ارشيف من :آراء وتحليلات
القرم في ظل السيادة الروسية

تستمر في جميع الدوائر
الغربية الجعجعة الاعلامية بعدم الاعتراف بشرعية الاستفتاء الذي جرى في 16 اذار
الماضي في شبه جزيرة القرم، والذي اعلنت فيه الغالبية الساحقة من السكان ارادتها في
العودة الى الوطن الام روسيا. وخلال اجتماعه الاخير مع وزير الخارجية الاميركي جون
كيري في باريس للبحث في تطورات الازمة الاوكرانية، اعلن وزير الخارجية الروسي
سيرغيي لافروف مرة اخرى ان عدم الاعتراف بالاستفتاء يتعارض مع القوانين الدولية
ويبرهن على عدم احترام الغرب لارادة شعب القرم بأكثريته الروسية وبمختلف مكوناته
الاتنية.
ولكن الدولة الروسية، بجميع مؤسساتها السياسية والحقوقية والادارية
والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والامنية والعسكرية، تضع كل الجعجعة الغربية
خلف ظهرها، وتتصرف على الارض بروحية تطبيق قرارات توحيد القرم كجزء لا يتجزأ من
روسيا.
وبناء على ذلك قام رئيس الوزراء الروسي دميتريي ميدفيدييف يوم الاثنين الماضي في 31 اذار المنصرم بزيارة تفقدية الى شبه جزيرة القرم، يرافقه عدد كبير من وزرائه، للبحث في مختلف الشؤون العملية الخاصة بقرارات التوحيد. ومن هناك اعلن ميدفيدييف عن وجود برامج لدى الحكومة لتحويل القرم الى منطقة اقتصادية خاصة.
وسجلت غالبية المراقبين ان هذه الزيارة، التي تمت بعد ساعات فقط من اجتماع وزيري الخارجية الاميركي والروسي في باريس، انما تدل على عدم اكتراث روسيا بالادعاءات الغربية حول لا شرعية استفتاء 16 اذار ومطالبة موسكو "بإعادة" القرم الى اوكرانيا بالرغم من ارادة شعبه خاصة والشعب الروسي عامة.
وقد حطت طائرة ميدفيدييف ووزرائه في مطار عاصمة القرم سيمفيروبول. وعلى الاثر عقد اجتماع برئاسته للوزراء الروس، حضره قادة القرم.
وستنشئ روسيا منطقة اقتصادية خاصة في القرم، لاجل اجتذاب المستثمرين. وقد بدأ تطبيق خطة رفع مداخيل السكان المحليين وتخفيض اعتماد القرم على اوكرانيا في قطاع الطاقة، حسبما اعلن ميدفيدييف.
وفي المنطقة الاقتصادية الخاصة المزمع انشاؤها ستكون هناك ضرائب ورسوم جمركية مخفضة وادارة بيروقراطية مبسطة، الامر الذي سيسهم في اجتذاب المستثمرين. وقال ميديفيدييف "ان هدفنا هو ان يصبح القرم المنطقة الاكثر جاذبية للمستثمرين، بحيث تضمن مداخيل كافية لاجل التنمية الذاتية له".
واعلن ميدفيدييف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما لتشكيل وزارة خاصة لشؤون القرم، سيتولاها الوزير أوليغ سافيليف. كما اعلن ان بوتين وقع كذلك مرسوما يقضي برفع المعاشات التقاعدية لسكان القرم، حتى تصل بالتدريج الى مستوى المعاشات التقاعدية للمواطنين في بقية ارجاء الفيديرالية الروسية. وسيبدأ رفع المعاشات التقاعدية على مراحل منذ الاول من نيسان الجاري. فبدءا من هذا التاريخ سيحصل المتقاعدون في القرم على زيادة تبلغ 25% من المعاش الذي كانوا يتقاضونه حتى الان. وبدءا من اول ايار سترتفع الزيادة الى نسبة 50%. وبدءا من اول حزيران ترتفع الى نسبة 75%. وبدءا من اول تموز ترتفع الزيادة الى نسبة 100% من المعاش التقاعدي الحالي.
وقال ميدفيدييف ان بوتين وقع ايضا مرسوما آخر يقضي برفع مرتبات العاملين في اجهزة حفظ القانون في القرم.
وفي مرسوم آخر ايضا ثبـّت الرئيس بوتين الزيادة الشهرية على معاشات العسكريين الروس الذين ينفذون خدمتهم العسكرية على اراضي القرم وسيباستوبول.
واكد رئيس الوزراء ان القرم سينضم الى الشبكة الروسية الموحدة للطاقة، وانه ستبنى على اراضي القرم محطة كهربائية مستقلة، ما سيقلل التبعية الطاقوية لشبه الجزيرة الى اوكرانيا.
كما ستتخذ موسكو الاجراءات اللازمة لحل مسألة عدم وجود مصادر للمياه العذبة في القرم، كما وستزود شبه الجزيرة بالتكنولوجيا اللازمة للاعمال الزراعية الموسمية.
وحسب كلمات ميدفيدييف فإن موسكو تراهن على تحويل القرم الى منطقة سياحية ذات "آفاق هائلة" من حيث المداخيل، وانه سيبدأ بسرعة يعتمد على نفسه اقتصاديا.
وستعمل موسكو على تحويل مرفأ كيرتش في القرم الى احد المرافئ الروسية الرئيسية على البحر الاسود، كما قال ميدفيدييف.
ودعا ميدفيدييف الى تخفيض سعر بطاقة السفر بالطائرة الى القرم الى 7000 ـ 8000 روبل (سعر صرف الدولار هو حوالى 35 روبلا) بحيث تصبح ارخص من سعر بطاقة السفر الى تركيا وبلغاريا.
واضاف: انه من الضروري ليس فقط ان يزداد عدد الرحلات الجوية الى القرم، بل وان يصبح السفر الى القرم في متناول عدد اكبر من الناس. "من المهم جدا تخفيض اسعار بطاقات السفرالى معدل 7000 ـ 8000 روبل، واذا كان بالامكان اقل ايضا. ينبغي ان نضمن اسعارا اقل من وجهات سفر اجنبية مثل بلغاريا وتركيا". حسبما يقول ميدفيدييف.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس الوزراء قوله: ان جميع هذه التدابير يتم اتخاذها كي يشعر سكان القرم انهم جزء من بلد قوي.
وقال وزير المالية أنطون سيلوانوف ان روسيا سوف تنفق في القرم هذه السنة حوالى 243 مليار روبل (6.82 مليارات دولار) سيتم تقديمها من احتياطي الخزينة. ولكن الكلفة النهائية لتوحيد القرم مع روسيا ستصل الى مبلغ اكبر من ذلك كما يقول تحليل لوكالة رويترز.
فعجز الميزانية في القرم يبلغ 55 مليار روبل. كما ان شبه الجزيرة تعتمد بنسبة 85% على الطاقة الواردة من اوكرانيا. وبنسبة 90% في مياه الشفة. وبنسبة اكبر في الاغذية. وهذه التوريدات الضرورية هي الان موضع شكوك. وقد هددت السلطات المحلية في شبه الجزيرة بتأميم الشركات الحكومية، بما في ذلك شركة الطاقة "تشيرنومورنفطغاز" (شركة النفط والغاز للبحر الاسود)، التي تقوم بالتنقيب عن النفط والغاز في الجرف البحري.
وعدا عن كونها قاعدة لاسطول البحر الاسود الروسي، فإن شبه جزيرة القرم هي احد المنتجعات البحرية الدافئة القليلة التي كانت مقصودة في العهد السوفياتي. اما الان فإن حوالى 60% من الرواد هم من الاوكرانيين الذين يأتون الى القرم بالقطارات.
ولن يكون من السهل تحويل القرم الى وجهة جذابة للمواطنين الروس، الذين يسافرون على الاغلب بالطائرات، ولديهم دائرة اختيار اوسع للاستراحة والسياحة. وسيكون على القرم ان يزاحم بلغاريا، تركيا، اليونان، مصر، وكذلك المنتجع الروسي على البحر الاسود "سوتشي"، الذي تم تأهيله مؤخرا بـ50 مليار دولار بمناسبة اولمبياد الالعاب الشتوية.
هذا وتعتبر زيارة ميدفيدييف الى القرم اول زيارة رسمية على هذا المستوى الرفيع الى شبه الجزيرة بعد اعادة توحيدها مع الوطن الام روسيا. وكان رئيس الوزراء قد وعد الفنانين الروس في البولشوي تياتر لدى اجتماعه بهم قبل اسبوع، بالقيام بهذه الزيارة. وقد وفى بوعده. وتتخذ الان الاجراءات على مختلف المستويات لدمج القرم بروسيا. وقال ميدفيدييف "ان كل وزير في اطار صلاحياته يتحمل المسؤولية الشخصية عن الوضع في القرم". وسيتم رفع الاجور الى مستوى متوسط الاجور في روسيا، وهذا يعني زيادة 2 او 3 اضعاف مداخيل 140.000 عامل وموظف في القرم. ووعدت مصادر مطلعة في الوزارة الروسية ان ذلك سيتم تحقيقه حتى شهر تموز هذه السنة. وفي لقائه قبل ايام مع الرئيس بوتين قال رئيس الوزراء ميدفيدييف "في القرم لا احد سيخسر شيئا. الجميع ينبغي ان يربحوا". وهو واثق ان القرم سيتحول في وقت قريب الى منطقة روسية مستقلة اداريا تنتج مداخيل عالية للسكان. وكجزء من الاجراءات لتنمية شبه الجزيرة سيتم وضع "خارطة طريق" لخلق نظام فعال للاعمال البنكية والمالية. وسيتم زيادة عدد الرحلات الجوية وتخفيض اسعار البطاقات من مختلف ارجاء روسيا الى القرم.
ومنذ الاول من ايلول هذه السنة سيبدأ 200 الف تلميذ قرمي بالدراسة بموجب المنهج التعليمي الروسي، حسبما صرح رئيس الوزراء ميدفيدييف في الاجتماع الوزاري الذي عقد في سيمفيروبول. واوضح ميدفيدييف انه سيتم تزويد المدارس بالكمية اللازمة من الكتب المدرسية، اما المدرسون فيمكنهم ان يخضعوا لدورة تدريبية خلال العطلة الصيفية. "ان التلامذة، الذين سيتخرجون الان يبلغ عددهم حوالى 19.000. وهم يمكنهم تقديم الامتحانات بموجب البرنامج الحالي، ولكنهم سوف يحصلون على شهادات تخرج روسية".
ومن جهة ثانية صوت الدوما الروسي (مجلس النواب) على قرار بإلغاء الاتفاق الروسي ـ الاوكراني الذي كان معمولا به الى الان حول وجود الاسطول الحربي الروسي للبحر الاسود في سيباستوبول، اذ ان هذا الاتفاق فقد مدلوله العملي بعد انضمام شبه جزيرة القرم الى الفيديرالية الروسية. وصوت الى جانب القرار 443 نائبا، حسبما جاء في وكالة ايتار ـ تاس. وكان الرئيس بوتين قد اقترح على مجلس الدوما مشروع القانون بهذا الخصوص في 28 اذار الماضي. وينص مشروع القانون على الغاء الاتفاقين السابقين بين موسكو وكييف حول وجود الاسطول الحربي الروسي في سيباستوبول، التي كانت قانونيا تعتبر مدينة اوكرانية، ولم تعد كذلك بعد الاستفتاء الذي تم في القرم في 16 اذار الماضي، والذي بموجبه اصبح القرم (بما فيه مدينة سيباستوبول) "جزءا لا يتجزأ من الفيديرالية الروسية وتحت السيادة الروسية". ولدى عرض مشروع القانون على مجلس الدوما، قال نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين ان روسيا هي مستعدة لان تبحث مع الحكومة الاوكرانية جميع المسائل القانونية والمالية، التي تنشأ عن الالغاء الوحيد الجانب من قبل روسيا للاتفاقات المتعلقة بالوجود السابق لاسطول البحر الاسود الروسي على "الارض الاوكرانية" السابقة.
وبناء على ذلك قام رئيس الوزراء الروسي دميتريي ميدفيدييف يوم الاثنين الماضي في 31 اذار المنصرم بزيارة تفقدية الى شبه جزيرة القرم، يرافقه عدد كبير من وزرائه، للبحث في مختلف الشؤون العملية الخاصة بقرارات التوحيد. ومن هناك اعلن ميدفيدييف عن وجود برامج لدى الحكومة لتحويل القرم الى منطقة اقتصادية خاصة.
وسجلت غالبية المراقبين ان هذه الزيارة، التي تمت بعد ساعات فقط من اجتماع وزيري الخارجية الاميركي والروسي في باريس، انما تدل على عدم اكتراث روسيا بالادعاءات الغربية حول لا شرعية استفتاء 16 اذار ومطالبة موسكو "بإعادة" القرم الى اوكرانيا بالرغم من ارادة شعبه خاصة والشعب الروسي عامة.
وقد حطت طائرة ميدفيدييف ووزرائه في مطار عاصمة القرم سيمفيروبول. وعلى الاثر عقد اجتماع برئاسته للوزراء الروس، حضره قادة القرم.
وستنشئ روسيا منطقة اقتصادية خاصة في القرم، لاجل اجتذاب المستثمرين. وقد بدأ تطبيق خطة رفع مداخيل السكان المحليين وتخفيض اعتماد القرم على اوكرانيا في قطاع الطاقة، حسبما اعلن ميدفيدييف.
وفي المنطقة الاقتصادية الخاصة المزمع انشاؤها ستكون هناك ضرائب ورسوم جمركية مخفضة وادارة بيروقراطية مبسطة، الامر الذي سيسهم في اجتذاب المستثمرين. وقال ميديفيدييف "ان هدفنا هو ان يصبح القرم المنطقة الاكثر جاذبية للمستثمرين، بحيث تضمن مداخيل كافية لاجل التنمية الذاتية له".

واعلن ميدفيدييف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوما لتشكيل وزارة خاصة لشؤون القرم، سيتولاها الوزير أوليغ سافيليف. كما اعلن ان بوتين وقع كذلك مرسوما يقضي برفع المعاشات التقاعدية لسكان القرم، حتى تصل بالتدريج الى مستوى المعاشات التقاعدية للمواطنين في بقية ارجاء الفيديرالية الروسية. وسيبدأ رفع المعاشات التقاعدية على مراحل منذ الاول من نيسان الجاري. فبدءا من هذا التاريخ سيحصل المتقاعدون في القرم على زيادة تبلغ 25% من المعاش الذي كانوا يتقاضونه حتى الان. وبدءا من اول ايار سترتفع الزيادة الى نسبة 50%. وبدءا من اول حزيران ترتفع الى نسبة 75%. وبدءا من اول تموز ترتفع الزيادة الى نسبة 100% من المعاش التقاعدي الحالي.
وقال ميدفيدييف ان بوتين وقع ايضا مرسوما آخر يقضي برفع مرتبات العاملين في اجهزة حفظ القانون في القرم.
وفي مرسوم آخر ايضا ثبـّت الرئيس بوتين الزيادة الشهرية على معاشات العسكريين الروس الذين ينفذون خدمتهم العسكرية على اراضي القرم وسيباستوبول.
واكد رئيس الوزراء ان القرم سينضم الى الشبكة الروسية الموحدة للطاقة، وانه ستبنى على اراضي القرم محطة كهربائية مستقلة، ما سيقلل التبعية الطاقوية لشبه الجزيرة الى اوكرانيا.
كما ستتخذ موسكو الاجراءات اللازمة لحل مسألة عدم وجود مصادر للمياه العذبة في القرم، كما وستزود شبه الجزيرة بالتكنولوجيا اللازمة للاعمال الزراعية الموسمية.
وحسب كلمات ميدفيدييف فإن موسكو تراهن على تحويل القرم الى منطقة سياحية ذات "آفاق هائلة" من حيث المداخيل، وانه سيبدأ بسرعة يعتمد على نفسه اقتصاديا.
وستعمل موسكو على تحويل مرفأ كيرتش في القرم الى احد المرافئ الروسية الرئيسية على البحر الاسود، كما قال ميدفيدييف.
ودعا ميدفيدييف الى تخفيض سعر بطاقة السفر بالطائرة الى القرم الى 7000 ـ 8000 روبل (سعر صرف الدولار هو حوالى 35 روبلا) بحيث تصبح ارخص من سعر بطاقة السفر الى تركيا وبلغاريا.
واضاف: انه من الضروري ليس فقط ان يزداد عدد الرحلات الجوية الى القرم، بل وان يصبح السفر الى القرم في متناول عدد اكبر من الناس. "من المهم جدا تخفيض اسعار بطاقات السفرالى معدل 7000 ـ 8000 روبل، واذا كان بالامكان اقل ايضا. ينبغي ان نضمن اسعارا اقل من وجهات سفر اجنبية مثل بلغاريا وتركيا". حسبما يقول ميدفيدييف.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس الوزراء قوله: ان جميع هذه التدابير يتم اتخاذها كي يشعر سكان القرم انهم جزء من بلد قوي.
وقال وزير المالية أنطون سيلوانوف ان روسيا سوف تنفق في القرم هذه السنة حوالى 243 مليار روبل (6.82 مليارات دولار) سيتم تقديمها من احتياطي الخزينة. ولكن الكلفة النهائية لتوحيد القرم مع روسيا ستصل الى مبلغ اكبر من ذلك كما يقول تحليل لوكالة رويترز.
فعجز الميزانية في القرم يبلغ 55 مليار روبل. كما ان شبه الجزيرة تعتمد بنسبة 85% على الطاقة الواردة من اوكرانيا. وبنسبة 90% في مياه الشفة. وبنسبة اكبر في الاغذية. وهذه التوريدات الضرورية هي الان موضع شكوك. وقد هددت السلطات المحلية في شبه الجزيرة بتأميم الشركات الحكومية، بما في ذلك شركة الطاقة "تشيرنومورنفطغاز" (شركة النفط والغاز للبحر الاسود)، التي تقوم بالتنقيب عن النفط والغاز في الجرف البحري.
وعدا عن كونها قاعدة لاسطول البحر الاسود الروسي، فإن شبه جزيرة القرم هي احد المنتجعات البحرية الدافئة القليلة التي كانت مقصودة في العهد السوفياتي. اما الان فإن حوالى 60% من الرواد هم من الاوكرانيين الذين يأتون الى القرم بالقطارات.
ولن يكون من السهل تحويل القرم الى وجهة جذابة للمواطنين الروس، الذين يسافرون على الاغلب بالطائرات، ولديهم دائرة اختيار اوسع للاستراحة والسياحة. وسيكون على القرم ان يزاحم بلغاريا، تركيا، اليونان، مصر، وكذلك المنتجع الروسي على البحر الاسود "سوتشي"، الذي تم تأهيله مؤخرا بـ50 مليار دولار بمناسبة اولمبياد الالعاب الشتوية.

هذا وتعتبر زيارة ميدفيدييف الى القرم اول زيارة رسمية على هذا المستوى الرفيع الى شبه الجزيرة بعد اعادة توحيدها مع الوطن الام روسيا. وكان رئيس الوزراء قد وعد الفنانين الروس في البولشوي تياتر لدى اجتماعه بهم قبل اسبوع، بالقيام بهذه الزيارة. وقد وفى بوعده. وتتخذ الان الاجراءات على مختلف المستويات لدمج القرم بروسيا. وقال ميدفيدييف "ان كل وزير في اطار صلاحياته يتحمل المسؤولية الشخصية عن الوضع في القرم". وسيتم رفع الاجور الى مستوى متوسط الاجور في روسيا، وهذا يعني زيادة 2 او 3 اضعاف مداخيل 140.000 عامل وموظف في القرم. ووعدت مصادر مطلعة في الوزارة الروسية ان ذلك سيتم تحقيقه حتى شهر تموز هذه السنة. وفي لقائه قبل ايام مع الرئيس بوتين قال رئيس الوزراء ميدفيدييف "في القرم لا احد سيخسر شيئا. الجميع ينبغي ان يربحوا". وهو واثق ان القرم سيتحول في وقت قريب الى منطقة روسية مستقلة اداريا تنتج مداخيل عالية للسكان. وكجزء من الاجراءات لتنمية شبه الجزيرة سيتم وضع "خارطة طريق" لخلق نظام فعال للاعمال البنكية والمالية. وسيتم زيادة عدد الرحلات الجوية وتخفيض اسعار البطاقات من مختلف ارجاء روسيا الى القرم.
ومنذ الاول من ايلول هذه السنة سيبدأ 200 الف تلميذ قرمي بالدراسة بموجب المنهج التعليمي الروسي، حسبما صرح رئيس الوزراء ميدفيدييف في الاجتماع الوزاري الذي عقد في سيمفيروبول. واوضح ميدفيدييف انه سيتم تزويد المدارس بالكمية اللازمة من الكتب المدرسية، اما المدرسون فيمكنهم ان يخضعوا لدورة تدريبية خلال العطلة الصيفية. "ان التلامذة، الذين سيتخرجون الان يبلغ عددهم حوالى 19.000. وهم يمكنهم تقديم الامتحانات بموجب البرنامج الحالي، ولكنهم سوف يحصلون على شهادات تخرج روسية".
ومن جهة ثانية صوت الدوما الروسي (مجلس النواب) على قرار بإلغاء الاتفاق الروسي ـ الاوكراني الذي كان معمولا به الى الان حول وجود الاسطول الحربي الروسي للبحر الاسود في سيباستوبول، اذ ان هذا الاتفاق فقد مدلوله العملي بعد انضمام شبه جزيرة القرم الى الفيديرالية الروسية. وصوت الى جانب القرار 443 نائبا، حسبما جاء في وكالة ايتار ـ تاس. وكان الرئيس بوتين قد اقترح على مجلس الدوما مشروع القانون بهذا الخصوص في 28 اذار الماضي. وينص مشروع القانون على الغاء الاتفاقين السابقين بين موسكو وكييف حول وجود الاسطول الحربي الروسي في سيباستوبول، التي كانت قانونيا تعتبر مدينة اوكرانية، ولم تعد كذلك بعد الاستفتاء الذي تم في القرم في 16 اذار الماضي، والذي بموجبه اصبح القرم (بما فيه مدينة سيباستوبول) "جزءا لا يتجزأ من الفيديرالية الروسية وتحت السيادة الروسية". ولدى عرض مشروع القانون على مجلس الدوما، قال نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين ان روسيا هي مستعدة لان تبحث مع الحكومة الاوكرانية جميع المسائل القانونية والمالية، التي تنشأ عن الالغاء الوحيد الجانب من قبل روسيا للاتفاقات المتعلقة بالوجود السابق لاسطول البحر الاسود الروسي على "الارض الاوكرانية" السابقة.