ارشيف من :آراء وتحليلات

سمير جعجع: فخامة الحالم

سمير جعجع: فخامة الحالم
لا أحد يستطيع منع سمير جعجع من الترشح لرئاسة الجمهورية. من حقه أن يقوم بذلك. الرجل لبناني منذ أكثر من عشر سنوات. ماروني المذهب. يستطيع أن يرشّح نفسه للمقام الأول. يستطيع أن يحلم بلقب الفخامة ويسعى إليها. يستطيع أن يتخيّل المرة الأولى التي سيسير بها في أروقة القصر الجمهوري رئيساً. بإمكانه التخطيط لما بعد استلام سدّة الرئاسة. كل ذلك "حلال" على جعجع.  لكن، ما لا يستطيع "الحكيم بلا شهادة" فعله هو أن يمحو سجله الأسود من الارشيف اللبناني.

سمير جعجع المترشح للكرسي الأوّل، حائز على عفو عام على عدة جرائم ارتكبها سقطت بموجبه العقوبة، ولم يسقط الحكم.  ولكن هل يتمتع "الحكيم" بالأهلية المعنوية للمشاركة في المسابقة الرئاسية؟. بنظر مصدر قانوني متابع، "ان  حصول جعجع على "صك عفو" من أفعاله المشينة وخروجه من  السجن، لا يكفيان لتأهيله لخوض غمار أي معركة رئاسية. فرئيس حزب "القوات" اللبنانية محكوم عليه بجرائم إرهابية لا يُمكن أن تُمحى من ذاكرة اللبنانيين. ولو نظّفت "التسويات السياسية" سجلّه العدلي، إلاّ أنه لا يزال "مجرماً" في نظر الكثير  من اللبنانيين".

ما يقوله المصدر القانوني، يردّده مصدر سياسي فاعل على خط الإستحقاق الرئاسي. ينبش الرجل المعاصر للعقود الماضية من ذاكرته "أفعال" جعجع التي يصفها بـ"المشينة". برأيه، الأرشيف اللبناني يزخر بالصور والأرقام التي لا يمكن أن تغفر لتاريخه. فلا يزال جُرح آل كرامي وآل فرنجية وآل شمعون حياً.  لا زالت "مجازر" إهدن وصبرا وشاتيلا في بال الكثيرين".

سمير جعجع: فخامة الحالم

يستفيض المصدر بالحديث عن "تاريخ الحكيم". هو لا ينسى حالة الرعب التي عاشتها الساحة السياسية حين خاض جعجع الحرب الأهلية. حين جزّر على الهوية. حين هجّر المسيحيين في الشمال والجبل وشرق صيدا. "

لا ينفي المصدر أن من حقّ جعجع القانوني الترشح لخوض غمار الرئاسة، لكن ما لا يستطيع "فهمه" هو "الوقاحة" التي حدت بقاتل الى تنصيب نفسه "المرجعية الأولى" المؤتمنة على دماء  الشعب اللبناني. يؤمن الرجل السبعيني أنّ للرئاسة الاولى خصوصية. دور الرئيس ان يكون  الضابط لإيقاع العدالة قبل أن يكون مسرحاً لاستعراض المواهب. فلا يمكن لرئيس جمهورية أن يُطالب بمحاسبة القاتل وهو الحائز -في يوم من الأيام- على "عقوبة الإعدام".

لا يمكن للحالم بالكرسي الأول أن يحقق أمن "المسيحيين" وهو من هجرّهم. بنظره، والكلام لا يزال للمصدر، لا يُمكن لأي كان أن يحمي لبنان من الخطر "الإسرائيلي" وهو مصافح له وفي موقع المهاجم لمقاومته. بالنسبة للمصدر، "لبنان بحاجة الى رئيس قوي يتمتع بأهلية معنوية لاستلام مفاتيح بعبدا. رئيس لا يُشبه جعجع أبداً لارتباطه في ذهن الكثير من اللبنانيين بنكبات  الحرب الاهلية  حينما لمع نجمه في إدارة كل أعمال القتل والتهجير والتدمير".

ترشح جعجع اليوم أقرب الى مسرحية هزلية. يقولها المصدر، بنظره، لو انقطعت في لبنان كل الرجال ليرأسوه لا أهلية له في استلام سُدّة الرئاسة يوماً. لأنّ ذاكرة اللبنانيين لا يُمكن أن تمحو للحظة سجلّه "العدلي" الأسود، فكيف سيكون صاحب الفخامة المؤتمن على الدماء.
2014-04-05