئيس جامعة القدس طلب من رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وهذا يندرج في نفس سياق الكلام الموجه للإدارة الأميركية.
وحول الوضع بين حركتي فتح وحماس، يعتبر المصدر أن انفجار شاطئ غزة من فعل جماعة محمد دحلان، وهذه الجماعة مرتبطة بالجنرال الأميركي دايتون، ويضيف المصدر الفلسطيني أن حركة حماس هددت السلطة مباشرة وعبر المصريين، أنها سوف تكون مضطرة للتعامل بطريقة مغايرة مع السلطة في الضفة الغربية في حال لم يتم وقف دحلان وجماعته عند حدهم وهذه مسؤولية قيادة فتح، والرئيس محمود عباس مباشرة. وأوضح المصدر أن الرسالة التي وجهتها حماس تضمنت تهديدا بالسيطرة بالقوة على الضفة الغربية، على غرار ما حصل في غزة في حال استمر محمد دحلان وبعض وجوه السلطة بعملهم الأمني ضد ناشطي المقاومة الفلسطينية. وذكر المصدر أن دحلان يواجه عزلة كبيرة في أوساط الكوادر الشابة في حركة فتح، فضلا عن تحميله المسؤولية عن هزيمة فتح في غزة من قبل كبار مسؤولي الحركة، بسبب ارتباطاته الإسرائيلية والأميركية، ختم المصدر الفلسطيني المسؤول كلامه.
الانتقاد/ العدد 1287 ـ 5 آب/ أغسطس 2008