ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: إنجاز أوباما

محمد يونس
لقد تمكن أخيرا الرئيس الأميركي باراك أوباما من تحقيق إنجاز كبير ومهم تمثل بإجبار رئيس الحكومة الصهيونية المتشدد اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو على التلفظ بكلمة دولة فلسطينية، وبهذا الإنجاز ينوي الأميركيون ومعهم الأوروبيون أن يمنّوا على العرب ليدفعوهم إلى تقديم تنازلات لم يكن بالإمكان تصورها من قبل نظرا لأهمية وقيمة الإنجاز الذي حصل.
طبعا العرب الذين استخف بعقولهم سابقا يبدون أكثر من استعداد ليتم الاستخفاف بعقولهم هذه المرة أيضا، وإن كانوا تفوهوا في البداية بما لا يرضاه الأميركي ولا الأوروبي، فأوباما قد بعث إليهم بإشارات يستشف منها أن اقبلوا بما أتيح لكم فأنتم لا تعلمون مع من تتعاملون، إنكم تواجهون شخصا يبدي تحديا للإدارة الأميركية ذاتها، وهو تنازل وأقدم على التلفظ بهذه الكلمة بعدما كان يرفض حتى التفكير بها.
ولن تدرك سرعة من سيتلقف ذلك فيرضى بمقابلة هذا التنازل بالتخلي عن حقوق ما جرؤ أحد سابقا على التخلي عنها كحق العودة والقدس، لا بل أكثر من ذلك فإنه سيبدي تفهمه ويقدم قبوله بمصطلح يهودية دولة إسرائيل مع ما يعنيه ذلك من تهجير جديد لفلسطينيين أبوا خلال أكثر من نصف قرن التخلي عن أرضهم، مصرين على التشبث بها على أمل أن يأتي يوم يعود اليها أقرانهم الذين هجروا من حولهم.
هذا هو أوباما، وهذا هو إنجازه الكبير الذي لو سمحت الشعوب العربية لحكامها بالتغني به لضاعت الأرض والحقوق والكرامات والهويات العربية كلها وليس فقط في فلسطين.
الانتقاد/ العدد 1351 ـ 19 حزيران/ يونيو 2009
لقد تمكن أخيرا الرئيس الأميركي باراك أوباما من تحقيق إنجاز كبير ومهم تمثل بإجبار رئيس الحكومة الصهيونية المتشدد اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو على التلفظ بكلمة دولة فلسطينية، وبهذا الإنجاز ينوي الأميركيون ومعهم الأوروبيون أن يمنّوا على العرب ليدفعوهم إلى تقديم تنازلات لم يكن بالإمكان تصورها من قبل نظرا لأهمية وقيمة الإنجاز الذي حصل.
طبعا العرب الذين استخف بعقولهم سابقا يبدون أكثر من استعداد ليتم الاستخفاف بعقولهم هذه المرة أيضا، وإن كانوا تفوهوا في البداية بما لا يرضاه الأميركي ولا الأوروبي، فأوباما قد بعث إليهم بإشارات يستشف منها أن اقبلوا بما أتيح لكم فأنتم لا تعلمون مع من تتعاملون، إنكم تواجهون شخصا يبدي تحديا للإدارة الأميركية ذاتها، وهو تنازل وأقدم على التلفظ بهذه الكلمة بعدما كان يرفض حتى التفكير بها.
ولن تدرك سرعة من سيتلقف ذلك فيرضى بمقابلة هذا التنازل بالتخلي عن حقوق ما جرؤ أحد سابقا على التخلي عنها كحق العودة والقدس، لا بل أكثر من ذلك فإنه سيبدي تفهمه ويقدم قبوله بمصطلح يهودية دولة إسرائيل مع ما يعنيه ذلك من تهجير جديد لفلسطينيين أبوا خلال أكثر من نصف قرن التخلي عن أرضهم، مصرين على التشبث بها على أمل أن يأتي يوم يعود اليها أقرانهم الذين هجروا من حولهم.
هذا هو أوباما، وهذا هو إنجازه الكبير الذي لو سمحت الشعوب العربية لحكامها بالتغني به لضاعت الأرض والحقوق والكرامات والهويات العربية كلها وليس فقط في فلسطين.
الانتقاد/ العدد 1351 ـ 19 حزيران/ يونيو 2009