ارشيف من :آراء وتحليلات

هل يصبح راشد الغنوشي مرشداً عامّاً للإخوان المسلمين؟


هل يصبح راشد الغنوشي مرشداً عامّاً للإخوان المسلمين؟

يعيش التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وضعا لا يحسد عليه، فقد تمت الإطاحة بحكمه في مصر والزج بمرشده محمد بديع في غياهب السجون بمعية الرئيس السابق محمد مرسي، هذا إضافة إلى التضييق على نشاطه بعد تصنيفه جماعةً إرهابية في كل من مصر والسعودية. هذا الوضع الجديد دفع بالتنظيم وفقا لمعلومات مؤكدة، إلى التفكير في تغيير مقره الرسمي إلى دولة أوروبية أو عربية، بالإضافة إلى اتخاذ قرار مفاده ضرورة انتخاب مرشد عام جديد للإخوان خلفا لمحمد بديع.

ولعل أبرز المرشحين على الإطلاق لخلافة بديع هو زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي المقرب من يوسف القرضاوي باعتباره نائبه في ما يسمى "الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين". وما يدعم هذا الرأي هو التسريبات عن الإجتماع الأخير للجماعة والتي تفيد بأن الإخوان قرروا دعم حركة النهضة التونسية والحؤول دونها والسقوط كما حصل لإخوان مصر، ومن بين أشكال الدعم جعل راشد الغنوشي مرشدا عاما للتنظيم الدولي.

تعديلات

وسيضطر التنظيم في حال قرر منح ثقته للغنوشي إلى تعديل نظامه الداخلي بما يسمح لزعيم حركة النهضة التونسية أن يكون مرشدا عاما. فالنظام الداخلي الحالي يقتضي أن يكون المرشد مصريا، ولم يشهد تاريخ الإخوان صعود مرشد من غير المصريين رغم الصبغة العالمية لهذا التنظيم الذي يسعى إلى القيام بمراجعات عميقة بعد تجربة حكمه الفاشلة في مصر، وغير المرضية في تونس مع حركة النهضة.


هل يصبح راشد الغنوشي مرشداً عامّاً للإخوان المسلمين؟

ويرى محللون أن منح ثقة الإخوان لراشد الغنوشي هو اعتراف ضمني بتفوق الإسلاميين في تونس على نظرائهم في أرض الكنانة من حيث الإعتدال والقدرة على المناورة والإنفتاح على مختلف شرائح المجتمع. يأتي هذا بعد أن كانت توصف حركة النهضة أو (حركة الإتجاه الإسلامي كما كانت تسمى سابقا) في عقد الثمانينيات من القرن الماضي بأنها "متخاذلة" ومتفتحة زيادة عن اللزوم، ويطالبها نظراؤها في المشرق العربي بأن تكون حازمة وصارمة أكثر فيما يتعلق بالدفاع عن القيم الإسلامية داخل المجتمع التونسي.

النموذج "الناجح"

إن حركة النهضة وإن تركت الحكومة لتكنوقراط في تونس إلا أنها لم تغادر الحكم نهائيا كما حصل للإخوان في مصر. فهي صاحبة الأغلبية في المجلس التأسيسي الذي بات يتمتع بصلاحيات البرلمان بعد أن أتم كتابة الدستور وتفرغ للتشريع في انتظار الإنتخابات، كما أنها تناور مع اللاعبين الإقليمين والدوليين وتتأقلم جيدا مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة حتى أنها لمحت إلى مساندتها تصنيف السعودية للتنظيم كجماعة إرهابية. كما أن حركة النهضة الآن هي أحد قطبين كبيرين برزا على الساحة التونسية بعد الثورة إذ تتنافس وفقا لاستطلاعات الرأي مع حزب نداء تونس برئاسة الباجي قائد السبسي على المرتبة الأولى، ما يعني أن الديمقراطية الناشئة في تونس سترتكز على الثنائية الحزبية على ما يبدو بين اليمين الإسلامي النهضة واليمين الليبرالي (نداء تونس).

وبالتالي فإن التنظيم العالمي للإخوان ينظر إلى النهضة رغم هنّاتها في الحكم على أنها النموذج الناجح للإسلاميين في العالم العربي الأمر الذي يفسر لدى البعض تفكير الجماعة في ترشيح راشد الغنوشي ليكون المرشد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يقبل الغنوشي أن يتفرغ للجماعة ويترك حركة النهضة التي ينتظرها استحقاق انتخابي مصيري في تونس أجلت بسببه مؤتمرها؟ كما أن أنباءً تحدثت عن أن مؤثرين فاعلين في قرارات "الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين" تداولوا اسم الغنوشي ليكون خليفة ليوسف القرضاوي. فأي وجهة سيتخذ مؤسس حركة الإتجاه الإسلامي في تونس، النهضة أم التنظيم الإخواني أم "اتحاد القرضاوي"؟

2014-04-01