ارشيف من :أخبار عالمية

من الحكمة تخفيف حدة التصريحات وعدم التدخل في شؤون إيران الداخلية

من الحكمة تخفيف حدة التصريحات وعدم التدخل في شؤون إيران الداخلية

باريس ـ نضال حمادة
من الحكمة تخفيف حدة التصريحات وعدم التدخل في شؤون إيران الداخليةما تزال الأوضاع في إيران تحظى باهتمام كبير في الأوساط السياسية والإعلامية في أوروبا والغرب،رغم أن النقص في فهم ما يجري في طهران بدا  السمة الواضحة والمشتركة بين السياسيين من خلال تصريحات وفي الوسط الإعلامي من خلال التغطية الركيكة والمنحازة، وتوصيف المرشحين بالقريب من الغرب والمعادي له . الانتقاد وفي تغطيتها للمتابعة الغربية للحدث ا الإيراني، حاورت نائب رئيس لجنة الصداقة الفرنسية الإيرانية في البرلمان الفرنسي "جيرار بابت" وهو نائب عن الحزب الإشتراكي في مجلس النواب الفرنسي.

كيف ترون الأوضاع الحالية في إيران؟
هذه قضية معقدة جدا، أكثر مما يمكن أن نسمعه هنا وهناك. المشكل في إيران لا يمكن اختصاره بـ"مير حسين موسوي" إصلاحي و"محمود احمدي نجاد" محافظ. في البداية نحن هنا أمام أمور داخلية إيرانية، ولا نعرف جيدا اللعبة السياسية هناك. إن خط الانقسام يقع بين الطبقات الأكثر ثراء و الفقراء في الأحياء الشعبية وفي الأرياف.

هل سوف تؤثر الأحداث الداخلية في إيران على الأوضاع العالمية مع ملاحظة دور إيران المهم في الأزمات في العراق وأفغانستان وباكستان؟
الغرب يفضل موسوي لأن احمدي نجاد أظهر انه محاور صعب جدا خلال السنوات الأخيرة، بينما يعتبر الأشخاص المحيطين بموسوي (رفسنجاني وخاتمي) أكثر انفتاحا. غير أن الدعم الذي يتلقاه الرجلان ليس متوازن. فاحمدي نجاد مدعوم من الحرس الثوري ومن المرشد الأعلى، إذن هو الشخص الأكثر ثقة في أية مفاوضات. لقد تحدى الغرب بقوة: إذن يمكنه أن يقبل بتفاهمات بسهولة أكثر من موسوي. وفي الحقيقة أن الشعب الإيراني منقسم  في خصوص أمور سياسية داخلية، ولكنه متوحد في قضية البرنامج النووي، وفي أمور السياسة الخارجية. هذا التوحد يفسر لنا مكامن القوة لدى احمدي نجاد. عدم  حصول موسوي على دعم الحرس الثوري وعلى دعم المرشد، سوف يمنعه من التنازل في أية مفاوضات دولية. إذن ليس هناك أية مصلحة  للغرب في  اهتزاز الأوضاع في إيران.

كيف تفسرون التباين في التصريحات الفرنسية والأميركية بخصوص هذه الأزمة؟
الواضح أن الأميركيين فهموا تعقيدات الوضع هناك، وهم يتعاملون مع الأحداث بكثير من الحذر. ولكن في باريس هناك وزير الخارجية (برنارد كوشنير) ورئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي) لم يزالا على تماس مع البرنامج القديم لإدارة جورج بوش. وهذا في رأيي يشكل مأزقا كبيرا يعقد بالتأكيد دور فرنسا فغي أية مفاوضات مقبلة مع الإيرانيين، خصوصا بعد افتتاح القاعد العسكرية الفرنسية في أبو ظبي، ما أثار حفيظة الإيرانيين. في هذه الأجواء سوف يكون من الحكمة تخفيف حدة التصريحات وعدم التدخل في شؤون إيران الداخلية.

2009-06-19