ارشيف من :آراء وتحليلات

جعجع يقود انقلاب المتطرفين

جعجع يقود انقلاب المتطرفين

عكست الحكومة الجديدة "تسوية سياسية" مؤقتة، فهل تنجح بنقل البلاد الى عهد جديد عبر انتخاب رئيس جمهورية في موعده الدستوري ام ان التعثرات والتفاصيل قد تطيح بها ؟

الارادة السياسية الجامعة التي انتجت حكومة " المصلحة الوطنية " هل يمكن أن تنسحب الى الاستحقاق الرئاسي الذي يخضع لمعادلات واعتبارات وحسابات أخرى، مع العلم ان المرحلة الفاصلة سوف تشهد تحديات واختبارات أمنية متلاحقة كالتي شھدناھا مؤخرا في بيروت والبقاع وطرابلس وربما مناطق اخرى بهدف تقويض مصداقية الحكومة، والتفاهم الذي انتجها. لذلك ستشهد الحكومة حربا من المتضررين عليها من اجل اسقاط الاعتدال والتعايش والاستقرار. وهكذا سيكون لبنان أمام ثلاثة أشھر صعبة سيتحدد في خلالھا مصير ومستقبل التسوية السياسية في سوريا في ضوء التطورات العسكرية المتصاعدة من جھة واھتزاز التفاھمات الاميركية ـ الروسية من جھة ثانية... ويبدو الوضع في لبنان أسير تطورات دولية ـ إقليمية ـ سورية جديدة يمكن اختصارھا في النقاط التالية:

1 - علاقة تصادمية بين موسكو وواشنطن من أسبابھا الرئيسية التطورات في أوكرانيا.
2 - توقف عملية "جنيف 2" حتى إشعار آخر بينما الانظار متجھة الى ما يجري على الارض السورية وفي الميدان العسكري خاصة جبهة درعا الاردن ومحاولة فرض منطقة عازلة بين الجولان المحتل ودمشق يسيطر عليها " الجيش السوري الحر " بدعم اميركي اسرائيلي عربي .

جعجع يقود انقلاب المتطرفين

3 - اشتداد الحرب والمواجھات في سوريا نتيجة فشل الجھود التي بذلت للحل السياسي وفي ظل اعتقاد متزايد أن
ظروف التسوية غير ناضجة وأن استئناف المفاوضات في جنيف يحتاج الى ميزان قوى جديد على الارض، وأن أم
المعارك قادمة ومن يربحھا يمسك بميزان القوى والطرفان بحاجة الى "نصر ما" وتعزيز المواقع قبل موعد انتخابات رئاسة الجمھورية.
4 - لبنان معني أكثر من أي وقت مضى بالتطورات السورية القادمة التي ستدور على مقربة منه (معارك القلمون
المتواصلة ومعركة درعا ـ حوران المرتقبة)، والتي ستؤدي مباشرة الى تداعيات وانعكاسات على أمنه خصوصا مع
حصول موجات نزوح جديدة وكبيرة.

5 - في ظل وضع حدودي مفتوح غير مضبوط ، يتخوف المراقبون من ان تستمر التفجيرات الارھابية في لبنان بهدف الضغط على الحكومة التي حددت محاربة الارھاب بندا أول على جدول أعمالھا... ھذه الحكومة ستجد نفسھا أمام تحديين اثنين: محاربة الارھاب والوصول الى "محطة الرئاسة"...

6 - تجاوزت الحكومة حتى الان تحدي العمليات الارهابية في الغبيري والهرمل فضلا عن "قطوع أمني" في طرابلس بالاضافة الى تعثر البيان الحكومي والثقة . كما ان 8 اذار تجاوزت " عتب " بعض مكوناتها واجابت عن تساؤلات جمهورها وحافظت على تماسكها ووحدت خطابها وسلوكها . بينما فريق 14 اذار يعاني من ازمة ثقة وبلبلة داخلية برزت في خطاب مزدوج لارضاء المتطرفين فتباينت المواقف بين جناحي الصقور والحمائم . وقد لوحظ أن الخطاب السياسي لتيار المستقبل، ورغم دخوله في حكومة شراكة مع حزب ﷲ، ما زال يحافظ على وتيرته الانتقادية لحزب ﷲ فيما خص تدخله العسكري في سوريا وانعكاسات ذلك على لبنان.
لذلك يتخوف المراقبون من سلبيات الصقور المتطرفين الذين يتكتلون في تحالف المتضررين والذين يسعون الى عرقلة الحكومة والتشويش على الوفاق بهدف اسقاطه .

بين " القوات " و " المستقبل " سجال غير مباشر : احمد الحريري اتهم القوات باجراء صفقة وقال " حلفاؤنا تبنوا القانون الارثوذكسي دون التشاور معنا " . والقوات عاتبة على الحريري لانه لم يطلعهم على لقائه مع عون . لتطويق هذا السجال عقدت لقاءات بين المتطرفين – المتضررين ضمت الرئيس فؤاد السنيورة والنائب مروان حمادة وعددا من النواب الحردانين ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد واعضاء عاتبين من الامانة العامة . و"أكد جعجع أن ما رفضه مع النظام السوري لن يقبل به مع أي كان خصما كان أم حليفا، مشددا على الوضوح والشفافية في العلاقات" .

من جھتھا، أكدت مصادر "القوات" أن "معراب تدرس موقفھا ... لذلك نحن نعيد النظر في كل المرحلة الماضية والملفات المطروحة ، والفائدة من استمرار التحالف بيننا، ونحتاج لبعض الوقت لتنجلي الصورة".
فهل تحضر القوات مع المتطرفين في 14 اذار لانقلاب على الوفاق لاسقاط حكومة المصلحة الوطنية لانه لا مصلحة لها بتسوية لم تراع حصتها ؟ تاريخ جعجع يؤكد انه يعمل على قاعدة : الامر لي او حرب الالغاء .

الانظار تتجه مجددا الى السعودية لمعرفة توجهاتها الجديدة بعد الحد من دور الامير بندر : هل تقود السعودية حرب درعا من الاردن وتدعم الوفاق في لبنان ؟ ام سوف تشن حربا على الجبهتين وهذا ما ينتظره جعجع حتى يلاقيها ؟ وقد باشر جعجع التحضير لمعركته وهو يعمل لقيادة المتطرفين في 14 اذار ، ويجري الاتصالات العربية والدولية لا سيما مع واشنطن والرياض والتقى مؤخرا مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي ، وتناول معه آخر التطورات على المستويين المحلي والاقليمي ولا سيما الأزمة السورية وانعكاساتها على لبنان واكد ان "السعودية لا يمكنها الموافقة على ترشيح عون"، معتبراً ان "معركة الرئاسة منفصلة عن سوريا". وهكذا يقدم اوراق ترشيحه كرأس حربة للمتطرفين ، فأشار إلى ان "المساعدة السعودية للجيش اللبناني تأتي في سياق حرص السعودية على تفعيل المؤسسات والخلاص من الأجسام المسلّحة ومن ضمنها حزب الله " .
2014-03-27