ارشيف من :آراء وتحليلات
ترشح جعجع : استدراج عروض لثمن بلا دور

في خرق للتقاليد والاعراف اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيحه الى رئاسة الجمھورية ليكون أول المرشحين رسميا الى استحقاق 2014. ويأتي ھذا الترشح بقرار صادر عن الھيئة التنفيذية للقوات على أن يتوج مسار الترشيح في مھرجان سياسي حزبي في معراب يعلن في خلاله جعجع برنامجه الرئاسي...
القرار قواتي بالدرجة الاولى و الحدث "حزبي" يقتصر على مسؤولي وكوادر القوات .. على امل ان يكون الحدث الاسبوع المقبل سياسيا وبحضور قيادات وكوادر من 14 آذار: لماذا اقدم جعجع على هذه الخطوة ؟ بعد سلسلة اجتماعات حزبية في معراب وجد نفسه في عزلة خانقة :من جهة وافقت قوى 14 اذار على حكومة سياسية مع حزب الله وتم الاتفاق على بيان وزاري ونالت الثقة من دون التوقف عند رأي وملاحظات جعجع . ومن جهة اخرى لا امكانية لتواصل جعجع مع اي طرف من 8 اذار . امام هذه الحالة الخانقة لم يبق امامه سوى خيارين احلاهما مر : الانقلاب على السلطة او الاعلان عن تشكيل قوة عسكرية- ميليشيا غير شرعية لمواجھة حزب ﷲ. وبين صعوبة واستحالة الخيارين هرب الى حل ثالث كمخرج لمأزقه . وهذه الحالة شبيهة بوضع الكتائب عشية الحرب الاهلية في العام 1975 .
و على ھذا الاساس بنيت الحسابات القواتية التي تراهن على فشل التفاهم الحكومي بين 8 و 14 اذار ، معتبرة ان " قوى 14 آذار تضحك على حالھا" في التعايش مع حزب الله وسرعان ما تكتشف خطأها فتضطر الى العودة الى مواقع التطرف التي يعبر عنها اصدق تعبير جعجع وصقور 14 اذار .و برأيها أن "الجو الدولي سيمشي بما يمشي به الداخل والداخل يريد رئيسا قويا" قادرا على مواجهة حزب الله . و يرى جعجع ترشحه حاسما "في تحديد مستقبل لبنان ومصير مسيحييه". ويقول: "نحتاج الى رئيس متل الخلق وحكومة متل الخلق" حتى نفرض انسحاب حزب الله من سوريا ونزع سلاحه بالقوة . وبترشحه يقدم جعجع نفسه الوحيد القادر على تنفيذ هذه المهمة الصعبة ويؤيده في ذلك غلاة المتطرفين في 14 اذار .
يرفض جعجع "حبوب الاسبيرين" لمعالجة سلاح حزب ﷲ أو "التنظير" لخطط أمنية تأخرت طويلا ويتوقع تطورات اقليمية ودولية تتوافق مع خطوته ، كما يراهن على فشل التسويات السلمية التي تغيم فوق المنطقة والتي قد تنتهي بضربة عسكرية اسرائيلية تفتح امامه طريق بعبدا كما حصل سابقا مع قائده ومعلمه بشير الجميل في العام 1982 الذي وصل الى الرئاسة على الدبابات الاسرائيلية .
هذه القراءة الخاصة للمستقبل القريب ، دفعت جعجع الى اعلان ترشحه وكانه يقدم مسبقا اوراق اعتماده كرئيس لمرحلة قادمة حتما على صورته ومثاله وحجمه . وقد نذر نفسه لمهمة انتظرها وخطط لها من زمان .
ترشيح جعجع اثار ردود فعل كثيرة منها رفض حقه أن يترشح بسبب الجرائم التي ارتكبها والاحكام القضائية التي صدرت بحقه معتبرة ان العفو العام لا يلغي الجريمة كما ان المرشح يجب ان بكون صاحب اخلاق كما قال البطريرك بشارة الراعي وصاحب قدوة كما قال الرئيس سليم الحص .
مصادر بارزة في التيار الوطني الحر قالت: "نحن مع حق أي شخص في الترشح، شرط أن تجرى الانتخابات الرئاسية في مواعيدھا الدستورية، ولكننا ضد الترشيحات التي تعقد إجراءھا". وإذ أكدت أن من حق جعجع الترشح، لم تر أي حظوظ له في الفوز، مستبعدة أن يؤيد تيار المستقبل ھذا الترشيح. واعتبرت أن خطوة جعجع "ھي من أجل زكزكة ترشيح العماد ميشال عون وليس أكثر، لكن ذلك لن يؤثر فيه".
مصادر في الامانة العامة لـ 14 آذار تعتبر ان جعجع نجح في فرض امر واقع على جميع مكوناتها ". وبالتالي، أصبح "من الصعب تجاوزه". يقول المصدر إن جعجع "تجاوز كل مسيحيي فريقنا، فلم يعد أحد منھم يتجرأ على الترشح " لقد احرج الرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم . كما ان الرئيس سعد الحريري اصبح بحالة حيرة وارباك , فهو قد وعد جميع المسترئسين باختيار احدهم ليكون مرشحا باسم 14 اذار ، بينما الان اصبح امام تحد مفروض عليه والاختيار اصبح صعبا وقد يهدد وحدة فريق 14 اذار .
هل فعلا جعجع قادر على لعب دور اكبر منه ؟ قراءة مغايرة للوقائع والمعطيات تعتبر أن جعجع يعرف جيدا أنه لا يملك "مفاتيح" اللعبة الداخلية ولا يملك القدرة على التأثير في المعادلات الاقليمية والدولية، ولذلك يبحث عن ثمن في ھذه المرحلة، وتبدو طموحاته متواضعة، فھو يقدم نفسه "ورقة" غير مجانية، يستخدمھا الحلفاء عند "المساومة" الكبرى على أسم الرئيس العتيد، فھو لا يمانع أن يكون مرشح "المقايضة" لالغاء حظوظ الجنرال ميشال عون في الوصول الى بعبدا، لكنه في المقابل يريد أثمانا مقابل ھذه "التضحية" التي يعرف الاصدقاء في الداخل والخارج كيف تصرف. كما يريد جعجع أن يفرض نفسه ناخبا قويا داخل فريقه السياسي، ويسعى كي تكون له كلمة وازنة عند الاتفاق على اسم "رئيس التسوية" أو الحيادي.
حراك جعجع، وبالون الترشح الاعلاني لا يشكلان أي عملية ضغط أو إحراج للرئيس الحريري، "فحرد" القوات اللبنانية الحكومي لم يمنع تيار المستقبل في المضي قدما في الشراكة مع حزب ﷲ، ولذلك فإن القول بأن جعجع يحاول من خلال ترشيح نفسه فرض وقائع أمام الحلفاء قبل الخصوم، مناف للواقع، فالحريري أيضا لا يملك "أوراق اللعبة" بين يديه، وھو غير قادر على مواجھة تمنيات "الراعي" السعودي إذا ما فرضت التسويات المقبلة تنازلات كالتي دفعته مؤخرا الى التخلي عن "قادة المحاور" في طرابلس. وانطلاقا من نظرية "فاقد الشيء لا يعطيه"، فإن تيار المستقبل أبلغ جعجع صراحة أن تبنيه كمرشح جدي للرئاسة غير وارد، إلا في حالة واحدة وھي انتفاء أي فرصة لوصول الجنرال ميشال عون الى بعبدا، عندھا سيكون إعلان تبني ترشيحه بمثابة المساومة العلنية على تنحية عون من السباق .
لقد نجح جعجع بفتح معركة الرئاسة باكرا ، لكنه باكرا حرق اوراقه وكشف نواياه ، وظهر بانه لاعب صغير يفتش عن ثمن صغير وليس قائدا كبيرا يسعى الى دور عظيم .
القرار قواتي بالدرجة الاولى و الحدث "حزبي" يقتصر على مسؤولي وكوادر القوات .. على امل ان يكون الحدث الاسبوع المقبل سياسيا وبحضور قيادات وكوادر من 14 آذار: لماذا اقدم جعجع على هذه الخطوة ؟ بعد سلسلة اجتماعات حزبية في معراب وجد نفسه في عزلة خانقة :من جهة وافقت قوى 14 اذار على حكومة سياسية مع حزب الله وتم الاتفاق على بيان وزاري ونالت الثقة من دون التوقف عند رأي وملاحظات جعجع . ومن جهة اخرى لا امكانية لتواصل جعجع مع اي طرف من 8 اذار . امام هذه الحالة الخانقة لم يبق امامه سوى خيارين احلاهما مر : الانقلاب على السلطة او الاعلان عن تشكيل قوة عسكرية- ميليشيا غير شرعية لمواجھة حزب ﷲ. وبين صعوبة واستحالة الخيارين هرب الى حل ثالث كمخرج لمأزقه . وهذه الحالة شبيهة بوضع الكتائب عشية الحرب الاهلية في العام 1975 .
و على ھذا الاساس بنيت الحسابات القواتية التي تراهن على فشل التفاهم الحكومي بين 8 و 14 اذار ، معتبرة ان " قوى 14 آذار تضحك على حالھا" في التعايش مع حزب الله وسرعان ما تكتشف خطأها فتضطر الى العودة الى مواقع التطرف التي يعبر عنها اصدق تعبير جعجع وصقور 14 اذار .و برأيها أن "الجو الدولي سيمشي بما يمشي به الداخل والداخل يريد رئيسا قويا" قادرا على مواجهة حزب الله . و يرى جعجع ترشحه حاسما "في تحديد مستقبل لبنان ومصير مسيحييه". ويقول: "نحتاج الى رئيس متل الخلق وحكومة متل الخلق" حتى نفرض انسحاب حزب الله من سوريا ونزع سلاحه بالقوة . وبترشحه يقدم جعجع نفسه الوحيد القادر على تنفيذ هذه المهمة الصعبة ويؤيده في ذلك غلاة المتطرفين في 14 اذار .
يرفض جعجع "حبوب الاسبيرين" لمعالجة سلاح حزب ﷲ أو "التنظير" لخطط أمنية تأخرت طويلا ويتوقع تطورات اقليمية ودولية تتوافق مع خطوته ، كما يراهن على فشل التسويات السلمية التي تغيم فوق المنطقة والتي قد تنتهي بضربة عسكرية اسرائيلية تفتح امامه طريق بعبدا كما حصل سابقا مع قائده ومعلمه بشير الجميل في العام 1982 الذي وصل الى الرئاسة على الدبابات الاسرائيلية .
هذه القراءة الخاصة للمستقبل القريب ، دفعت جعجع الى اعلان ترشحه وكانه يقدم مسبقا اوراق اعتماده كرئيس لمرحلة قادمة حتما على صورته ومثاله وحجمه . وقد نذر نفسه لمهمة انتظرها وخطط لها من زمان .
ترشيح جعجع اثار ردود فعل كثيرة منها رفض حقه أن يترشح بسبب الجرائم التي ارتكبها والاحكام القضائية التي صدرت بحقه معتبرة ان العفو العام لا يلغي الجريمة كما ان المرشح يجب ان بكون صاحب اخلاق كما قال البطريرك بشارة الراعي وصاحب قدوة كما قال الرئيس سليم الحص .
مصادر بارزة في التيار الوطني الحر قالت: "نحن مع حق أي شخص في الترشح، شرط أن تجرى الانتخابات الرئاسية في مواعيدھا الدستورية، ولكننا ضد الترشيحات التي تعقد إجراءھا". وإذ أكدت أن من حق جعجع الترشح، لم تر أي حظوظ له في الفوز، مستبعدة أن يؤيد تيار المستقبل ھذا الترشيح. واعتبرت أن خطوة جعجع "ھي من أجل زكزكة ترشيح العماد ميشال عون وليس أكثر، لكن ذلك لن يؤثر فيه".
مصادر في الامانة العامة لـ 14 آذار تعتبر ان جعجع نجح في فرض امر واقع على جميع مكوناتها ". وبالتالي، أصبح "من الصعب تجاوزه". يقول المصدر إن جعجع "تجاوز كل مسيحيي فريقنا، فلم يعد أحد منھم يتجرأ على الترشح " لقد احرج الرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم . كما ان الرئيس سعد الحريري اصبح بحالة حيرة وارباك , فهو قد وعد جميع المسترئسين باختيار احدهم ليكون مرشحا باسم 14 اذار ، بينما الان اصبح امام تحد مفروض عليه والاختيار اصبح صعبا وقد يهدد وحدة فريق 14 اذار .
هل فعلا جعجع قادر على لعب دور اكبر منه ؟ قراءة مغايرة للوقائع والمعطيات تعتبر أن جعجع يعرف جيدا أنه لا يملك "مفاتيح" اللعبة الداخلية ولا يملك القدرة على التأثير في المعادلات الاقليمية والدولية، ولذلك يبحث عن ثمن في ھذه المرحلة، وتبدو طموحاته متواضعة، فھو يقدم نفسه "ورقة" غير مجانية، يستخدمھا الحلفاء عند "المساومة" الكبرى على أسم الرئيس العتيد، فھو لا يمانع أن يكون مرشح "المقايضة" لالغاء حظوظ الجنرال ميشال عون في الوصول الى بعبدا، لكنه في المقابل يريد أثمانا مقابل ھذه "التضحية" التي يعرف الاصدقاء في الداخل والخارج كيف تصرف. كما يريد جعجع أن يفرض نفسه ناخبا قويا داخل فريقه السياسي، ويسعى كي تكون له كلمة وازنة عند الاتفاق على اسم "رئيس التسوية" أو الحيادي.
حراك جعجع، وبالون الترشح الاعلاني لا يشكلان أي عملية ضغط أو إحراج للرئيس الحريري، "فحرد" القوات اللبنانية الحكومي لم يمنع تيار المستقبل في المضي قدما في الشراكة مع حزب ﷲ، ولذلك فإن القول بأن جعجع يحاول من خلال ترشيح نفسه فرض وقائع أمام الحلفاء قبل الخصوم، مناف للواقع، فالحريري أيضا لا يملك "أوراق اللعبة" بين يديه، وھو غير قادر على مواجھة تمنيات "الراعي" السعودي إذا ما فرضت التسويات المقبلة تنازلات كالتي دفعته مؤخرا الى التخلي عن "قادة المحاور" في طرابلس. وانطلاقا من نظرية "فاقد الشيء لا يعطيه"، فإن تيار المستقبل أبلغ جعجع صراحة أن تبنيه كمرشح جدي للرئاسة غير وارد، إلا في حالة واحدة وھي انتفاء أي فرصة لوصول الجنرال ميشال عون الى بعبدا، عندھا سيكون إعلان تبني ترشيحه بمثابة المساومة العلنية على تنحية عون من السباق .
لقد نجح جعجع بفتح معركة الرئاسة باكرا ، لكنه باكرا حرق اوراقه وكشف نواياه ، وظهر بانه لاعب صغير يفتش عن ثمن صغير وليس قائدا كبيرا يسعى الى دور عظيم .