ارشيف من :أخبار عالمية
آخر ثالوث الحرب يسقط.."اسرائيل" تلفظ رجالاتها وآخر أقزامها

كتب يحيى دبوق
أعلن آخر ثالوث الحرب الإسرائيلية على لبنان سقوطه بعد عامين على الهزيمة الإسرائيلية وسط مكابرة وعناد لافت لتغيير قدره.. سقط إيهود أولمرت وبدأ الراكضون وراء كرسيه يتسابقون نحوه، ومعظمهم موجودون حاليا في الولايات المتحدة في زيارات لافتة ومعبرة عن مدى الانقسام وعدم وحدة وتركيز القرار في الكيان الإسرائيلي.
أكثر المرشحين للفوز برئاسة حزب كاديما، وبالتالي تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، هما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير المواصلات شاؤول موفاز، حيث الأفضلية داخل الحزب لليفني على حساب موفاز، برغم ان آخر استطلاعات الرأي تشير الى اقترابهما.
في وسط البلبلة الحاصلة لدى المحللين الإسرائيليين، برغم ان أصل خطوة أولمرت كانت متوقعة وغير مفاجئة، هناك نوع من عدم اليقين بما يحمله قادم الأيام، اذ ان الخلافات في الساحة الداخلية الإسرائيلية متشابكة الى درجة لا يمكن التوقع كيف يمكن لأي من المرشحين لرئاسة كاديما ان يشكل الحكومة من عناصر متنازعة ومتنافرة.
قد تكون هناك أفضلية لموفاز على حساب ليفني، باعتباره من أقصى يمين الحزب، لأن يشكل حكومة ائتلافية مع حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وبعض أحزاب اليمين، لكنها ستكون حكومة جمود مطلق في الكيان الإسرائيلي على اكثر من جبهة، سواء كانت عسكرية او سياسية او حتى اقتصادية، الأمر الذي يتوقع معه ان يتجه الكنيست لحل نفسه تمهيدا لانتخابات جديدة مبكرة. علما ان نتنياهو نفسه يفضل الانتخابات لأنها كما تظهر استطلاعات الرأي ستؤدي الى توليه هو رئاسة الحكومة الجديدة، بعد ان يفوز الليكود بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست، وإضعاف كل الأحزاب الإسرائيلية الأخرى.
ليفني من جهتها قد تكون معضلة لدى الأميركيين، ستجد صعوبة في تشكيل ائتلاف ما، خاصة أنها غير مرغوب فيها من قبل الأحزاب الدينية الإسرائيلية، وتحديدا من قبل حزب شاس. كما انها تفتقر الى كاريزما وخلفية أمنية مناسبة تتيح لها الاستمرار في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، والصمود أمام أي من العقبات التي ستوضع بالتأكيد في طريقها.
ما الذي يعنيه ذلك؟ بعد انتهاء انتخابات حزب كاديما في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل، وتولي رئاسة الحزب من قبل المنافسين الرئيسيين: موفاز وليفني، هناك صعوبة حقيقية في تشكيل حكومة، الأمر الذي يعني التوطئة لانتخابات مبكرة، ولن يصمد الكنيست حتى العام 2010 كما هو مقرر حاليا.. أي ان أولمرت نفسه سيبقى قائما بأعمال الحكومة حتى إجراء الانتخابات المبكرة لتصريف الأعمال، من دون ان يكون لديه القدرة على البت او الإقرار في أي من الملفات العالقة، السياسية او العسكرية او الاقتصادية. وبمعنى آخر ستبقى "اسرائيل" أسيرة الشلل حتى إجراء الانتخابات، بانتظار ما ستفرزه من نتائج.
من ناحية أخرى، فإن إعلان أولمرت عن سقوط نفسه وتحوله في أحسن الأحوال الى رئيس حكومة مشلول اذا لم يستطع أي رئيس قادم لحزب كاديما ان يشكل الحكومة، يفيد ان العناصر التي أتاحت له المكابرة للبقاء في منصبه طوال الأشهر الماضية، قد تبين فشلها، سواء لجهة المفاوضات مع الفلسطينيين، او لإطلاقه عجلة التفاوض غير المباشر مع سوريا. كما يفيد أيضا أنه لم يرَ او لم يبلغ ان هناك مغامرة عسكرية ما في المنطقة ستتسبب ببقائه في منصبه او تأجيل سقوطه.
مع سقوط آخر ثالوث الحرب على لبنان، تكون "اسرائيل" قد لفظت كل رجالاتها.. وأقزامها ايضا، ولم يبقَ لها سوى قادة من الدرجة الثالثة يتنافسون على إرث "زعيم" مهترئ يصفه الإعلام الإسرائيلي بالبطة العرجاء، منذ ان جرت هزيمته في لبنان صيف 2006. علما ان "اسرائيل" لم تشهد مشهدا سياسيا مشابها منذ قيامها في العام 1948، من دون قادة حقيقيين، ومن دون أفق سياسي تطمح اليه، في الوقت الذي تغرق فيه راعيتها في أخطائها في العراق وفي أكثر من مكان في العالم، مع ضياع استراتيجيتها.. بينما يزيد أعداؤها من صلابة موقفهم وقوتهم ومنعتهم.
الانتقاد/ العدد1287 ـ 5آب/ أغسطس 2008
أعلن آخر ثالوث الحرب الإسرائيلية على لبنان سقوطه بعد عامين على الهزيمة الإسرائيلية وسط مكابرة وعناد لافت لتغيير قدره.. سقط إيهود أولمرت وبدأ الراكضون وراء كرسيه يتسابقون نحوه، ومعظمهم موجودون حاليا في الولايات المتحدة في زيارات لافتة ومعبرة عن مدى الانقسام وعدم وحدة وتركيز القرار في الكيان الإسرائيلي.
"اسرائيل" قد لفظت كل رجالاتها.. وأقزامها ايضا، ولم يبقَ لها سوى قادة من الدرجة الثالثة يتنافسون على إرث "زعيم" مهترئ |
في وسط البلبلة الحاصلة لدى المحللين الإسرائيليين، برغم ان أصل خطوة أولمرت كانت متوقعة وغير مفاجئة، هناك نوع من عدم اليقين بما يحمله قادم الأيام، اذ ان الخلافات في الساحة الداخلية الإسرائيلية متشابكة الى درجة لا يمكن التوقع كيف يمكن لأي من المرشحين لرئاسة كاديما ان يشكل الحكومة من عناصر متنازعة ومتنافرة.
قد تكون هناك أفضلية لموفاز على حساب ليفني، باعتباره من أقصى يمين الحزب، لأن يشكل حكومة ائتلافية مع حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وبعض أحزاب اليمين، لكنها ستكون حكومة جمود مطلق في الكيان الإسرائيلي على اكثر من جبهة، سواء كانت عسكرية او سياسية او حتى اقتصادية، الأمر الذي يتوقع معه ان يتجه الكنيست لحل نفسه تمهيدا لانتخابات جديدة مبكرة. علما ان نتنياهو نفسه يفضل الانتخابات لأنها كما تظهر استطلاعات الرأي ستؤدي الى توليه هو رئاسة الحكومة الجديدة، بعد ان يفوز الليكود بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست، وإضعاف كل الأحزاب الإسرائيلية الأخرى.
ليفني من جهتها قد تكون معضلة لدى الأميركيين، ستجد صعوبة في تشكيل ائتلاف ما، خاصة أنها غير مرغوب فيها من قبل الأحزاب الدينية الإسرائيلية، وتحديدا من قبل حزب شاس. كما انها تفتقر الى كاريزما وخلفية أمنية مناسبة تتيح لها الاستمرار في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، والصمود أمام أي من العقبات التي ستوضع بالتأكيد في طريقها.
ما الذي يعنيه ذلك؟ بعد انتهاء انتخابات حزب كاديما في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل، وتولي رئاسة الحزب من قبل المنافسين الرئيسيين: موفاز وليفني، هناك صعوبة حقيقية في تشكيل حكومة، الأمر الذي يعني التوطئة لانتخابات مبكرة، ولن يصمد الكنيست حتى العام 2010 كما هو مقرر حاليا.. أي ان أولمرت نفسه سيبقى قائما بأعمال الحكومة حتى إجراء الانتخابات المبكرة لتصريف الأعمال، من دون ان يكون لديه القدرة على البت او الإقرار في أي من الملفات العالقة، السياسية او العسكرية او الاقتصادية. وبمعنى آخر ستبقى "اسرائيل" أسيرة الشلل حتى إجراء الانتخابات، بانتظار ما ستفرزه من نتائج.
من ناحية أخرى، فإن إعلان أولمرت عن سقوط نفسه وتحوله في أحسن الأحوال الى رئيس حكومة مشلول اذا لم يستطع أي رئيس قادم لحزب كاديما ان يشكل الحكومة، يفيد ان العناصر التي أتاحت له المكابرة للبقاء في منصبه طوال الأشهر الماضية، قد تبين فشلها، سواء لجهة المفاوضات مع الفلسطينيين، او لإطلاقه عجلة التفاوض غير المباشر مع سوريا. كما يفيد أيضا أنه لم يرَ او لم يبلغ ان هناك مغامرة عسكرية ما في المنطقة ستتسبب ببقائه في منصبه او تأجيل سقوطه.
مع سقوط آخر ثالوث الحرب على لبنان، تكون "اسرائيل" قد لفظت كل رجالاتها.. وأقزامها ايضا، ولم يبقَ لها سوى قادة من الدرجة الثالثة يتنافسون على إرث "زعيم" مهترئ يصفه الإعلام الإسرائيلي بالبطة العرجاء، منذ ان جرت هزيمته في لبنان صيف 2006. علما ان "اسرائيل" لم تشهد مشهدا سياسيا مشابها منذ قيامها في العام 1948، من دون قادة حقيقيين، ومن دون أفق سياسي تطمح اليه، في الوقت الذي تغرق فيه راعيتها في أخطائها في العراق وفي أكثر من مكان في العالم، مع ضياع استراتيجيتها.. بينما يزيد أعداؤها من صلابة موقفهم وقوتهم ومنعتهم.
الانتقاد/ العدد1287 ـ 5آب/ أغسطس 2008